} يتجه الاجتماع الوزاري الدوري لدول منظمة "اوبك" الى خفض نصف مليون برميل "على الاقل" يومياً على رغم مطالبة دول اعضاء بخفض يصل الى مليون برميل يومياً في الربع الثالث من السنة، حين يتراجع الطلب على الطاقة بسبب ارتفاع الحرارة في النصف الشمالي من الكرة الارضية. وينتظر ان تتناول المحادثات النفطية الثنائية التي تجري في الرياض اليوم، بين وزيري النفط السعودي والمكسيكي، مسألتي الامدادات العراقية، التي يُعتقد انها سترتفع في الفترة المقبلة، وتباطؤ الاقتصاد الاميركي ما ينعكس سلباً على اسعار الخام في الاسواق الدولية. تعقد في الرياض اليوم جلسة "محادثات نفطية ثنائية" بين وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي ونظيره المكسيكي ارنستو مارتينز قبل اقل من اسبوع واحد من الاجتماع الوزاري الدوري لمنظمة "اوبك" في فيينا. وقال مصدر نفطي رفيع ل"الحياة" إن وزير النفط الفنزويلي "الفارو سيلفا لن يحضر اجتماع اليوم نظراً لجدول اعماله الحافل، لكنه سيلتقي مع النعيمي في وقت لاحق من الاسبوع اذا سمحت الظروف واستطاع زيارة السعودية". ويبحث الجانبان السعودي والمكسيكي، وفقاً للمصدر نفسه، في "استمرار عمل المجموعة الثلاثية التي تضم وزراء النفط والطاقة في السعودية والمكسيكوفنزويلا من اجل تنسيق المواقف ودرس اوضاع السوق النفطية الدولية ومستويات العرض والطلب والتوقعات المستقبلية". ولن يصدر الجانبان السعودي والمكسيكي، وفقاً لمعلومات حصلت عليها "الحياة"، بياناً رسمياً اليوم "لكن ربما أكدا على بعض الثوابت المتفق عليها، خصوصاً ما يتعلق بتأمين استمرار امدادات السوق وحفظ التوازن وتنسيق المواقف لخدمة مصالح المنتجين والمستهلكين". واكد المصدر ان اجتماع اليوم "لن يبحث في ارقام محددة لخفض الانتاج بقدر ما سيبحث في استمرار آلية أوبك ونجاحها لضبط الانتاج التي ساعدت في ضبط الاسعار". ومعلوم ان الاجتماع الوزاري المقبل للدول الاعضاء في "اوبك" سيركز على البحث في ظروف السوق وامكانات اجراء خفض للانتاج او الاستمرار في معدلات الانتاج الحالية، على رغم ان جميع المؤشرات تسير في اتجاه خفض للانتاج بين 500 ألف ومليون برميل يومياً "خصوصاً ان الطلب الموسمي على النفط سيقل تبعاً للظروف المناخية المعتادة في الفصلين الثالث والرابع من السنة". يُشار الى ان المكسيك، غير العضو في "اوبك" لا ترى ان على الدول المنتجة خفض الانتاج حالياً وتقول "ان في السوق توازناً بين العرض والطلب". في حين تؤيد فنزويلا خفض الانتاج للربع الثالث من السنة. وكان تقرير اصدرته وزارة الطاقة والمناجم في كاراكاس رويترز كشف ان فنزويلا ضخت نفطاً بطاقتها القصوى تقريباً العام الماضي وتجاوزت حصتها المقررة في "اوبك" ما جعل نفقات التشغيل ترتفع بنسبة 48 في المئة. ويبدو ان هذه الارقام تتناقض مع وعود الحكومة الالتزام القوي بحصتها في"أوبك" وخفض نفقات شركة "بتروليوس دي فنزويلا" الحكومية للنفط. وطلب من مسؤول كبير في الحكومة التعليق على التقرير الذي رفع الى البرلمان الاربعاء، فاعترف بأن فنزويلا تجاوزت حصتها بنسبة خمسة في المئة تقريباً، لكنه شدد على ان بلاده على رغم هذا لا تزال الأكثر التزاماً بالحصص بين دول "اوبك" الإحدى عشرة. واظهر التقرير السنوي لوزارة الطاقة والمناجم لعام 2000 ان نفقات التشغيل لشركة "بتروليوس دي فنزويلا" قفزت 2.2 بليون دولار اي بنسبة 48 في المئة الى 6.6 بليون دولار العام الماضي. واضاف التقرير "ان السبب الرئيسي في هذه القفزة هو زيادة انتاج النفط الذي ارتفع بنسبة عشرة في المئة تقريباً الى 3.146 مليون برميل يومياً". لكن مسؤولاً حكومياً، طلب عدم ذكر اسمه، قال ل"رويترز": "إن السبب الرئيسي هو مشاريع انتاج تنفذها شركات القطاع الخاص تضخ حالياً نحو 500 ألف برميل يومياً حيث زادت النفقات بشكل كبير عندما ارتفعت الاسعار. وقال خبراء في صناعة النفط ان رقم 3.146 مليون برميل يومياً يقل قليلاً عن الطاقة الانتاجية القصوى التي يمكن ان تستمر عليها فنزويلا وهي 3.19 مليون برميل يومياً، أي ما يعادل 90 في المئة من الطاقة الافتراضية التي اشار اليها التقرير وهي 3.546 مليون برميل يومياً. وكان انتاج فنزويلا قفز الى اعلى مستوياته في 20 عاماً ليصل الى 3.4 مليون برميل يومياً عام 1988 عندما كانت فنزويلا تنتهك حصتها الانتاجية بنسبة 30 في المئة تقريباً، قبل سلسلة من خفوضات انتاج "اوبك" عام 1999 دفعت اسعار النفط لاقوى انتعاش خلال عقدين تقريباً. وكانت اسعار خام القياس "برنت" اغلقت على انخفاض في نهاية الاسبوع وبيعت عقود نيسان ابريل المقبل بسعر 26.32 دولار للبرميل، في حين بيع برميل غرب تكساس الخفيف في بورصة "نايمكس" في نيويورك بسعر 27.93 دولار.