} بدأ الإدعاء الأميركي عرض قضيته ضد الجزائري أحمد رسّام، أمام محكمة لوس أنجليس، باتهامه بالتورط في مؤامرة فاشلة - يُزعم انها من تدبير أسامة بن لادن - للقيام بتفجيرات خلال احتفالات الألفية. في حين انتقل المدعون الأميركيون أمام محكمة مانهاتن في نيويورك الى عرض تفاصيل عملية تفجير سفارة الولاياتالمتحدة في دار السلام بعدما قضوا الأسبوعين الماضيين في شرح تفاصيل تفجير السفارة في نيروبي. ويُتهم إبن لادن أيضاً بتدبير تفجير السفارتين. لوس أنجليس، نيويورك، باريس - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - قال ستيفن غونزاليس، مساعد النائب العام الاميركي، ان الجزائري أحمد رسام المتهم بالتورط في مؤامرة فاشلة من تدبير اسامة بن لادن لتفجير مواقع احتفالات اميركية بالالفية، ارهابي حال القبض عليه دون وقوع كارثة. إلا ان الدفاع قال ان رسام الذي اعتُقل عند عبوره الحدود الاميركية - الكندية في كانون الاول ديسمبر عام 1999 في سيارة محملة بمتفجرات ومواد كيماوية واجهزة توقيت ومواد اخرى تكفي لصنع اربعة قنابل شديدة الانفجار، هو رجل خدعه أصدقاؤه وليس إرهابياً خطيراً وانه لم يكن يعرف طبيعة ما ينقله. ويواجه رسام تهماً بالتآمر لتفجير احتفالات الالفية في مناطق مختلفة من الولاياتالمتحدة. وقال بيل كلينتون، الرئيس الاميركي يومئذ، ان وراء المؤامرة ابن لادن الذي يقيم في افغانستان. وقال مساعد النائب العام الاميركي غونزاليس: "نحن امام مأساة حيل دون وقوعها". واضاف للمحلفين مع بدء المحاكمة في لوس انجليس أول من امس: "نطلب منكم التيقن من ان المتهم ارهابي وهو ما سنثبته". وتابع غونزاليس ان الحكومة ستقدم أدلة كثيرة ضد رسام تشمل بصماته على مادة صنع متفجرات عثر عليها في سيارة مستأجرة كان يقودها ساعة القبض عليه، بالاضافة الى ايصالات بمواد تدخل في تركيب المتفجرات اشتراها بنفسه. كذلك سيعرض الإدعاء دليلاً على صنع قنبلة عُثر عليه الدليل في شقته وداخل غرفة في فندق كندي استأجرها باسم مستعار. وقال ان البقع الحمضية التي وجدت على ملابس رسام وعلى طاولة بغرفته في الفندق الكندي يعتقد بانها لمادة استخدمت في صنع القنابل. وشهد عمال نظافة في الفندق بأنه كان تذمر عندما حاولوا تنظيف الغرفة التي كان يقيم فيها رجل يعتقد بانه شريكه لاسابيع عدة قبل القبض عليه. واضاف نائب المدعي ان رسام هرب عندما حاول مسؤولو الجمارك الاميركية تفتيش سيارته التي كان يتنقل فيها بجواز سفر مزور. واعترفت جوان اوليفر، محامية رسام، بان موظفي الجمارك اسدوا "خدمة جليلة" للولايات المتحدة عندما اكتشفوا السيارة المحملة بالمتفجرات. إلا انها أصرت على ان الادعاء لم يستطع ان يثبت ان موكلها كان يعرف طبيعة الشحنة التي ينقلها. وقالت اوليفر ان الدفاع سيقدم دليلاً يثبت ان المتهم الهارب عبدالمجيد دحوماني، رفيق رسام، هو الارهابي الحقيقي. وأضافت: "إننا امام محاكمة لشاب هرب من الجزائر التي تعصف بها الحرب. انه شخص هادئ ومتدين استغله وضلله اصدقاء". وتابعت: "ستؤكد الادلة في نهاية الأمر ان رسام ليس مفجراً ولا إرهابياً". وفي نيويورك، انتقل الإدعاء في قضية تفجير السفارتين في شرق افريقيا سنة 1998 الى عرض شهوده في قضية السفارة في دار السلام. وكان قضى الأسبوعين الماضي في عرض شهوده في خصوص ما حصل في تفجير نيروبي. وشرحت اليزابيث سليتر، وهي موظفة في السفارة في دار السلام، انها كانت في يوم عملها الثالث فقط عندما حصل الإنفجار الذي أودى بحياة 11 شخصاً. وقالت ان حطام السفارة غطّاها حتى صدرها، وانها استطاعت تخليص نفسها والخروج من غرفتها لكنها وجدت نفسها تسير الى جانب جثّة أحد الحراس وقد ذاب جلده من حرارة الانفجار. وقالت: "لم يكن على جسده أي جلد". وشهد عملاء فيديراليون ان انفجار تنزانيا كان من القوة بحيث انه استطاع ارسال اجزاء كبيرة من الحديد في الجو بسرعة 11 الف قدم في الثانية، وكوّن قوة من الهواء الساخن تصل الى خمسة الاف درجة. وشهد السفير الأميركي السابق في دار السلام جون لانغ كيف ان زجاج نافذته طار كشفرة فوق رأسه. وجلب الإدعاء الأميركي في جلسة المحكمة أمس مزيداً من الشهود الذين تحدثوا عن التحقيقات التي جرت إثر تفجير السفارة في دار السلام. ولعل أبرز ما في الجلسة إفادة أحد الشهود ان أحمد الشيخ سويدان هو الشخص الذي اشترى شاحنة من نوع داتسون استُخدمت في عملية تنزانيا. وكان شاهد آخر من كينيا أفاد الأسبوع الماضي ان سويدان هو الشخص الذي اشترى منه شاحنة من نوع توتوتا استُخدمت في عملية نيروبي. وسويدان متهم فار في قضية السفارتين. باريس وفي باريس، ذكر أمس محامي الدفاع عن احد الاشخاص الذين يشتبه بانهم على علاقة مع شبكات اسامة بن لادن، ان محكمة الاستئناف في باريس اطلقت موكله بسبب اكتشافها خطأ في الاجراءات القضائية المتبعة. وكان المحامي جان جاك دو فيليس طالب باطلاق موكله عبدالسالم بو الانوار فرنسي 34 سنة لان احدى طلبات اطلاقه "لم تدرسها محكمة الاستئناف ضمن المهلة المحددة لذلك بموجب قانون الاجراءات الجزائية". وكان قاضي مكافحة الارهاب جان لوي بروغيير ظن في احتمال ان يكون بو الانوار على علاقة بشبكات اسامة بن لادن، ولما تقدم المتهم بطلب لاطلاقه في الاول من شباط فبراير الماضي رفض طلبه قاضي الحريات والتوقيف. واعتُقل بو الانوار في باريس بعد ابعاده من مانيلا. وبعد قرار قاضي التوقيف والحريات تقدم بو الانوار بطلب استئناف القرار الذي يلحظ قانون الاجراءات الجزائية "مهلة 20 يوماً حداً اقصى" لدائرة التحقيق حتى تدرس الطلب، على حد تفسير المحامي والا "طلق سراح الشخص المعني بالموضوع" الذي تقدم بالطلب.