واجهت القوات المقدونية مقاومة شديدة من المقاتلين الألبان، أثناء عمليات التمشيط والمطاردة التي نفذتها شمال غربي البلاد، فيما قام ألبان كوسوفو بإحصاء سكاني سري للرجال القادرين على حمل السلاح. وأعلنت قوة السلام المتعددة الجنسيات في كوسوفو كفور مقتل شخصين واصابة عشرين آخرين بجروح في قصف مدفعي قرب بلدة غراتشاني المقدونية. وجوبهت القوات العسكرية الجيش والشرطة المقدونية، بنيران القناصة الالبان خلال عمليات التمشيط في المرتفعات المطلة على مدينة تيتوفو. وأفادت بيانات وزارة الدفاع المقدونية ان قواتها شنت هجمات بالمدفعية والطائرات المروحية العسكرية على مواقع للمقاتلين الألبان في الأراضي المقدونية الشمالية المحاذية للحدود مع كوسوفو. واعترفت السلطات المقدونية بأن الوضع لا يزال بعيداً من الاستقرار، وأبدت مخاوفها من عودة المقاتلين الألبان الى العمليات العسكرية، خصوصاً بعدما سقط ضابط قتيلاً وجرح خمسة جنود قرب الحدود مع كوسوفو. وسمعت في ضواحي سكوبيا الشمالية اصوات انفجارات القنابل، اثناء قصف القوات المقدونية لمواقع المقاتلين الألبان في محيط "غراتشاني" وقرى أخرى شمال غربي سكوبيا بنحو 15 كيلومتراً. وقتل شخصان وجرح نحو عشرين آخرين في اطلاق قذائف هاون بالقرب من بلدة كريفينيك في كوسوفو القريبة من بلدة غراتشاني في مقدونيا. وذكرت وكالة "اسوشيتد برس" الاميركية للأنباء ان بين الجرحى صحافياً بريطانياً يعمل لحسابها، وقد نقل في مروحية الى مستشفى "كامب بوندستيل"، مقر هيئة اركان الجيش الاميركي في كوسوفو. وكان اطلاق النار يصدر من مواقع مقدونية، بحسب ما أعلن لوكالة "فرانس برس" قائد جيش التحرير الوطني لالبان مقدونيا. وتقع كريفينيك في اقليم كوسوفو الصربي على الحدود مع مقدونيا، وعلى بعد اربعة كيلومترات من بلدة غراتشاني حيث يشن الجيش المقدوني منذ الاربعاء الماضي هجوماً على المتمردين في جيش التحرير الوطني لالبان مقدونيا. وذكرت المعلومات التي نشرت في سكوبيا امس ان القوات المقدونية تقوم بعملياتها، بالتنسيق مع قوات حفظ السلام الدولية كفور في كوسوفو، وشوهدت طائرات "أباتشي" الأميركية المقاتلة تحلق على ارتفاع مخفوض في مناطق كوسوفو القريبة من حدود مقدونيا، في وقت كانت المروحيات المقدونية تقصف مواقع المقاتلين في الجانب المقدوني. وأفادت المعلومات ان قوات "كفور" تخشى انتقال القوات الى كوسوفو من جديد. وذكرت وكالة انباء "بيتا" المستقلة، ومقرها بلغراد امس، ان "المتمردين الألبان في كوسوفو، يقومون بإحصاء سري للرجال القادرين على حمل السلاح". وواصلت السلطات المقدونية إجراءاتها الأمنية الشديدة في سكوبيا، وأبلغت وزارة الداخلية المقدونية الصحافيين، انها عثرت على كميات كبيرة من الأسلحة مخبأة في سيارة تحمل رقماً أجنبياً يقودها الألباني عصمت غوري داخل سكوبيا. ونقل تلفزيون سكوبيا امس عن مصادر مطلعة ان الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي رفض وساطة عرضها الرئيس الكرواتي سيتبي ميسيتش، بين الحكومة المقدونية والمقاتلين الألبان. وأفادت منظمات الإغاثة ان استمرار عمليات القوات المقدونية ضد المقاتلين الألبان، أدى الى تواصل نزوح السكان من مناطق القتال. وذكرت منظمة شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في كوسوفو، أنها تواجه مشكلات للسيطرة على ارتفاع عدد اللاجئين المتدفقين من مقدونيا الى الإقليم. ومعلوم ان طوابير اخرى من اللاجئين وصلت الى البانيا وتركيا إضافة الى مناطق داخل مقدونيا.