} يعقد وزراء النفط والطاقة في منظمة "اوبك" اجتماعهم الدوري في فيينا بعد غد الجمعة وسط "وفاق" على خفض الانتاج و"خلاف" على حجم الخفض في مواجهة تراجع متوقع للطلب في الفصل الثالث يتجاوز مليوني برميل عن الفصل الاول والذي قد يزيد في ضوء التباطؤ في الاقتصاد الاميركي وزيادة متوقعة في انتاج دول من خارج المنظمة قد يتجاوز 500 الف برميل يومياً اعتباراً من حزيران يونيو المقبل. حسب مصدر نفطي رفيع تحدث الى "الحياة" امس يُعتقد ان المنظمة قد تخفض الانتاج نحو مليون برميل يومياً في مواجهة تراجع الطلب المتوقع ليكون الخفض الجديد زائداً خفض كانون الثاني يناير الذي كان بمعدل 1.5 مليون برميل يومياً مساوياً لانخفاض الاستهلاك الدولي البالغ 2.5 مليون برميل يومياً في الصيف ما سيساعد على الحفاظ على الاسعار في حدود 25 دولاراً للبرميل. وابلغ وزير النفط الفنزويلي الفارو سيلفا "رويترز" امس ان "اوبك" ستخفض انتاج النفط بكميات تراوح بين 500 الف ومليون برميل يومياً وان اجتماع المنظمة هذا الاسبوع سيُحدد المستوى النهائي للخفض. وشدد على ان الاجتماع الوزاري سيدرس العرض والطلب. و"هدفنا النهائي هو استقرار في السوق". ولم يوضح سيلفا حجم الخفض الذي تفضله فنزويلا لكنه قال: "ان كراكاس تؤيد تماما خفض انتاج اوبك". ويتوقع المتعاملون في النفط ان توافق "اوبك" في اجتماع فيينا على خفض الانتاج بين 500 الف ومليون برميل يومياً كما قال وزير الطاقة والتعدين الاندونيسي بورنومو يوسجيانتورو امس. واضاف "يوجد فائض من النفط يراوح بين 500 الف ومليون برميل يومياً وستقترح اندونيسيا خفضاً بهذا الحجم لتعزيز اسعار النفط". لكن وزير النفط الفنزويلي، الذي سُئل عما اذا كانت المكسيك وهي ليست من اعضاء "اوبك" وافقت في محادثات الرياض على خفض الانتاج مع "اوبك"، رفض الاجابة لكنه اكد مجدداً تعهد الدول الثلاث بالعمل معاً من اجل تحقيق استقرار السوق. لكن مصدراً تحدث الى "الحياة" في الدوحة قال: "ان دولة مثل المكسيك ليست مستعدة لخفض انتاجها خصوصاً في ظل ادارة الرئيس المكسيكي المتحالف مع الرئيس الاميركي جورج بوش. وتبدو "اوبك" بعد نجاحها في ترويض اسواق النفط الدولية رويترز في طريقها الآن لتحقيق هدفها وهو الوصول الى سعر متوسط لسلة اوبك الذي بلغ منذ بداية السنة متوسط 24.65 دولار للبرميل. لكن على المنظمة اولاً ان تشق طريقها عبر تقلبات الربع الثاني حين يتراجع الطلب تقليدياً على النفط بعد انتهاء الشتاء في نصف الكرة الشمالي. وقال غاري روس المحلل في مؤسسة "بي.اي.ار.ايه انيرجي للاستشارات" في نيويورك "يتعين عليهم خفض الانتاج الان... ان المخزونات مرتفعة وتوقعات الطلب آخذة في التناقص بسبب التباطؤ في الاقتصاد الاميركي كما انه لم يعد هناك قلق في الاسواق في شأن قيود طاقة الامدادات. وقال روجر ديوان من مؤسسة "بتروليوم فاينانس" في واشنطن "هذا هو الجزء الصعب اما باقي العام فمن السهل تدبر امره". ونجاح "اوبك" هو ثمرة تحالفات سياسية اوثق بين كبار المنتجين وهم المملكة العربية السعودية وفنزويلا وايران بعد انهيار اسعار النفط عام 1998. وقال مهدي فرضي من "درسدنر كلاينورت فاسرشتاين" في لندن "اوبك قوية لان العراق ليس عنصراً محسوباً في الوقت الحالي وهناك تعاون بين الثلاثة الكبار السعودية وايران وفنزويلا لكن بمجرد رفع العقوبات وعودة العراق الى الانتاج بطاقته القصوى سينشب الصراع من جديد داخل اوبك على حصص السوق". في المقابل يرى المسؤولون عن وكالة الطاقة ان "اوبك" تضر بنفسها بسبب ابقاء اسعار النفط مرتفعة بصورة مصطنعة ما يسهم في تباطؤ الاقتصاد الدولي وبالتالي يحد من نمو الطلب على النفط. وفي ظل ادارة الرئيس جورج بوش تخلت الولاياتالمتحدة، اكبر مستهلك للنفط في العالم عن سياسة الضغط التي انتهجها وزير الطاقة السابق بيل ريتشاردسون. لكن المطلعين على بواطن الامور في واشنطن يقولون ان وزير الطاقة الجديد سبنسر ابراهام اوضح جلياً وجهة نظره لكبار المنتجين. وقال احدهم "اوضحوا ان سعر 30 دولاراً للخام الاميركي امر مرفوض تماماً وان سعر 25 دولاراً لسلة اوبك يوازي نحو 29 دولاراً للخام الاميركي الخفيف ما يعني ان المنتجين يجازفون مجازفة كبيرة". وكانت وكالة انباء "اوبكنا" ذكرت امس نقلاً عن امانة المنظمة ان سعر سلة اوبك واصل التراجع الاثنين الى 24.38 دولار للبرميل مقارنة مع 24.59 دولار للبرميل الجمعة. وتراجع سعر خام القياس "برنت" في العقود التي جرت امس في بورصة النفط الدولية في لندن الى 25.75 دولار للبرميل تسليم نيسان ابريل المقبل من 25.95 دولار للبرميل عند فتح التداول.