شنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (ارنا) هجوما حادا ضد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وذلك على خلفية تصريحات شبه فيها احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية. ولم يعجب إيران هذا التشبيه، حيث شنت وسائلها الإعلامية المختلفة هجوما حادا على دولة الإمارات واتهمت الشيخ عبد الله بن زايد بتنفيذ أجندة غربية للنيل من "الصمود" الإيراني في وجه الغرب على خلفية برنامجها النووي المثير للجدل. وقال تقرير للوكالة تحت عنوان: "على الإمارات الكف عن سياسة عدو الضبع خلف الأسد"، بثته على موقعها الالكتروني: "تصريحات الشيخ عبد الله خرجت عن مألوف ما انفك يردده شيوخ الإمارات منذ فتره، لا سيما بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران، حول هذه الجزر الإيرانية الثلاث، وذلك عندما لم يكتف بوصف سيادة إيران على هذه الجزر بالاحتلال، بل زاد عليه بقوله إنه لا يختلف عن احتلال إسرائيل للأراضي العربية. وإنه، أي الشيخ عبد الله، أكثر حساسية لاحتلال جزء من الإمارات من أي أرض عربية أخرى، وإنه لا توجد أرض عربية أغلى من أرض عربية أخرى". اضافت: "إن هذه التصريحات غير المألوفة تأتي في الوقت الذي تنتهك فيه إسرائيل أقدس مقدسات المسلمين وتعمل على قدم وساق لتهويد القدس الشريف وهدم المسجد الأقصى وطرد الفلسطينيين من ديارهم وبناء المستوطنات في القدس والضفة في تنسيق واضح مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، ففي هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها القضية الفلسطينية، يخرج علينا وزير الخارجية الإماراتي ليؤكد ما معناه أن القدس والمسجد الأقصى أقل شأنا لديه من جزر صغيرة في الخليج الفارسي تؤكد جميع الوثائق التاريخية بأنها ليست له ولا لإماراته". وزعم تقرير الوكالة أن تصريحات الشيخ عبد الله محاوله مدروسه للتقليل من شان المقدسات الإسلاميه وإطلاق يد إسرائيل بأن تفسد فيها ، لانها ولسبب بسيط ليست سوي ارض کباقي ارض الله وتساءلت، تري ماذا سيکون موقف الشيخ عبدالله لو احتلت امريکا واسرائيل لا سمح الله مکة المكرمة أو المدينة المنورة؟". كما تحدث تقرير "ارنا" عما وصفه بحقائق جغرافية تؤكد على ملكية الجزر الثلاث لإيران، معددا ما أسماه بأدلة تاريخية وقانونية حول ملكية إيران للجزر. واختتمت الوكالة تقريرها موضحة: "أخيرا وأمام كل هذه الأدلة الدامغة لا يبقى هناك سبب للتشكيك أو إلقاء الشبهات حول سيادة إيران على الجزر الثلاث في الخليج الفارسي، ويخطئ من يمني النفس بركوب موجة معاداة الولاياتالمتحدة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بسبب سياستها المناهضة للصهيونية العالمية، ليحصل من إيران على شيء ليس من حقه، في سياسة أشبه ما تكون بسياسة عدو الضبع خلف الأسد، عسى أن يحصل على حصة من الصيد، فمثل هذه الأماني بضائع موتي، فلا أسد في المنطقة غير ذلك الرابض على الساحل المقابل لدولة الإمارات، الحارس الأمين لعرينه، الخليج الفارسي، أما من يظنونه أسدا، فقد تكسرت مخالبه وأنيابه في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين" كانت الخارجية الايرانية استدعت الاسبوع الماضي القائم بألاعمال الإماراتي في طهران للإعراب عن احتجاجها على تصريحات الشيخ عبد الله. وحذرت الخارجية الايرانية من مغبة هذه التصريحات "غير المسؤولة"، وأکدت "ملكية ايران الأبدية للجزر الثلاث". كما لفتت الى "ان طهران لن تقبل باحالة قضية الجزر على محکمة العدل الدولية". كانت إيران هددت دولة الإمارات وجميع من وصفتها ب "الدول الأخرى الجارة والشقيقة والصديقة"، من العودة إلى تكرار مضمون التصريحات التي أدلى بها، الثلاثاء الماضي، وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وربط فيها بين الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة خارجية الجمهورية الإيرانية،رامين مهما نبرست، الجارة "المسلمة" الأقرب إلى دول الخليج العربي، بالقول: "ننصح المسؤولين في الإمارات والدول الأخرى الجارة والشقيقة والصديقة بأن يتوخوا الدقة اللازمة في اختيارهم للألفاظ والعبارات". وأشار نبرست، إلى أن التصريحات الإماراتية "أثارت حساسية بالغة لدى الشعب الإيراني"، وقال: "إن تكرار هذا الكلام (يقصد الربط بين الاحتلالين الإسرائيلي والإيراني) سيُواجه بردّ شديد من قبل الشعب الإيراني". وتشكل الجزر العربية الإماراتية، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، أهمية استيراتيجية من خلال الممرات المائية، وأصبحت محط أنظار الدول الكبرى في العالم، بعد الحرب العالمية الثانية واكتشاف البترول فيها، لحاجة هذه الدول إلى فرض سيطرتها على كل مصادر الطاقة.