تحركت مبادرات عربية لانقاذ تمثالي بوذا من الدمار على أيدي "طالبان". واستعد وفد مصري رفيع للتوجه الى باكستانوافغانستان في اول اتصال من نوعه مع الحركة، فيما ابلغ الشيخ يوسف القرضاوي "الحياة" في الدوحة امس، أن قطر تعد للتحرك في الاتجاه نفسه، في اطار رئاستها لمنظمة المؤتمر الاسلامي، مشيراً الى انه بعث برسالة في هذا الشأن الى زعيم "طالبان" ملا محمد عمر وقد يسافر لمقابلته. لكن التقارير الواردة من وسط افغانستان أمس، تشير الى أن المبادرات قد تكون متأخرة، اذ اعلنت مصادر "طالبان" ان تدمير التمثالين الأهم لبوذا في باميان بدأ، فيما قالت المعارضة انهما دمرا تماماً. راجع ص 7 وكشف القرضاوي ل"الحياة" عن تحرك لقطر، في إطار رئاستها الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الاسلامي. وقال انه بعث برسالة الى ملا محمد عمر وينتظر الرد وقد يسافر مع وفد من العلماء لمقابلة الاخير، وذلك بالتنسيق مع تحرك "المؤتمر الاسلامي". وأوضح القرضاوي ان الرسالة الخطية التي سلمت الى السفير الافغاني في اسلام آباد، قد تكون وصلت الى عمر امس . وأضاف: "ان المسؤولين القطريين طلبوا اليّ ان اتهيأ لأي سفر يُطلب مني، وأبلغتهم ما تلقيته من اتصالات وبينها اتصال من اليونسكو ومنظمة الصحة العالمية المكتب الاقليمي في القاهرة ومن الخارجية المصرية وجهات أخرى". ودعا الأممالمتحدة الى الاهتمام أيضاً بقضايا عدة في العالم الاسلامي. وتساءل: "لماذا يهتمون بالتماثيل ولا يهتمون بما يجري في المسجد الأقصى وما جرى من هدم في مسجد بابري في الهند أو الحصار الذي يعانيه الفلسطينيون؟" وندد ب"المعايير المزدوجة" في السياسة الدولية. وعلمت "الحياة" في القاهرة أن وفداً مصرياً رفيع المستوى يضم علماء من الازهر سيتوجه إلى باكستان ومنها الى افغانستان، لمحاولة ثني "طالبان" عن تدمير التماثيل البوذية. وشددت مصادر في العاصمة المصرية على الطابع الانساني للزيارة، مشيرة إلى أن أي محادثات سياسية الطابع لن تجري مع قادة الحركة التي لا تعترف مصر بحكومتها في افغانستان. وأكدت ان المحادثات لن تطاول المطلوبين المصريين الموجودين في مناطق سيطرة الحركة.