الجزائر - ا ف ب - شهدت الجزائر اسبوعاً دامياً مع مقتل أكثر من أربعين شخصاً على ايدي مجموعات اسلامية مسلحة في خمس مذابح طاولت عائلات في مناطق معزولة وفقيرة. ويبدو ان كتائب "الجماعة الاسلامية المسلحة" الناشطة في هذه المناطق تُنفّذ خططاً جديدة ترمي الى القضاء على عائلات بكاملها. وهذا الاسلوب الجديد زاد من مشاعر انعدام الامن والخوف بين سكان المناطق المعزولة ودفع بهم الى اللجوء الى مدن الصفيح. وقال احد الناجين من مذبحة أولاد يعيش قرب البليدة 50 كلم جنوب العاصمة الجزائرية: "لم يعد في امكاننا العيش في هذه الظروف ونتساءل يومياً: اي عائلة ستكون الهدف المقبل للقتلة؟". وهمّ العائلات التي تعيش في المناطق المعزولة ولا تفهم الدوافع الحالية للمجموعات المسلحة، هو الفرار هرباً من موت فظيع يبدو أكثر واكثر حتمية في حال بقيت في ديارها. وطورد بعض الذين فروا من المناطق المعزولة حتى في مدن الصفيح التي أُقيمت على عجل. وكان هذا مصير 16 شخصاً هم افراد عائلتين قتلوا في 27 آذار مارس الماضي في أولاد يعيش على مرتفعات البليدة مقر المنطقة العسكرية الاولى في قلب سهل متيجة الزراعي. وفي 26 من الشهر ذاته تعرضت اسرة اخرى من 12 فرداً لمذبحة على ايدي مجموعة مسلحة في ضواحي البليدة في حي بوعفرة الفقير. وبعد يومين قتل خمسة اشخاص من اسرة واحدة في حي واد مرزوق 70 كلم غرب العاصمة على يد مجموعة مسلحة ذبحت الاهل والاولاد. وليل الجمعة السبت ذبحت مجموعات مسلحة عائلة من خمسة افراد قرب البرواقية 120 كلم جنوب العاصمة الجزائرية واخرى في بني عمران قرب بومرداس 50 كلم شرق العاصمة. واضافة الى هذه المجازر ارتكبت المجموعات المسلحة اعتداءات اخرى ضد المدنيين وقوى الامن واوقعت 16 جريحاً في 29 آذار مارس بانفجار قنبلتين في تبسة 630 كلم شرق العاصمة والبويرة 120 كلم شرقاً. وتنسب الاعتداءات والمجازر ضد المدنيين الى "الجماعة الاسلامية المسلحة" بزعامة عنتر الزوابري الناشطة في غرب الجزائروجنوبها. وتؤكد "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بزعامة حسن حطاب انها تستهدف قوى الامن فقط وهي تنشط في منطقة القبائل وشرق البلاد. لكن الصحف الجزائرية حملتها اخيرا مسؤولية هجمات على المدنيين. وترفض المجموعتان الراديكاليتان سياسة المصالحة الوطنية للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي جعل من ارساء السلام اولويته لدى انتخابه في نيسان ابريل 1999. وفي الشهر الماضي قتل نحو 330 شخصاً في اعمال عنف في الجزائر، بينهم اكثر من 200 اسلامي مسلح بحسب حصيلة وضعت استنادا الى ارقام نشرتها الصحف. ومنذ مطلع السنة قتل نحو 850 شخصاً بينهم اكثر من 300 مدني ونحو مئة من عناصر قوى الامن في اعمال العنف بحسب المصادر ذاتها.