سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أنفق نصف بليون دولار اخيرا على تعزيز سلاح الجو لمواجهة صواريخ "حزب الله" . الجيش الاسرائيلي يستعجل سد "فجواته" استعداداً ل"حرب اقليمية" يتوقع وقوعها قريباً
} كشفت مصادر اسرائيلية ان الجيش الاسرائيلي أنفق نحو بليوني شيكل اسرائيلي خلال الاشهر الاربعة الماضية في إطار الاستعدادات ل"حرب اقليمية" يتوقع نشوبها، واضعاً نصب عينيه "خطر الصواريخ البعيدة المدى" التي يمتلكها "حزب الله"، ومركزاً على تعزيز سلاح الجو لمواجهة مخاطرها. أكد اليكس فيشمان المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" ان "القيادة العسكرية تواصل استعداداتها للمواجهة الاقليمية. ليست استعدادات على الورق ولا اعداد مناورات، بل استعدادات للحرب"، موضحاً ان المواجهات في المناطق الفلسطينية اعطت "الانذار الاستراتيجي واشارت الى بداية السباق من أجل استكمال الفجوات داخل الجيش". وتزامن نشر التقرير مع تكثيف اركان الجيش الاسرائيلي تهديداتهم للسلطة الفلسطينية و"حزب الله" وآخرها تصريحات رئيس اركان الجيش الاسرائيلي شاؤول موفاز نفسه، كذلك اعلان هوية وزير الدفاع الاسرائيلي الجديد "الصقوري" الجنرال السابق بنيامين بن اليعيزر العراقي الاصل والمعروف بقربه من رئيس الوزراء المنتخب ارييل شارون، وتأييده الشديد لحكومة وحدة تضم اليمين واليسار في اسرائيل. وأشار فيشمان الى ان الجيش الاسرائيلي انفق ما بين 2 الى 3 بلايين شيكل 500 مليون الى 750 مليون دولار في الاشهر الاربعة الاخيرة، موضحاً انه من الصعب تقدير المبلغ الذي انفق بدقة لان جزءا منه مرتبط بتسريع تنفيذ صفقات تم الاتفاق عليها في اطار المساعدات الخارجية العسكرية الأميركية الاسرائيل. واوضح ان خطة الجيش الاسرائيلي لشراء 20 الى 25 طائرة من طراز "بلاك هوك" سنة 2005، تم تقديمها لسنة 2002 "على خلفية الوضع الامني، وهذا ينطبق ايضا على عناصر اخرى من القوة الجوية". ويضع الجيش الاسرائيلي في مقدم اولوياته سد ما وصفه المحلل العسكري ب"الفجوات الاساسية" التي تحتاج الى جهود عسكرية للتغلب عليها في الفترة القصيرة المقبلة لمواجهة خطر الصواريخ بعيدة المدى من لبنانوالعراق. ويرى فيشمان نقلا عن المستوى العسكري في اسرائيل ان المسألة الاهم تكمن في "صواريخ الكتف بعيدة المدى" التي بحوزة "حزب الله" والتي يتراوح مداها بين 60 و 70 كيلومترا. وبمعنى ادق، يرى الجيش الاسرائيلي ان "الخطر من لبنان قبل وصول الصواريخ بعيدة المدى كان يخيم على قطاع سكاني بحجم 250 الف نسمة في الجليل" أما الآن فبإمكان هذه الصواريخ ان تمس 850 الف نسمة شمال الدولة العبرية. ونقل عن مصدر أمني قوله ان "حماية هذا العدد من السكان يحتاج الى اربعة الى خمسة بلايين شيكل وليس ثمة اي فرصة لتوفير المبلغ في فترة قصيرة". ويرى القادة العسكريون ان اطلاق الصواريخ من جانب "حزب الله" سيدفع اسرائيل الى "المس حقاً بالمصالح السورية". أما الفجوة الاخرى فتكمن في ان "العبء الاكبر للحرب على الجبهة العراقية" ملقى على سلاح الجو الاسرائيلي. وأحد الامكانات التي يأخذها الجيش الاسرائيلي في الحسبان ان يشارك العراق في الحرب ضد اسرائيل كجزء من "ائتلاف شرقي مع سورية وربما الاردن وسيكون ذلك مصحوبا باطلاق صواريخ ارض - ارض على اسرائيل من غرب العراق" ويشكل بعد المسافة من غرب العراق معضلة حقيقية للطائرات الاسرائيلية التي ستضطر الى الابتعاد 800 الى 1000 كيلومتر عن قواعدها وان تمر فوق اجواء "دول غير صديقة". واشترت اسرائيل لهذا الغرض 100 طائرة من نوع "اف-16"، غير ان طلائع هذه الطائرات حسب التقرير الاسرائيلي لن تصل الا في آذار مارس سنة 2003. وتناول الكاتب بن كسبيت في صحيفة "معاريف" ما اسماه "السيناريو المرعب الذي اعد في قيادة الاركان" الذي حسب اقواله يشمل دخول سورية ولبنانوالعراق في حرب وشيكة. وقال كسبيت تحت عنوان "السؤال ليس هل انما متى وفي اي شدة سيحدث الانفجار": "اصبح واضحاً اليوم ان حزب الله سيستخدم السلاح الموجود بحوزته والذي تقع صفد وكارمئيل والكريوت وغيرها من المدن الاسرائيلية في مدى صواريخه ... وهذا سيشعل المنطقة الشمالية لان رداً اسرائيلياً حقيقياً يتضمن في سياقه اصابة السكان اللبنانيين ... والعراق تحول اخيرا الى حليف واحتياط استراتيجي لسورية، وفي المناطق تحدث عملية جزأرة اي التحول لوضع الجزائر حيث يفقد الرئيس ياسر عرفات السيطرة على الشارع ويخضع لبارونات الحرب اللوائيين". ووصف مهمة وزير الدفاع الجديد بنيامين بن اليعيزر بانها "المهمة المستحيلة". وحصل بن اليعيزر على غالبية 45 في المئة من اصوات اعضاء مركز حزب "العمل" خلال انتخابات على منصب وزير الدفاع تنافس عليه نائب وزير الدفاع افرايم سنيه ومتان فلنائي. وكتب محللون عسكريون وسياسيون اسرائيليون في اليومين الماضيين ان بن اليعيزر هو الرجل المناسب للمهمة في حكومة شارون. ويشارك بن اليعيزر شارون في الكثير من الآراء في ما يتعلق بكيفية "التعامل مع الفلسطينيين". وبعد دقائق فقط من اعلان فوزه، صرح بن اليعيزر: "سأبذل قصارى جهدي لاجعلهم الفلسطينيين يفهمون ان هنالك قواعد جديدة للعبة". واضاف: "ليس من المقبول ان نسمع عن ضحية بعد الاخرى، وعلى الفلسطينيين ان يعلموا ان الوضع الراهن لن يستمر". واوضح انه كان طلب من رئيس الوزراء المنصرف ايهود باراك وقف المفاوضات مع الفلسطينيين وعدم استئنافها حتى يتوقف "العنف" في الاراضي الفلسطينية. وكان موفاز جدد تهديداته للسلطة الفلسطينية امس وقال في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية: "اذا لم تتخذ السلطة الفلسطينية اجراءات قوية لوقف العنف فان اسرائيل ستفعل ذلك"، مضيفا ان "اسرائيل تأخذ مكان السلطة الفلسطينية من خلال القنوات المتاحة اذا لم تعمل الاخيرة ضد الارهاب".