أكدت مصادر فلسطينية ل"الحياة" وجود فكرة لعقد لقاء بين الرئيس ياسر عرفات وكل المنظمات الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقراً لها، وذلك خلال زيارته لدمشق المقررة منتصف الشهر الجاري، بهدف التوصل إلى "ورقة عمل" سورية - فلسطينية. وأشارت إلى احتمال عقد "لقاء جماعي" اليوم بين رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير السيد فاروق القدومي وبين قادة أربع منظمات منضوية في اطار المنظمة وممثليها. وكان القدومي أبو اللطف وصل مساء السبت إلى سورية لترتيب زيارة عرفات، ويلتقي اليوم نائب الرئيس السوري السيد عبدالحليم خدام، بعدما اجتمع أمس مع وزير الخارجية السيد فاروق الشرع. وقال أنور عبدالهادي المستشار الاعلامي للقدومي ل"الحياة" ان الأخير اتصل هاتفياً بعرفات ل"اطلاعه على جو اللقاء الايجابي" مع الشرع. لكن مصادر أخرى أوضحت ل"الحياة" ان الاتصال استهدف استشارة الرئيس الفلسطيني في ثلاثة مواضيع هي: "ورقة العمل المشتركة المقرر إعلانها بعد لقاء عرفات الرئيس بشار الأسد، وآلية حصول لقاء القمة، واللقاء مع المعارضة الفلسطينية". وكان عبدالهادي ذكر أن لقاء القدومي - الشرع بحث في التوصل إلى "ورقة عمل مشتركة تضم العناصر السياسية المتفق عليها بين الطرفين، وخطوات التنسيق بينهما، والاتفاق على مواصلة الاتصالات" التي انقطعت اثر توقيع عرفات اتفاق أوسلو في 1993. وتستند "ورقة العمل" الى المبادئ التي أعلنها الرئيس الأسد في خطابه أمام القمة العربية التي عقدت في عمّان الأسبوع الماضي، وهي "أولاً، التمسك بالقرارين 242 و338 كأسس للحل السلمي، ثانياً قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ثالثاً عودة جميع اللاجئين بحسب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194، رابعاً دعم الانتفاضة واستمرارها، خامساً ترابط المسار الفلسطيني مع المسارين السوري واللبناني". وتلى ذلك اعتراف وسائل الاعلام الرسمية السورية ب"السلطة الوطنية الفلسطينية" في خطابها السياسي. ولاحظ مصدر مطلع ان ذلك جاء بعد قول الأسد ان "اتفاق أوسلو فشل بامتياز"، وإعلان عرفات "نعي" هذا المشروع. أما العنصر الثاني الذي لا يزال في حاجة الى قرار، قبل وصول عرفات إلى دمشق، فيتعلق بآلية عقد القمة السورية - الفلسطينية. وعلمت "الحياة" أن هناك رأيين في هذا الإطار، جوهر الأول مجيء كل من القدومي ومحمود عباس أبو مازن وأحمد قريع أبو علاء الى دمشق قبل يومين من وصول عرفات، بهدف "الاتفاق على ورقة العمل ومبادئ التنسيق". ويدعم هذا الرأي رئيس "جبهة الانقاذ الوطني" الفلسطينية خالد الفاهوم "لأن الرئيسين يجب أن يتوجا ويقرا نقاط الاتفاق وليس التفاوض علىها". أما القدومي فيرى ضرورة بحث كل شيء بين الأسد وعرفات، وان لا داعي لمجيء وفد تمهيدي. وكان هذا محور الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفلسطيني والقدومي ظهر أمس، إضافة إلى موضوع اللقاء المقترح لاحقاً مع "كل المنظمات" التي يعارض بعضها عملية السلام من اصلها، واللقاء الآخر المقرر اليوم بين رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير والجبهتين "الشعبية" بزعامة أبو علي مصطفى و"الديموقراطية" بزعامة نايف حواتمة، و"الصاعقة" بزعامة عصام القاضي و"الشعبية - القيادة العامة" بزعامة أحمد جبريل، وذلك في مكتب الفاهوم، علماً أن "أبو اللطف" يلتقي عادة عدداً من قادة المنظمات المعارضة، لكن هذا سيكون أول لقاء جماعي، مما يعطي بعداً سياسياً إضافياً للعلاقة بين السلطة الفلسطينية والمعارضة.