تأتي قضية الجزر الاماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى في مقدمة القضايا التي تهتم دولة الامارات بأن تحظى باهتمام خاص من قبل القادة العرب في قمة عمان. وذلك بعد أن تأكد لها ان هذه القضية ستكون بين القضايا الرئيسية التي ستبحثها القمة. فقد صرح الأمين العام لجامعة الدول العربية عصمت عبدالمجيد بأن قضية الجزر الثلاث التي تحتلها ايران ستكون ضمن القضايا الرئيسية التي سيبحثها مؤتمر القمة العربي. وقال عبدالمجيد ان هذه القضية يجب أن تحل من طريق الحوار المباشر أو الإحالة الى محكمة العدل الدولية. وتأمل دولة الامارات من القمة العربية الدورية الأولى اتخاذ موقف قوي ومؤثر يدفع ايران الى الاستجابة للدعوات التي أطلقتها الامارات طوال السنوات الماضية باتجاه ايران لحل قضية الجزر سلمياً من طريق الحوار بين البلدين أو احالة القضية للتحكيم الدولي أو لمحكمة العدل الدولية. وترى الامارات ان حل الخلاف الحدودي بين قطر والبحرين بصدور قرار محكمة العدل الدولية يوم 16 آذار مارس 2001 يشكل حافزاً نحو دعم موقف الامارات بإحالة القضية الى المحكمة الدولية، والضغط على ايران لدفعها للقبول بالمفاوضات الثنائية أو التحكيم الدولي. وتمتلك الامارات الأوراق والثبوتات التي تعزز موقفها في حال عرض القضية على المحكمة الدولية. وهو ما ترفضه ايران التي تتمسك باحتلالها للجزر. وستزيد الامارات من تحركها في القمة العربية المقبلة باتجاه الحصول على دعم عربي قوي لموقفها من احتلال ايران للجزر بعد سعي الأخيرة نحو توطين مجموعات استيطانية ايرانية في هذه الجزر لتغيير طبيعتها الديموغرافية وفرض الأمر الواقع باحتلالها لهذه الجزر، وتدعيم ترسانتها العسكرية، واجراء المناورات العسكرية في هذه الجزر وحولها، اضافة الى نصب صواريخ في مدخل الخليج مما يهدد أجواء الامارات والملاحة الدولية في الخليج. غير ان قضية الجزر التي تدرك الامارات، انها مسألة تحتاج لجهد سلمي طويل وموقف عربي ودولي ضاغط لا تلغي اهتمام الامارات بالقضايا العربية الأخرى وخصوصاً القضية الفلسطينية والقضية العراقية والوضع في جنوبلبنان. وتشكل القضية الفلسطينية وخصوصاً القدس الشريف أهم القضايا التي ستطالب القمة باتخاذ موقف قوي ومؤيد للمفاوض الفلسطيني، والوقوف في وجه عمليات تهويد المدينة المقدسة والتأكيد على استعادة الحقوق الفلسطينية المغتصبة وعاصمتها القدس. وتقول مصادر مطلعة ان الامارات ستعمل في القمة على انتزاع موقف عربي قوي تجاه النوايا الأميركية التي أعلنها وزير الخارجية الاميركي كولن باول بنقل السفارة الاميركية الى القدس. ودانت الامارات تسريحات باول بهذا الشأن واستدعت الخارجية الاماراتية السفير الاميركي في أبو ظبي وأبلغته استنكار الامارات لهذه التصريحات واعتبرتها تشكل انحيازاً سافراً لاسرائيل تضر بالمصالح العربية الاميركية، كما طالبته بتقديم الولاياتالمتحدة تفسيراً لهذا الموقف، وأن تلعب واشنطن دوراً نزيهاً في عملية السلام في الشرق الأوسط. واعتبر رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان عند لقائه مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات أخيراً ان الوقت في صالح التضامن العربي، وان على الفلسطينيين المزيد من الصبر. فانعقاد القمة العربية الدورية بشكل منتظم وهو ما نادى به الشيخ زايد يعتبر في حد ذاته تقدماً مهماً في اطار العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات المقبلة. وتعول الامارات كثيراً على ان تتخذ القمة العربية موقفاً أكثر ايجابية في رفع المعاناة والحصار عن الشعب العراقي، مع التمسك بتنفيذ العراق لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وتولي الامارات أهمية لأن تصدر عن القمة قرارات بشأن تفعيل العمل الاقتصادي العربي المشترك، وتقديم الدعم السريع للفلسطينيين في اطار القرارات التي اتخذتها القمة العربية الأخيرة في القاهرة. كما تولي الامارات اهتماماً باتخاذ اجراءات تعزز النصر الذي تحقق بتحرير معظم الجنوباللبناني ومساعدة لبنان في اعادة الاعمار والبناء وتشكل الخطوة الأخيرة بتبرع الشيخ زايد بمبلغ 20 مليون دولار لنزع الألغام من الجنوب خطوة وحافزاً نحو تحرك عربي جماعي لدعم لبنان.