} تضاربت الروايتان الفلسطينية والاسرائيلية في شأن الغاء اجتماع امني جديد اتفق على عقده مع الاميركيين، في الوقت الذي اعلنت فيه قوات امن الرئاسة الفلسطينية افشال محاولة اسرائيلية لاقتحام اراض خاضعة للسيطرة الفلسطينية، واعتبرت فيه اسرائيل اطلاق قذائف "هاون" من قطاع غزة على اسرائيل بمثابة "اعلان حرب". أعلنت مصادر امنية فلسطينية احباط محاولة اسرائيلية لاقتحام مناطق تقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية في بلدة بيتونيا جنوب شرقي مدينة رام الله صباح أمس، وذلك بعد ساعات فقط من استشهاد فلسطيني جراء القصف الاسرائيلي الليلي للمنطقة. وأكد أحد ضباط "القوة 17" التابعة لقوات حرس الرئيس ياسر عرفات ان معركة حامية دارت رحاها على مدى ساعتين على مشارف بلدة بيتونيا صباح امس بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، افضت الى تراجع القوات الاسرائيلية التي ساندتها الدبابات الاسرائيلية المتمركزة على التلال المشرفة. وقالت المصادر ان الجانب الاسرائيلي طالب من خلال مكتب الارتباط المشترك بوقف النار لاخلاء ثلاثة او اربعة جنود جرحوا خلال التبادل الكثيف لاطلاق النار. وصرح احد الضباط للاذاعة الفلسطينية: "هذه اراض محررة وهي محرمة عليهم ... تصدينا لهم بكل الوسائل. حاولوا مرات اقتحام المنطقة وفشلوا وسيفشلون في كل مرة يعيدون فيها الكرة". وفي حوار من اسلوب جديد بين الجانبين، رهن الفلسطينيون موافقتهم على وقف اطلاق النار في منطقة بيتونيا التي شهدت على مدى ثلاث ليال تبادلاً مكثفاً لاطلاق النار، بانسحاب القوات الاسرائيلية من مبنى قيد الانشاء استولت عليه القوات الاسرائيلية في المنطقة ذاتها قبل يومين ويقع داخل مناطق السلطة. وفي الوقت الذي وافق فيه الجانب الفلسطيني على "الهدنة" لاجلاء الجرحى الاسرائيليين، اطلق جنود اسرائيليون النار باتجاه جنازة الشهيد تيسير العموري 40 عاما خلال مراسم دفنه في مقبرة البلدة. وكان العموري يسير مشياً على الاقدام في الشارع الالتفافي القريب من بيتونيا عندما بدأ القصف الاسرائيلي فأصابته رصاصة من عيار 800 مليمتر وفصلت رأسه عن جسده، كما اصيب بعيار آخر في الحوض. وشمل القصف الاسرائيلي مقر "القوة 17" في المنطقة وألحق اضراراً بالغة بالموقع. وأكدت عائلة الشهيد انه كان يعاني مشاكل نفسية جراء ضرب المحققين الاسرائيليين رأسه أثناء اعتقاله قبل عشرين عاما. والعموري غير متزوج بسبب أوضاعه الصحية. الاجتماع الامني واعلنت اسرائيل الغاء اجتماع ل"اللجنة الفلسطينية - الاسرائيلية الامنية العليا" كان اتفق على عقده بين وزير الخارجية الاميركي كولن باول وعرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون خلال اتصالات هاتفية بينهم مساء الاثنين. وكانت الاذاعة الاسرائيلية اعلنت في وقت مبكر ان الجانبين اتفقا على الاجتماع قرب حاجز ايرز في غزة. وقالت صحيفة "هآرتس" ان شارون بعث برسالة الى باول اعتذر فيها عن حادث اطلاق النار على مسؤولين فلسطينيين اثناء عودتهم من اجتماع امني في اسرائيل، مشيرا الى انه تم فتح تحقيق في الحادث. وجاءت رسالة شارون مناقضة لتصريحات كبار الضباط في الجيش الاسرائيلي الذين برروا عملية اطلاق النار. ونقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية عن مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى قوله ان الاجتماع ألغي بسبب اطلاق صواريخ "هاون" من قطاع غزة الى داخل اسرائيل. ونفى الفلسطينيون من جهتهم الاتفاق على عقد مثل هذا الاجتماع. وقال قائد قوات الامن الوطني الفلسطيني في القطاع عبدالرزاق المجايدة ان الفلسطينيين لن يشاركوا في مثل هذا اللقاءات بعد محاولة التصفية التي تعرض لها الوفد الامني الذي شارك في اجتماع الخميس الماضي. واعلن رئيس جهاز الامن الوقائى في غزة العقيد محمد دحلان انه "لن يشارك في الاجتماع". "اعلان حرب" واعتبر رعنان غيسين الناطق باسم شارون اطلاق القذائف "اعلان حرب"، وهدد بأن اسرائيل "سترد على هذه الاعتداءات من دون انذار مسبق وستستخدم القوة باضطراد وبشكل دائم كما يفعل اي بلد يعتدى عليه بهذه الطريقة". وقصفت اسرائيل مواقع مدنية وعسكرية فلسطينية في بيت لاهيا ومخيم النصيرات شمال غزة مساء الاحد واستمر القصف حتى ساعات الفجر. واعلنت اصابة أربعة فلسطينيين من بينهم ام وطفلاها جراء القصف. واستخدمت اسرائيل في القصف صواريخ من نوع "أرض - أرض" للمرة الثانية. واتهم الناطق باسم الجيش الاسرائيلي الفلسطينيين ب"استفزاز الاسرائيليين للتسبب في ردود فعل عسكرية مفرطة، لكننا لن نقع في هذا الفخ". وصرح بأن مدافع "الهاون" هربت من مصر "عبر البحر او انفاق حفرها الفلسطينيون في رفح على الحدود بين مصر وقطاع غزة"، مضيفا ان "مدافع هاون اخرى صنعت يدويا في قطاع غزة وهي أقل دقة". وحذر :"عاجلا ام اجلا سنعرف مكان المصانع وسنضربها". وقالت صحيفة "يديعوت احرنوت" في نشرتها الاخبارية عبر الانترنت في تمهيد كما يبدو لغارات اسرائيلية واسعة النطاق في قلب الاحياء السكنية ان هناك مصانع تديرها "اللجنة العلمية" التابعة للقوات الفلسطينية نجحت في صنع قذائف هاون". وقالت ان بعض التنظيمات الفلسطينية الاخرى تعمل على تصنيع هذه القذائف بمساعدة اطراف خارجية مثل منظمة "حزب الله". واعربت صحيفة "هآرتس" عن خشيتها من نقل هذه القذائف من غزة الى الضفة، الامر الذي اعتبرته بالغ الخطورة "لانه يمكن من احداث خسائر وسط اسرائيل".