خسر سعر خام القياس "برنت" نحو دولار تقريباً من قيمة كل برميل الاسبوع الماضي وتراجع سعر البرميل الى حدود 9.17 دولار قبل ان يسترد بعض الخسائر صباح امس ويسجل 9.65 دولار متأثراً بانباء زيارة وزير الطاقة المكسيكي لويس تيليز الى فنزويلا حيث بدأ محادثات مع الرئيس المنتخب هوغو شافيز ووزير الطاقة والمناجم اروين ارييتا. وكانت المكسيكوفنزويلا تزعمتا مع السعودية جهوداً ادت الى اتفاقات خفض الانتاج النفطي قللت الامدادات الى الاسواق الدولية بنحو 3.1 مليون برميل يومياً. في الوقت نفسه ذكرت مصادر نفطية في الامارات ل "الحياة" ان دول الخليج تؤيد انعقاد مؤتمر طارىء لمنظمة "اوبك" قبل الاجتماع المقرر في آذار مارس المقبل اذا استمرت اسعار النفط على انخفاض او اذا تدهورت بصورة اكبر. وقدر المحللون الماليون ان تتراجع مداخيل دول "اوبك" بنحو 50 بليون دولار السنة الجارية بسبب تدهور اسعار النفط الى ادنى مستوياتها منذ 12 عاماً. علماً ان القيمة الحقيقية لبرميل النفط لا تتجاوز حالياً السعر الذي كان سائداً عام 1973. ويُشار الى ان سعر البرميل كان في بداية العام الماضي نحو 25 دولاراً لخام "برنت" وتراجع تدريجاً منذ مطلع السنة الجارية حتى بلغ في الربع الاول من كانون الاول ديسمبر الجاري حدود 9.75 دولار. علماً ان خامات دول في "اوبك" تُباع باقل من خام "برنت" بما بين 1.5 و2 دولار. واشار المحللون الى ان تراجع اسعار النفط قد يدفع حكومات دول "اوبك" الى الغاء خطط انفاق حيوية او اسناد تنفيذها الى القطاع الخاص الذي يبدي اهتماماً بتملك المشاريع المنتجة الحيوية وبشراء حصص الدولة في اكثر من مجال "اذا تم تنفيذ برامج تخصيص منظمة" على حد تعبير الاقتصاديين. وذكرت تقديرات مالية دولية ان حجم ثروة القطاع الخاص الخليجي حوالى 200 الف شخص ارتفعت الى حدود 800 بليون دولار حالياً من نحو 718 بليون دولار عام 1996. ووفق التقديرات التي وضعها مايكل جايلز رئيس مصرف "ميريل لينش" الدولي، كانت الثروة عام 1996 تتوزع على 185 الف شخص او هيئة من بينهم حوالى 78 الف شخص من السعودية كانوا يملكون موجودات بقيمة 421 بليون دولار. في حين ارتفعت ثروة القطاع الخاص السعودي حالياً الى نحو 500 بليون دولار. وتشير تقديرات عربية متحفظة الى ان الاستثمارات الخليجية في الاسواق المالية الدولية تراوح بين 200 و300 بليون دولار اميركي تدخل ضمنها الاستثمارات في اسواق الاسهم والسندات للدول الناشئة. من جهة ثانية رويترز يظهر منتجو النفط من خارج "اوبك" اول علامات على انخفاض الانتاج بسبب الاسعار الجارية للنفط. واشار احصاء عن انتاج الدول غير الاعضاء في "اوبك" الى عدم وجود نمو يذكر في انتاج السنة الجارية. وقال مايك ويتنر المسؤول في وكالة الطاقة الدولية في باريس: "شاهدنا السنة الجارية اول اثار لانخفاض الاسعار على الانتاج". واضاف: "ستكون قصة سنة 1999 خفض موازنات التنقيب والانتاج واثر ذلك على الانتاج. وتراجع الاسعار في الحقول ربما يكون اعمق مما كان متوقعا حاليا وسيكون ذلك ورقة جامحة كبيرة السنة المقبلة". وسيكون اجمالي انتاج الدول من خارج "اوبك" سنة 1998 اعلى بنسبة نصف في المئة فقط على مستويات الانتاج السنوي لعام 1997 اذ يبلغ نحو 41 مليون برميل يومياً بزيادة قدرها 210 الاف برميل يوميا. وكان السبب الرئيسي في تراجع نمو الانتاج التراجع في الانتاج بنسبة 1.5 في المئة من الولاياتالمتحدة التي تتصدر قائمة منتجي النفط من خارج "اوبك" والتراجع الكبير الذي بلغ 8.5 في المئة في انتاج النروج اكبر منتجي بحر الشمال.