} تصاعدت المواجهات في مقدونيا، وقتل ثلاثة من افراد الشرطة وأصيب عدد آخر بجروح، خلال هجوم شنه مسلحون قرب مدينة تيتوفو شمال غربي مقدونيا واعتقلت السلطات الحكومية سبعة ألبان ذكرت انهم من قادة المقاتلين فيما زادت هذه الحوادث من الأخطار التي تعرقل عملية السلام المقدونية. أفاد وزير الداخلية المقدوني ليوبي بوشكوفسكي ان معارك وقعت ليل اول من امس، عند قرية تريبوش في ضواحي تيتوفو. وأوضح في تصريحات للصحافيين، امس الاثنين، ان المسلحين استخدموا قاذفات الصواريخ والقنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة ضد وحدة من القوات الخاصة كانت في طريقها الى "مقبرة جماعية تضم رفات 12 مدنياً مقدونياً، كان قتلهم ارهابيون تابعون لجيش التحرير الوطني الألباني". وأضاف بوشكوفسكي، انه تم العثور على كمية كبيرة من الأسلحة في عربتين سيطرت عليهما القوات المقدونية "كان ينوي قادة الإرهابيين السبعة الذين اعتقلوا استخدامها في هجوم واسع على القوات الحكومية". وأكد ان دوريات الشرطة ستتواصل في مرتفعات تيتوفو "على رغم اعتداءات المسلحين الألبان". وحمل الوزير المقدوني حلف شمال الأطلسي المسؤولية لأنه "لم يكن صادقاً بتنفيذ مهمته في عملية الحصاد الأساسي بتجريد المقاتلين الألبان من اسلحتهم". واحتجز مسلحون ألبان خلال هذه المواجهات اكثر من 40 مقدونياً رهائن، تم اطلاق سراحهم امس. وأشارت محطات التلفزيون في سكوبيا الى أن تبادلاً لإطلاق النار، حدث ايضاً في قرى اخرى قريبة من مدينة تيتوفو، بينها قريتا زايتشارا ونيبروستينو المجاورتان لقرية تريبوش التي نفذ عندها المسلحون هجومهم على وحدة الشرطة. وعقدت الحكومة المقدونية اجتماعاً حضره الرئيس بوريس ترايكوفسكي، وقررت "اتخاذ الإجراءات اللازمة من اجل وضع حد لاعتداءات العصابات المسلحة الألبانية على أفراد الشرطة والسكان المدنيين". ووصف المراقبون المواجهات التي وقعت في اليومين الأخيرين بأنها الأخطر من نوعها منذ وقّع زعماء الأحزاب الرئيسة المقدونية والألبانية "اتفاق السلام" الذي يوفر للأقلية الألبانية مزيداً من الحقوق القومية والسياسية، في 13 آب اغسطس الماضي، بإشراف وسطاء اميركيين وأوروبيين. ووقعت احداث العنف الأخيرة في وقت تواجه التعديلات الدستورية التي يتضمنها "اتفاق السلام" صعوبات للتصديق عليها من قبل البرلمان المقدوني، إذ رفض النواب الألبان تأييد التغييرات التي أجرتها الحكومة المقدونية على مواد مهمة في هذه التعديلات، وألغى رئيس البرلمان ستويان اندوف، الجلسة التي كان مقرراً عقدها امس. ونقلت محطات التلفزيون في سكوبيا عن مسؤولين في قوات الحلف الأطلسي في مقدونيا انهم "يراقبون الوضع الذي يبعث على القلق الشديد". وإلى ذلك أفاد الناطق باسم الجيش المقدوني العقيد بلاغوي ماركوفيتش، انه "تم رصد حوالى 75 حادث اطلاق نار في منطقتي تيتوفو وكومانوفو خلال اليومين الأخيرين "نفذها مسلحون ألبان".