قالت دراسة أكاديمية أن زيادة عدد السكان في اليمن بمعدل 3.7 في المئة سنويا وتباطؤ نمو زراعة الحبوب سيفرضان تحديات كبيرة في تأمين الغذاء على المدى القريب. وأوضحت الدراسة، التي أعدها رئيس جامعة إب وزير الزراعة الأسبق ناصر عبدالله العولقي أن عدد سكان اليمن سيصبح 27.5 مليون نسمة سنة 2010 ويحتاجون إلى تأمين ما لا يقل عن 8 ملايين طن سنوياً من الحبوب في العام نفسه. ويمثل القمح نسبة 7.1 في المئة من إنتاج الحبوب في اليمن وإرتفعت المساحة المزروعة منه عام 1996 إلى 100 ألف هكتار ووصل الإنتاج إلى 148 ألف طن لكنه لايزيد عن 7 في المئة من إجمالي الإستهلاك. ويستهلك اليمنيون وفقا لإحصاءات عام 90 نحو مليوني طن من القمح والطحين وبلغت قيمة الواردات الغذائية 540 مليون دولار. وقال العولقي: "أن إستيراد المواد الغذائية في السبعينات والثمانينات كان ممكنا بسبب التحويلات الخارجية والمعونات لكن اليمن اليوم لا يستطيع تحمل الفاتورة المتزايدة من القمح التي وصلت إلى 400 مليون دولار أي نحو 25 في المئة من إجمالي قيمة الواردات". وذكرت الدراسة أن الفجوة الغذائية في القمح بلغت 89 في المئة والرز 100 في المئة والذرة الشامية 50 في المئة. ووضعت الدراسة سيناريوهات مختلفة لتطور إنتاج وإستهلاك وإستيراد الحبوب في اليمن في ضوء متغيرات مهمة مثل معدل النمو السكاني والإستهلاك ومعدل الإنتاج وأكدت جميعها أن البلاد ستحتاج إلى ما بين 7 و 8 ملايين طن سنويا عام 2010. وأكدت الدراسة أن الزيادة في إنتاج الحبوب في السنوات المقبلة ستكون محدودة لاسباب منها إرتفاع تكاليف الإنتاج والعمالة والإتجاه إلى إستبدال الحبوب بمحاصيل أكثر ربحية مثل الفواكه والخضروات والقات. وإقترحت إستراتيجية لمعالجة الفجوة الغذائية عن طريق رفع الطاقة الإنتاجية للمحاصيل الزراعية وتنظيم الحيازات الزراعية وتقليص المساحات المزروعة بالقات للإستفادة منها في زراعة 100 ألف هكتار بالحبوب ودعم الإنتاج المحلي وإدخال التكنولوجيا الحديثة في الإنتاج الزراعي والتسويق.