} بدأت في مدينة سانت بطرسبورغ ندوة حوار امس بعد لقاء جمع بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشار الألماني غيرهارد شرويدر ناقشا خلاله جدول أعمالهما الذي يتضمن قضايا الأمن الاستراتيجي الدولي والعلاقات الروسية - الأوروبية والديون الألمانية على روسيا. بدأت امس ندوة "حوار سانت بطرسبورغ" الأولى من نوعها على هذا المستوى، إذ جمعت عدداً من الوزراء الأساسيين من الجانبين الألماني والروسي، إضافة الى متخصصين وخبراء في المسائل المختلفة. وينتظر ان تصبح هذه الندوة تقليداً سنوياً يهدف الى تقريب وجهات النظر بين البلدين، في ما يتعلق بالقضايا الملحة في العالم إضافة الى مسائل العلاقات الثنائية. وشارك الزعيمان الروسي والألماني في جلستهما الافتتاحية بعدما عقدا اجتماعهما الأول في القمة الثنائية التي تستمر يومين. وتبادلا خلال الاجتماع العلاقات الروسية - الألمانية والجهود المبذولة لتفعيل التعاون المشترك على الصعيد الاقتصادي وكذلك قضايا الأمن الاستراتيجي والعلاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة، بما في ذلك خطط واشنطن لإقامة شبكة الدفاع الصاروخي. وتطرق الزعيمان الى علاقات روسيا مع الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي. وتناولت محادثاتهما الأوضاع في الشرق الأوسط ومنطقة البلقان. وكان مراقبون في موسكو أكدوا ان مسألة الديون الألمانية على روسيا ستحظى باهتمام خاص من الزعيمين. ولم تستبعد بعض المصادر الديبلوماسية امكان التوصل الى اتفاق في شأنها. ومعلوم أن ديون روسيا الموروثة عن الاتحاد السوفياتي لنادي باريس تبلغ زهاء 40 بليون دولار منها 12 بليوناً لألمانيا وحدها، كما توقعت المصادر ان يتم التوصل الى اتفاق في شأن تعزيز مجالات الاستثمار لرجال الأعمال الألمان في روسيا. وكان المستشار الألماني غيرهارد شرويدر أكد لدى وصوله الى سانت بطرسبورغ ان الطرفين سيسعيان من خلال المشاورات الحالية والتي ينتظر ان تصبح دورية، الى توحيد مواقفهما على أعلى المستويات إزاء التطورات السياسية المهمة في العالم. وأشار شرويدر الى أن ألمانيا تعمد الى إجراء مثل هذه المشاورات مع عدد محدود من الدول خارج الاتحاد الأوروبي، منوهاً بأهمية العلاقات مع روسيا التي باتت تلعب "دوراً مفصلياً في الجهود الرامية الى تدعيم الأمن والسلام في أوروبا". وأشاد شرويدر بالرئيس الروسي الذي ساهم في "جعل آراء روسياوألمانيا متطابقة في الكثير من المسائل الدولية". ويذكر ان هذا اللقاء هو السابع بين الزعيمين منذ أواسط عام 2000. من جهة أخرى، اكد نائب رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما النواب الروسي سيرغي شيشكاريف ان المحادثات الروسية - الألمانية الحالية يمكن ان تسهم في حل مشكلة الديون الخارجية، مضيفاً أن القيادة الروسية ارتكبت عام 1991 خطأ بالغاً عندما حوّلت ديون الاتحاد السوفياتي إليها، مقدمة بذلك الى الغرب "هدية مجانية"، إذ أنها أضاعت فرصة تاريخية لتسوية الديون السوفياتية في مقابل إعلان انتهاء الحرب الباردة وسباق التسلح. وأشار شيشكاريف الى أن تسرع الكرملين بحل حلف وارسو وإخراج القوات الروسية من ألمانيا، ضاعف من خسائر موسكو وأفقدها امكان المطالبة بديونها على دول الحلف المنحل، مؤكداً أن ألمانياالشرقية كانت مدينة لموسكو بزهاء 6 بلايين دولار لم يجر إدراجها في جداول نادي باريس للدول الدائنة.