يشهد الوضع الأمني في الجزائر منذ أسبوع تصاعداً قياسياً للإعتداءات التي تُنسب مسؤوليتها للاسلاميين في عدد من المناطق، مما أدى الى قتل نحو 70 شخصاً. وجاءت هذه العمليات الدموية في وقت بدأ هاجس حلول شهر رمضان ينتاب غالبية سكان المناطق الريفية. وتعمد الجماعات المسلحة، خلال شهر رمضان، الى شن سلسلة واسعة من أعمال العنف على خلفية أنه شهر الجهاد. وأفاد شهود عيان ان مجموعة مسلحة مجهولة العدد اغتالت صباح أمس ستة مواطنين وأصابت آخرين بجروح خطيرة في كمين نصبته في مدينة عين الملح على الطريق الذي يربط بين مدينة المدية 90 كلم جنوب العاصمة ببلدة البرواقية. وجاءت هذه العملية لتثير الخوف من جديد وسط سكان هذه المنطقة النائية والتي كانت عرضة لأعمال العنف التي تشنها "الجماعة الإسلامية المسلحة"، علما ان هذه المنطقة تربط ولاية العاصمة بالجنوبالجزائري. وفي ولاية البويرة 120 كلم شرق العاصمة، غادرت 20 عائلة تقيم في مرتفعات جبلية في بلدة إيغزر أومزيان مساكنها بعد تلقيها تهديدات مباشرة من "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" التي يقودها حسان حطاب. وقد اختارت هذه العائلات النزوح الى مقر البلدية وبعض المناطق الآمنة بعدما عاشت فترات صعبة خلال الأشهر الماضية. وفي الولاية نفسها اضطر عدد من سكان منطقة الشريعة في بلدية العجيبة إلى الفرار من منازلهم بسبب تنامي التهديدات الإرهابية. وفي ولاية البليدة 50 كلم جنوب العاصمة قتلت مجموعة مسلحة ستة أفراد من أسرة واحدة، بينهم صبي لم يتجاوز 15 يوماً من العمر ذبحاً بالسلاح الأبيض. وأصيبت ربّة الأسرة بجروح خطيرة ولا تزال تصارع الموت في غرفة الإنعاش في مستشفى البليدة. وفي ولاية عين الدفلى 150 كلم غرب العاصمة اغتالت مجموعة مسلحة خمسة رعاة في منطقة تدعى الجبابرة، وتؤكد شهادات أن الضحايا كانوا يجمعون الزيتون في إحدى المناطق قبل أن يهاجمهم عدد كبير من عناصر "الجماعة المسلحة" يُعتقد بأنهم ينتمون الى كتيبة ا"لأهوال" التي يقودها "سليم الأفغاني". وفي ولاية تيزي وزو 110 كلم شرق العاصمة قتل أحد عناصر الجيش الجزائري وجرح ثلاثة في انفجار قنبلة في بلدية إبودرارن. ووقعت العملية خلال تمشيط كتيبة تابعة للجيش لإحدى المناطق التي يشتبه في أنها تؤوي عناصر من "الجماعة السلفية". وفي الحدود بين ولاية البويرة وتيزي وزو قتل جندي وجرح آخر في انفجار لغم وضعته عناصر من "الجماعة السلفية" في أحد الممرات التي يعبرونها دورياً بين حدود الولايتين. وفي ولاية معسكر 300 كلم غرباً أدى انفجار قنبلة إلى وفاة أحد عناصر الجيش وجرح آخر في منطقة زماعشة. وقد ردت قوات الأمن على الاعتداء وقتلت أحد عناصر الجماعة.