} استأنفت الجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر هجماتها، على الرغم من التدابير الأمنية الحكومية المشددة، باستثناء المناطق النائية والريفية. وأفيد أن عشرة مواطنين قتلوا قبل يومين، بينهم خمسة ذبحاً في اعنف هجمات تشهدها الجزائر منذ حلول شهر رمضان. ذُبح خمسة جنود وقُتل خمسة مدنيين بالرصاص في هجمات نفذتها عناصر من الجماعات الإسلامية المسلحة في الجزائر. وأفادت مصادر محلية في ولاية باتنة 450 كلم شرق العاصمة أن جماعة مسلحة تضم نحو 40 عنصراً اقامت حاجزاً على أحد الجسور قرب منطقة تيلاطو بين بلديتي بريكة وعين التوتة مباشرة بعد الإفطار مساء السبت الماضي. وأضافت ان عناصر الجماعة كانوا يرتدون زي الدرك الوطني عندما اوقفوا حافلة وطلبوا من العسكريين فيها مغادرتها بسبب أنباء عن تسلل مجموعة مسلحة إلى المنطقة. فقرر خمسة من العسكريين يؤدون الخدمة الوطنية الذين كانوا يرتدون زياً مدنياً النزول من الحافلة ثم اقتيدوا إلى أسفل الجسر وذبحوا في محاذاة الوادي، الواحد تلو الآخر، وتعرضت جثثهم للتنكيل. وتعتبر تيلاطو من المناطق التي كانت آمنة حتى في أصعب الأوقات التي شهدت فيها البلاد اعمال عنف ومجازر عدة، الأمر الذي يعزز احتمال تسلل مجموعة من جبل الشلعلع حيث تستقر كتائب تابعة للجماعات المسلحة التي هزت المنطقة نهاية 1994 باغتيال اكثر من 22 عسكرياً في منطقة عين توتة إثر انفجار لغم شديد القوة". وفي منطقة البرواقية التابعة لولاية المدية، على مسافة90 كلم جنوب العاصمة، اغتالت جماعة إسلامية مسلحة ثلاثة شبان رمياً بالرصاص وأصابت آخر بجروح مساء السبت. وفي التفاصيل استغلت مجموعة مسلحة، لم يُعرف عدد افرادها، رداءة الأحوال الجوية، وتسللت في ظل ضباب كثيف نحو مدخل إحدى المباني حيث كان الشبان الاربعة يستعدون لبدء جولة من لعبة "الدومينو"، ثم اطلقت المجموعة وابلاً من الرصاص على الضحايا. وقبل ساعات قليلة من حادث البرواقية، اغتالت مجموعة أخرى أحد الرعاة في منطقة قريبة من بلدية أولاد زيد في الولاية نفسها، واستولت على 25 رأساً من الماشية. وفي بلدية سيدي نعمان التابعة لمنطقة القبائل شرق البلاد، قُتل مواطن وجرح آخر الخميس الماضي، إثر اعتداء نفذته جماعة مسلحة يعتقد بأنها تابعة لتنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" عندما كان الضحايا يتوجهون لتفقد محضنة الدجاج. واتخذت الحكومة عشية حلول شهر رمضان تدابير أمنية إستثنائية في المدن الكبرى لتجنب أي أحداث عنف، ولم تشمل هذه الإجراءات المناطق النائية والريفية بسبب وعورتها وصعوبة التحكم الأمني فيها. واكتفت الحكومة، في هذه المناطق، بالدعوة إلى التحلي بأقصى درجات اليقظة. من جهة اخرى، أفادت مصادر مطلعة أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة قرر السبت الماضي تعيين السيد عبدالمالك كركب مديراً للأمن الرئاسي خلفاً للعقيد عبدالنور مصباح الذي أقاله قبل شهر ونصف شهر. ويعتبر كركب من بين قدامى المسؤولين العسكريين الذي عملوا إلى جنب الرئيس الراحل هواري بومدين وتولى، آنذاك، مسؤولية الأمن الرئاسي، وكان أحيل على التقاعد قبل أن يعود إلى واجهة الأحداث سنة 1995 عندما تولى مسؤولية الامن في ولاية الجزائر العاصمة. وهو من بين الشخصيات العسكرية القليلة التي تربطها علاقات صداقة مع الرئيس الجزائري، وينتمي الى منطقة البيض على الحدود الجزائرية - المغربية.