طوكيو - أ ف ب، رويترز - اختتم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين زيارته الرسمية لطوكيو امس، من دون التوصل الى حل للنزاع على جزر الكوريل بين بلاده واليابان. وعلى رغم اتفاق بوتين ورئيس الوزراء الياباني يوشيمورو موري على مواصلة المحادثات لحل هذا النزاع المستمر منذ الحرب العالمية الثانية، فان اياً من البلدين لا يبدو مستعداً لتقديم تنازلات بشان هذا الملف الحساس الذي يحول دون تطبيع العلاقات الثنائية. وظل الرئيس الروسي حازما ازاء المطالب اليابانية باستعادة هذه الجزر الصغيرة التي اجتاحها الجيش السوفياتي في الايام الاخيرة للحرب العالمية الثانية. وقال للصحافيين قبل مغادرته طوكيو: "بذلنا جهوداً للتوصل الى تسوية ولكن لم تصل هذه الجهود الى حل مسألة الخلاف والتوصل الى معاهدة سلام". لكن بوتين ورئيس الوزراء الياباني لم يغلقا الباب نهائياً في وجه السلام وابديا في محاولة للحفاظ على ماء الوجه، رغبتهما في متابعة الجهود لايجاد حل لمسالة جزر اتوروفو اتوروب بالروسية وكوناشيري كوناشير وسيكوتان وهاباماي التي تشكل جزر الكوريل الجنوبية، بحسبما جاء في بيان مشترك نشر امس. وفي انتظار ذلك وقع بوتين وموري سلسلة اتفاقات محدودة خصوصاً في مجال الصيد، بهدف تحريك العجلة الاقتصادية في الجزر. وقال بوتين وموري ان المفاوضات يجب ان تجرى من دون تحديد اي مهل، خلافاً لما فعل سلفاهما بوريس يلتسين وريوتارو هاشيموتو اللذان تعهدا في تشرين الثاني نوفمبر 1997 في كراسنويارسك سيبيريا بتوقيع معاهدة سلام قبل نهاية العام 2000. ولم يسجل اي تقدم منذ ذلك الحين. وكرر موري القول: "اننا نود التوصل الى اتفاق قبل نهاية العام". واعتبر بوتين في المقابل ان "المهم ليس الموعد وانما الرغبة الجدية" في التوصل الى اتفاق. واضاف ان "هذه الرغبة موجودة لدى اليابانوروسيا". وسيجرى تشكيل لجنة يابانية - روسية لهذا الهدف. واشار موري الى ان "لا عداوة بين روسياواليابان باستثناء مسالة الاراضي". وتقع جزر الكوريل او اراضي الشمال كما يسميها اليابانيون على بعد 15 كيلومتراً فقط من سواحل جزيرة هوكايدو شمال الارخبيل الياباني. وتبلغ مساحتها نحو 5 الاف كلم مربع ويسكنها اقل من عشرين الف شخص وتتميز بمياهها الغنية بالاسماك، وتعتبر منطقة استراتيجية عسكرية مهمة لروسيا. ولا تزال قضية الجزر مسألة وطنية حساسة في اليابان. ويدافع عنها بشدة اليمين المتطرف الذي نظم امس تظاهرات في طوكيو سارت فيها 30 حافلة مجهزة بمكبرات الصوت اطلقت هتافات: "على بوتين اعادة هذه الجزر التي نملكها نحن". مباراة في الجودو واذا كان الرئيس الروسي اظهر بأساً لا يستهان به أمام اليابانيين في قضية الجزر، فانه لم يستطع مقاومة فتاة يابانية في لعبة الجودو. فالفتاة الصغيرة ناتسومي جومي التي لا يتجاوز عمرها العشر سنوات، قدمت لبوتين باقة ورد ففاجأها بأن طلب منها مواجهته في مباراة للجودو. وقاومت ناتسومي الحائزة على الحزام الاخضر الحرج وسرعان ما أوقعت بوتين بكتفها وسط تصفيق الحاضرين ومن بينهم رئيس الوزراء الياباني. وهذه المرة الثانية في أقل من شهرين التي يحاول بوتين استخدام براعته في الجودو. فأثناء قمة مجموعة الدول الثماني في جزيرة أوكيناوا اليابانية في تموز يوليو الماضي، تحدى الرئيس الروسي الحائز على الحزام الاسود بطلاً يابانياً في الجودو وتغلب عليه بحركات عدة في مباراة نقلتها محطات التلفزيون.