} تلقت أطراف اصلاحية في ايران تحذيرين، احدهما مبطن وجهه مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي، الذي اعتبر ان "إغفال وجود أعداء لايران يصب عن قصد أو غير قصد في مصلحة ما يريدونه"، والثاني علني أطلقه نائب القائد العام ل"الحرس الثوري" وطاول "الاصلاحات الاميركية الهادفة الى الانقلاب على النظام". في الوقت ذاته سُجل تحرك لافت لحكومة الرئيس محمد خاتمي اذ زار وزير الداخلية عبدالواحد موسوي لاري كبار مراجع الدين في مدينة قم للتنسيق معهم في شأن الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران يونيو المقبل. و رفضت المحكمة العليا امس نقضاً قدمه عشرة يهود ايرانيين لتخفيف عقوباتهم بعدماحكموا بالسجن لادانتهم بالتجسس لاسرائيل. قال المرشد خامنئي ان بلاده "ما زالت مهددة من اعدائها" محذراً أطرافاً داخلية من مغبة "التقليل من أهمية دور العدو ضد ايران". ونبه الى ان "هؤلاء يسيرون، بقصد أو عن غير قصد، باتجاه ما يبغيه العدو" في اشارة واضحة تستهدف بعض القوى الاصلاحية، ورأى ان "بعض المجموعات والتكتلات السياسية التي تفتعل في الداخل ضجيجاً موسمياً وتضخمه، انما تعمل كأبواق للعدو". وكان خامنئي يشير الى السجال المحتدم بين المحافظين والاصلاحيين حول الأولويات الداخلية والتهديدات الخارجية عشية الاستعداد لخوض معركة الانتخابات الرئاسية. وجاءت مواقفه خلال استقباله قادة القوة الجوية وضباطها في الذكرى الثانية والعشرين للثورة الاسلامية. وفي هذه المناسبة جدد "الحرس الثوري" تعهده حماية الثورة، محذراً من "الاصلاحات التي يريدها الاميركيون لايران، والتي لا تعني سوى الانقلاب ضد النظام". وتحدث العقيد محمد باقر ذو القدر نائب القائد العام ل"الحرس" عن "التناغم بين بعض الأطراف الداخلية الاصلاحية وما يعمل له الاميركيون". وذكر ان "الاصلاحيين الاميركيين في ايران يريدون فصل الدين عن السياسة، واقصاء ولاية الفقيه وعلماء الدين عن الساحة، ووقف العمل بالشعارات الثورية". وخلال كلمة امام قادة "الحرس الثوري" حذر العقيد ذو القدر في مدينة يزد وسط من ان قواته "لن تغفل أبداً عن المخاوف التي تحيط بالثورة، وتحديد العدو من الصديق". ولا تبتعد هذه المخاوف عما حذر منه أخيراً كبار علماء الدين في مدينة قم، خصوصاً لجهة العمل داخلياً لفصل الدين عن السياسة، وسط معلومات حصلت عليها "الحياة" من مصادر اصلاحية تفيد بزيادة بعض علماء قم الضغوط على المرشد، كي يتدخل لوقف ما يرونه تدهوراً في الوضع الداخلي يطاول التدين. وأوضحت المصادر ان هذا الضغط تجلى خلال لقاء عقد أخيراً بين بعض رجال الدين والمرشد في طهران. وسجلت خطوة لافتة من حكومة خاتمي باتجاه مراجع الدين في قم، اذ زار الوزير عبدالواحد موسوي لاري عدداً من كبار هؤلاء المراجع، لطمأنتهم تجاه استحقاق الانتخابات الرئاسية. والتقى موسوي لاري كلاً من ناصر مكارم الشيرازي ويوسف صانعي ومحمد تقي بهجت ولطف الله غلبيغاني، وكان محور الاجتماعات ايجاد حال من الوئام والتفاهم بين كل التيارات السياسية قبل الانتخابات. وأعلن وزير الداخلية خطوات تنسيق أكبر مع مراجع الدين، وسيعقد اجتماع يضمهم وجميع رؤساء المحافظاتالايرانية أواسط الشهر المقبل، في مدينة قم. ونقلت الوكالة الايرانية عن آية الله مكارم شيرازي دعوته الرئيس خاتمي الى "بذل كل جهوده لايجاد التفاهم بين القوى السياسية". وكانت السجالات على أشدها أخيراً بين القوى المحافظة والاصلاحية خصوصاً بين البرلمان والسلطة القضائية، وسط تحذيرات للمحافظين من "خروج الاصلاحيين على القانون" والتدخل في عمل القضاء وتهيئة الظروف للتدخل الخارجي في شؤون البلد. وتتهم أوساط التيار الاصلاحي جهات محافظة بالوقوف وراء محاكمة عدد من الشخصيات الاصلاحية، بينها نائب وزير الداخلية مصطفى تاج زاده، بتهمة التزوير في الانتخابات البرلمانية التي اجريت العام الماضي، وحقق فيها الاصلاحيون فوزاً كاسحاً. وانسحب تاج زاده امس من رابع جلسة لمحاكمته عقدت في طهران، احتجاجاً على عدم السماح لجميع الصحافيين بالدخول الى قاعة المحاكمة، معتبراً ان ذلك دليل على عدم علنية المحاكمة. لكن القاضي رفض هذا الاحتجاج، مشيراً الى تغطية مراسلي الوكالة الرسمية والتلفزيون الايراني وقائع المحاكمة.