عقدت في سيبيريا امس، قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني يوشيرو موري، شكلت مناسبة لتجديد طوكيو مطالبتها بجزر كوريل المتنازع عليها، اضافة الى مطالبتها بتشكيل لجنة تحقيق مشتركة حول مصير الاسرى اليابانيين الذين اعتقلوا في سيبيريا في نهاية الحرب العالمية الثانية، وبينهم والد موري. موسكو، اركوتسك روسيا - رويترز، ا ف ب - عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني يوشيرو موري قمة استمرت بضعة ساعات في مدينة اركوتسك السيبيرية امس. وتناولت القمة الملفات العالقة بين البلدين، وفي مقدمها النزاع بينهما على اربع جزر صخرية والذي حال دون توقيعهما على معاهدة سلام منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ولم تسفر القمة التي عقدت في مكان قريب من بحيرة بيكال الواسعة، سوى عن تقدم رمزي في قضية الجزر التي تحاول مجموعات الضغط القومية في البلدين استغلالها سياسياً، باحثة عن اي تفاهم بين الزعيمين قد يفسر على انه تنازل من احدهما للآخر. وكانت روسيا استولت على هذه الجزر الواقعة على بعد 15 كيلومتراً قبالة جزيرة هوكايدو عند الطرف الشمالي لليابان، خلال الايام الاخيرة من الحرب. وتطالب اليابان بالجزر الاربع التي تطلق عليها الاراضي الشمالية، وتعتبر ذلك قضية تتعلق بالعزة الوطنية. وعلى رغم ان هذه الجزر تقع على بعد الف كيلومتر شمال طوكيو ولا اهمية استراتيجية او اقتصادية لها، فانها كانت خلال عقود، موضوع محادثات شاقة رافقتها وعود لم تتحقق. وتعهدت الدولتان في عام 1997 التوقيع على معاهدة سلام بحلول نهاية عام 2000 لكن ذلك لم يتم. ونشرت صحيفة "سانكاي شيمبون" اليابانية ان الموضوع الآخر الذي سيبحث خلال القمة هو طلب اليابان تشكيل لجنة تحقيق مشتركة حول مصير الاسرى اليابانيين المعتقلين في سيبيريا عند انتهاء الحرب. وقالت الصحيفة ان هذا الموضوع يهم موري في شكل خاص، لان والده كان معتقلاً في سيبيريا ودفنت رفاته قرب اركوتسك. وزار موري ضريحه في هذه المدينة السيبيرية. وكان رئيس الوزراء الياباني قال للصحافيين قبل القمة انه يأمل في ان تسفر المحادثات عن حافز جديد لحل الخلاف بشأن الجزر. واضاف: "اتمنى ان تشكل محادثاتنا حافزاً ونقطة تحول جديدة". وقال ان الجانبين سيؤكدان التزامهما باعلان صدر في عام 1956، وافقت موسكو بموجبه على ان تعيد الجزر فور التوقيع على الاتفاقية. واضاف: "سنستخدم اعلان 1956 كأساس للمفاوضات لاستعادة كل الجزر الاربع". وصرح مسؤول كبير في وزارة الخارجية اليابانية بان "هدفنا النهائي هو استعادة الجزر ولكننا لسنا ساذجين لكي نعتقد ان هذا سيحدث في اي وقت قريب". وقال ان التوقيع على بيان مشترك يتضمن التزاماً باعلان 1956، يمثل خطوة الى الامام لأن روسيا وافقت عليه سابقاً، شفهياً فقط.