قتل خمسة اشخاص من عائلة واحدة خلال هجوم نسب إلى جماعة إسلامية مسلحة ليل الجمعة - السبت في منطقة عين العطية في بلدة البرواقية ولاية المدية 90 كلم جنوب العاصمة، وأفاد سكان المنطقة أن أفراد عائلة السيد النوي قتلوا جميعاً بالسلاح الأبيض، وأن جثثهم مُثل بها. ويلاحظ أن تصاعد أعمال العنف يتزامن مع تنفيذ الحكومة خطة أمنية جديدة تهدف إلى اغلاق المنافذ أمام عناصر الجماعات الإسلامية المسلحة، من خلال تسليح سكان المناطق المحيطة بالعاصمة وحصر نشاط عناصرها في المناطق الجبلية لتسهيل مهمة مجموعات الكوماندوس في الجيش الجزائري "الكوكسول". وأوضحت مصادر أمنية مطلعة ل"الحياة" أن تسليح المدنيين في المناطق شبه الحضرية والتي تفصل العاصمة والمدن الكبرى عن المناطق الريفية "يندرج ضمن خطة جديدة تهدف إلى تبادل الأدوار وتسهيل مهمة التصدي لمحاولات الجماعات الإسلامية التشويش على العمليات الروتينية التي تقوم بها وحدات الجيش في معاقل الجماعات". وأعربت عن اعتقادها ب"ان تصاعد أعمال العنف في الفترة الأخيرة يعود بالدرجة الأولى إلى محاولات مجموعات محدودة العدد فك الخناق عن الحصار الذي تفرضه قوات الأمن في عدد من معاقلها"، معتبرة "أن الهدف الأساسي لهذه المجازر هو تحويل القوات إلى هذه المناطق المتضررة بالمجازر بدل تطويق معاقل الجماعات" في الأرياف والجبال. وعلى رغم سقوط عشرات الضحايا من المدنيين منذ مطلع السنة على يد عناصر الجماعات المسلحة في اعتداءات تركزت في منطقة الوسط، تشير مصادر إعلامية إلى أن عدد قتلى الجماعات بلغ أرقاماً قياسية. وأوردت وكالة "فرانس برس" الجمعة الماضي أن أكثر من 480 إسلامياً مسلحاً قتلوا خلال مواجهات مع قوات الأمن في عمليات كبرى جرت في مناطق الشرق والغرب. إلى ذلك، تبدأ اليوم أعمال المؤتمر الدولي عن حياة القديس أغسطين. ويفتتح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أعمال هذا اللقاء العلمي والثقافي الذي سيجري على مرحلتين في العاصمة ومدينة عنابة، على الحدود مع تونس، بمشاركة عدد كبير من الباحثين والخبراء. وتتخوف أوساط رسمية من أن تستغل الأوساط الإسلامية مناسبة انعقاد هذا اللقاء الأول من نوعه منذ الاستقلال العام 1962، لإثارة جبهة جديدة ضد الرئيس الجزائري الذي يتعرض لسلسلة انتقادات بسبب مواقفه المخالفة لتوجهات التيار الإسلامي. وكان بوتفليقة استنكر بشدة مواقف من أسماهم ب"العقائديين" في إشارة إلى أنصار التيار المحافظ في اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية، والذين أفشلوا مساعيه في وضع توصيات من شأنها كسر "تابوهات" التعليم، مثل تلقين اللغة الفرنسية في الطور التعليمي الأول. وذكر مسؤول في لجنة تنظيم الملتقى أن مسؤولي بعض البلديات تعاملوا ببرودة مع طلبات وجهت إليهم لتسمية عدد من الشوارع والأماكن العامة باسم القديس أوغسطين. وتراهن الرئاسة الجزائرية على هذا الملتقى لتأكيد حرصها على تعزيز "الحوار بين الحضارات"، خصوصاً بالنسبة إلى الحضارة الإغريقية الرومانية التي تكتسي أهمية في تحديد ترابط الثقافة المتوسطية. الى ذلك اف ب، ذكرت صحف جزائرية ان 13 شخصا جرحوا، في انفجار قنبلتين قرب مركز الشرطة في تبسة 630 كلم شرق العاصمة. واضافت ان القنبلة الاولى انفجرت ولم تخلف ضحايا. لكن قنبلة ثانية كانت موضوعة قرب جدار باحة مقر الشرطة، انفجرت بعد عشر دقائق واصابت 13 من المارة. وذكرت الصحف ان ثلاثة جنود اصيبوا بجروح في انفجار قنبلة في غابة قريبة من البويرة 120كلم شرق العاصمة. وتتعرض منطقة الجزائر العاصمة في الوقت الراهن لاعتداءات ومجازر ترتكبها مجموعات مسلحة اوقعت 90 قتيلا مدنيا في الاسابيع الثلاثة الاخيرة في سهل متيجة الزراعي. وتعزى المجازر والاعتداءات الى "الجماعة الاسلامية المسلحة" بقيادة عنتر الزوابري الناشطة في غرب العاصمة وجنوبها، والى "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بزعامة حسن حطاب في منطقة القبائل وفي شرق الجزائر.