أمرت الفلبين قواتها امس الإثنين بتطهير عدد من البلدات في جزيرة مينداناو الجنوبية من المقاتلين الإسلاميين بعد أن هاجموا جنودا وأحرقوا بيوتا وأرغموا المئات على الفرار من ديارهم . وجاءت الهجمات بعد أيام من وقف القوات الحكومية عملية شرسة ضد جبهة مورو الإسلامية للتحرير في جزء آخر من مينداناو كما تعد أحدث موجة عنف منذ أوقفت المحكمة العليا الفلبينية اتفاقا حول الاراضي مع جبهة مورو في وقت سابق من الشهر الحالي .وقال جيسوس دوريزا المتحدث باسم الرئيسة جلوريا ماكاباجال أرويو " سنتعامل مع هذه الجماعات المسلحة بقوة .هذا هجوم صارخ على مدنيين ." وفي الاسبوع الماضي قصف الجيش مواقع لجبهة مورو الإسلامية للتحرير على مدى أربعة أيام متواصلة مما أدى إلى نزوح حوالي 160 ألف شخص وسط اتهامات بأن المتمردين احتلوا مزارع يملكها كاثوليك . لكن جبهة مورو نأت بنفسها عن هذه الهجمات التي وقعت في إقليم لاناو دل نورت .وقال عيد كابالو المتحدث باسم الجبهة " إن قيادتنا لم تجز هذه الهجمات .هذا الأمر سينتهي لا محالة إن تأكدنا من ضلوع قواتنا فيه ." وقال أحد السكان إن المئات يفرون من بلدة كوسواجان الساحلية بالقوارب لأن الطريق الرئيسي يشهد قتالا بين المتمردين ومواطنين مسلحين . وأمس هاجم نحو 100 متمرد مسلحين بقذائف صاروخية وبنادق آلية قافلة عسكرية وقتلوا سبعة جنود وأصابوا عشرات . وفي أماكن أخرى بالإقليم قتل خمسة أشخاص في هجمات للتمردين وأضرمت النيران في حافلة وعدد من المنازل حسبما ذكرت محطة إذاعية محلية . وتدهور الوضع بسرعة بعد أن أوقفت المحكمة العليا هذا الشهر اتفاقا حول الاراضي بين مانيلا وجبهة مورو الإسلامية للتحرير كان يستهدف استئناف محادثات السلام الرامية لانهاء صراع قتل فيه أكثر من 120 ألف شخص . ويتوقع خبراء قانونيون أن تصدر المحكمة قرارا بعدم دستورية الاتفاق الذي يمنح حكومة مستقبلية في دولة إسلامية ممتدة بجنوب الفلبين سلطات سياسية واقتصادية واسعة . ومن المتوقع أن تنشب موجة من أعمال العنف في حال صدور مثل هذا القرار لكن من غير المرجح اندلاع حرب شاملة لان أيا من الجانبين لا يملك الموارد اللازمة لتوجيه ضربة قاصمة للطرف الاخر .