رسمت وكالة الطاقة الدولية صورة قاتمة لاسواق النفط وربطت تحسن الاسعار بمستوى التحسن في الاقتصادات الآسيوية وعودة العافية اليها. في الوقت نفسه اعلن وزير الطاقة والمناجم الفنزويلي اروين ارييتا ان منتجي النفط الثلاثة السعودية وفنزويلا والمكسيك الذين تزعموا سلسلة خفوضات للانتاج في مسعى لدعم الاسعار الهابطة، يعتزمون الاجتماع ثانية قبل المؤتمر الوزاري ل "اوبك" المقرر عقده الشهر المقبل. ومع صدور التقرير الشهري لوكالة الطاقة، الذي تحدث عن اقتراب اعضاء منظمة "اوبك" من احترام التزام خفوضات الانتاج، تراجع سعر خام القياس "برنت" الى 13.72 دولار للبرميل. واكد الوزير ارييتا عدم وجود خطط لتغيير مستويات الانتاج الحالية "حتى نرى مدى قوة رد فعل السوق على اجراءات خفض الانتاج". وقال انه ونظيريه، السعودي والمكسيكي، اتفقوا في اجتماع كانكون المكسيك الاسبوع الماضي على البقاء على اتصال في الاسابيع المقبلة لتقويم اتجاهات السوق. واشار الى ان الوزراء الثلاثة ربما يلتقون على هامش مؤتمر دولي للطاقة في كيب تاون في جنوب افريقيا نهاية الشهر الجاري. وشددت وكالة الطاقة الدولية، التي نشرت امس تقويمها لما يجري في الاسواق الدولية، على ان اسعار النفط لن تحقق مكاسب دائمة على الارجح الى ان تبدأ اقتصادات اسيا المتعثرة في الانتعاش. وقالت الوكالة رويترز، وهي الهيئة التي يعتمد عليها الغرب في مراقبة شؤون الطاقة، ان الارتفاع الاخير في أسعار النفط موقت وأن المخاطر الكبيرة باقية بالنسبة لاقتصادات الدول النامية وبالتالي على نمو الطلب على النفط. وقال التقرير، عن المكاسب الاخيرة التي قلصت خسائر اسعار النفط، "من المستبعد حدوث زيادة مستمرة في أسعار النفط الى ان يزيد نمو الطلب على النفط في اسيا". وقالت الوكالة ان "من المتوقع ان ينخفض الطلب الاسيوي على النفط بواقع 210 الاف برميل يوميا أي 1.1 في المئة السنة الجارية الى 19.627 مليون برميل يوميا". خفض توقعات الطلب وخفضت الوكالة توقعاتها للطلب السنة المقبلة بواقع 170 الف برميل يوميا الى 20.08 مليون برميل يوميا. واشارت الى ان هذا التوقع لا يزال يخضع للمراجعة وقد ينخفض أكثر من ذلك. لكن بيانات الوكالة اوضحت انها تقدر ارتفاع المعروض النفطي الدولي في ايلول سبتمبر بنحو 380 ألف برميل يومياً الى 74.08 مليون برميل يوميا مع زيادة انتاج الدول المنتجة غير الاعضاء في "أوبك" بنحو 470 ألف برميل يومياً بعد انتهاء أعمال صيانة في آب أغسطس. وحسب بيانات الوكالة قادت المملكة العربية السعودية الطريق في خفض الانتاج الشهر الماضي وخفضته بنحو 200 ألف برميل يومياً الى 7.93 مليون برميل يوميا منها 150 ألف برميل تنتجها لحساب البحرين. في الوقت نفسه خفضت ايران انتاجها الى 3.35 مليون برميل يومياً في ايلول من 3.83 مليون برميل يوميا في آب. وزاد العراق انتاجه الى 2.49 مليون برميل يومياً بزيادة قدرها 60 ألف برميل يوميا على الشهر السابق. وقالت الوكالة "زاد انتاج النفط العراقي بنحو 770 ألف برميل يومياً منذ شباط فبراير مما جعل الانخفاض الصافي في انتاج أوبك 1.76 مليون برميل يوميا فقط". وأضافت: "ان الطلب والعرض في السوق الدولية كانا متوازنين تقريبا في الربع الثالث وان تشديد القيود على انتاج اوبك والطلب القوي على البنزين في الولاياتالمتحدة واعمال الصيانة المكثفة لمنشآت انتاج النفط في بحر الشمال جعل المعروض يزيد على الطلب الدولي فقط بمقدار 320 الف برميل يوميا. ومن المرجح ان يشير خفض حجم النفط الذي تكرره المصافي في الربع الاخير من السنة الى زيادة مخزونات النفط البحرية والبرية. لكن مع افتراض ان تكون الاحوال المناخية عادية يتوقع ان تراوح الزيادة الموسمية على الطلب بين 2.5 مليون و3 ملايين برميل يوميا وهو أكثر من مثلي الزيادة المتوقعة في المعروض. وقالت الوكالة "اذا حدث ذلك سيسمح بالسحب من المخزون في المنتجات بأكثر من مليون برميل يوميا". زيادة المخزون وبلغت تقديرات زيادة مخزونات النفط التجارية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في اب 470 الف برميل يوميا مع زيادة المنتجات بواقع مليون برميل يوميا وهو ما يزيد بكثير على انخفاض مخزون النفط بواقع 600 الف برميل يوميا. وبذلك يصل مخزون صناعة النفط الى 2.778 بليون برميل في نهاية آب بزيادة قدرها 150 مليون برميل عما كان عليه قبل عام و235 مليون برميل على الفترة نفسها عام 1997.