نقلت مصادر فلسطينية ل"الحياة" عن مسؤولين سوريين قولهم ان القمة الخماسية "غير واردة الآن" بسبب رفض دمشق استقبال الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ل"تخوفها" من احتمال اقدامه على "تنازلات كبيرة في شأن القدس" إثر الزيارة، كما حصل في العام 1993 عندما وقّع الرئيس عرفات اتفاق اوسلو إثر زيارة الى سورية. وقالت ان "الصورة ستتضح بعد تشكيل رئيس الوزراء ايهود باراك حكومته". وكشفت المصادر ان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عباس زكي غادر دمشق امس "بعد زيارة خاصة لم يلتق خلالها اي مسؤول سوري"، كما ان مسؤولين سوريين رفضوا لقاء عضو اللجنة التنفيذية هاني الحسن الذي اجتمع فقط الى رئيس "جبهة الانقاذ الوطني الفلسطيني" السيد خالد الفاهوم خلال زيارة غير علنية قام بها الى العاصمة السورية أخيراً. واقترح الفاهوم على الحسن احياء منظمة التحرير ومؤسساتها وعودة منظمات المعارضة اليها ل"ضبط تنازلات الفريق الآخر". والى عضوي اللجنة المركزية نقل رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية فاروق القدومي الى نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع "الرغبة القوية" لعرفات بالزيارة. وقالت المصادر ان القدومي قال: "ان وضع عرفات صعب ونرجو ان تساعدوه كي يقف على رجليه"، وان الرد السوري كان: "كي يركض الى الاسرائىليين، ذلك انه كلما حشر يأتي الى دمشق للحصول على تغطية سياسية". ويعزو مراقبون اصرار رئيس السلطة الوطنية الى "قناعته بأن التركيز الاسرائىلي سيكون في المرحلة المقبلة على المسارين السوري واللبناني"، فيما جدد مسؤولون سوريون "التزامهم القضية الفلسطينية والقضايا الرئيسية مثل القدس والمستوطنات واللاجئين" ورفضهم دعم اتفاق اوسلو الذي لم تبدأ مفاوضاته النهائية. واشارت المصادر الفلسطينية الى ان وزير الخارجية المصري عمرو موسى بحث موضوع القمة الخماسية مع المسؤولين السوريين الذين اكدوا "الرغبة في قمة شاملة يحضرها الجميع تفوق ما اتفق عليه في قمة القاهرة 1996". وزادت المصادر ان الرئيس عرفات "وسّط" العاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين والرئيس حسني مبارك للموافقة على استقباله.