لبى مدرب منتخب انكلترا الاسبق غلين هودل نداء الاستغاثة من ناديه السابق توتنهام هوتسبر ليصبح مدربه ال24 في تاريخه خلفاً للاسكتلندي جورج غرايام الذي اقيل من منصبه قبل اكثر من اسبوع. ولم يأخذ هودل 43 عاماً سوى ساعات قليلة لتقديم استقالته من تدريب ساوثهامبتون معلناً عودته الى "بيته الروحي" بعد غياب دام 14 عاماً، وبعد ان قضى فترة مماثلة مع النادي اللندني الذي صنع معه اسمه كافضل صانع ألعاب عرفته انكلترا في الفترة الحديثة وتحديداً في عقد الثمانينات. وهو حقق معه كأس انكلترا مرتين 1981 و1982، ولعب من خلاله لمنتخب دلاده انكلترا في تلك الفترة 53 مباراة سجل فيها 8 اهداف، وبات من اكثر اللاعبين شعبية بين جماهير النادي حتى ان اسمه جلب اكثر من 99 في المئة من اصوات المشجعين للاستفتاء عن هوية المدرب القادم بعد استقالة او اقالة غرايام . وعين ساوثهامبتون ستيوارت غراي مدرباً لفريقه خلفاً لغلين هودل حتى نهاية الموسم الجاري. واعلن غراي ان اختياره لهذا المنصب توج مسيرته مع النادي الذي شغل فيه مناصب عدة في السابق، لكنه اسف لرحيل هودل ووعد بمعالجة تأثيراتها السلبية على الصعيد المعنوي في المباريات التسع الاخيرة من البطولة. الاستاذ والتلميذ في عام 1987 كانت نقطة التحول في مسيرة هودل الكروية، فخسارة فريقه توتنهام امام كوفنتري في نهائي الكأس ذلك العام كانت المباراة الاخيرة له مرتدياً "الفانلة البيضاء" بعد 10 سنوات متتالية لعب فيها اساسياً. وقرر الرحيل الى فرنسا وحقق بطولة الدوري مع موناكو، ولم تخطر على باله فكرة الخوض في مجال التدريب خصوصاً انه كانت له ميول الى الموسيقى والاغاني الشعبية وكان ينوي احترافها بعد الاعتزال بعد اعتزاله اللعب وفقاً لتصريحاته الصحافية آنذاك. ولكن كل ذلك تغير خلال عامين قضاهما مع موناكو حيث تعلم اسرار مهنة التدريب على يدي مدرب النادي الفرنسي وقتذاك آرسين فينغر وحظي بتشجيع كبير من مدرب ارسنال الحالي الذي شاءت الصدف ان تكون اولى مباراتي توتنهام تحت قيادة هودل مع عدوه اللدود وجاره ارسنال ضمن مباريات الدوري، ثم في نصف نهائي كأس انكلترا. العام الاول من كل عقد وتربط مسابقة كأس انكلترا بتوتنهام علاقة حميمة، اذ كان نصيبه منها 8 القاب، وهو ثاني اكبر عدد من الانتصارات في هذه المسابقة بعد مانشستر يونايتد الذي احرزها 10 مرات. ويبدي مشجعو توتنهام قناعة تامة ان الكأس هذا العام ستكون من نصيبهم ليس بسبب قدوم هودل، لكن السر يكمن في العام الاول من كل عقد، الذي يتفاءل به المشجعون خصوصاً ان فريقهم حقق الفوز في خمس مرات من الثماني في الاعوام التي يقرأ في آخرها الرقم واحد، وبدأها في العام 1901 عندما بات الفريق الهاوي الاول والوحيد الذي يحرز الكأس وأيضاً في اعوام 1921 و1961 و1981 و1991، وحقق لقبيه الوحيدين في بطولة الدوري عامي 1951 و1961، وكأس المحترفين عام 1971. وتبدو مهمة هودل صعبة في الاستمرار على هذا التقليد خصوصاً ان الفارق بين ارسنال وتوتنهام شاسع وكبير لما يضمه فريق "استاذه" السابق من نجوم عالميين يفتقد توتنهام مثلهم حالياً. علماً ان توتنهام اشتهر منذ الثمانينات بضم واحد من النجوم الكبار على الأقل وآخرين دون المستوى فافتقد الفريق التوازن في معظم الاحيان. ففي بداية الثمانينات كان هناك الى جانب هودل الارجنتينيان اوزفالدو ارديليس وريكاردو فيلا، وفي نهاية حقبة هودل شارك كريس وادل وكلايف ألين. وفي بداية التسعينات تفجرت موهبة بول غاسكوين الى جانب غاري لينيكر، وفي منتصف العقد تألق الخماسي الهجومي الشهير المكون من الألماني يورغن كلينسمان وتيدي شيرنغهام ونيكي بارمبي والروماني ايلي ديميتريسكو ودارن اندرتون، علماً ان الفريق كان يسجل حينها 4 اهداف وتستقبل شباكه خمسة في بعض المباريات لسوء الدفاع وفقدان التوازن، وبقي شيرنغهام واندروتون ورحل الآخرون، وانضم اليهما الفرنسي ديفيد جينولا حتى نهاية العقد الماضي، ويبرز حالياً النجم الاوكراني سيرغي ريبروف، والمدافع الدولي سول كامبل.