نيودلهي - أ ف ب - لم تقتصر انعكاسات الزلزال الدامي الذي ضرب ولاية غوجرات غرب الهند في 26 كانون الثاني يناير الماضي على الموت والدمار بل كان له جوانبه الايجابية في العلاقات بين الهندوباكستان. وللمرة الاولى منذ تسلمه السلطة اثر انقلاب عسكري في تشرين الاول اكتوبر 1999، اتصل الحاكم العسكري الجنرال برويز مشرف هاتفياً مساء الجمعة برئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي ليقدم له تعازيه و"تعاطفه". وأسفر الزلزال في ولاية غوجرات عن سقوط 30 الف قتيل، على الاقل، حسب حصيلة اعلنتها السلطات المحلية فيما قدر وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز عدد الضحايا ب100 الف قتيل. وجاء في بيان لوزارة الخارجية في نيودلهي ان فاجبايي "شكر" الجنرال مشرف لارساله طائرتين محملتين بالمساعدات الباكستانية واكد "ان هذه البادرة تلقى امتناناً كبيراً لدى الشعب الهندي". وفي إسلام اباد صرح مسؤول باكستاني ان الجنرال مشرف أبدى أيضاً استعداده لتقديم "اعانات اضافية اذا لزمت الحاجة". كما اتفق المسؤولان على "البقاء على اتصال" حسب بيان باكستاني. وأفاد مسؤولون هنود ان المحادثة الهاتفية التي جرت باللغة الهندية استمرت خمس دقائق. وقبل ذلك، وفيما سرت اشاعات عن الاتصال قال فاجبايي "عموماً يقترب الناس من بعضهم بعضاً في الاوقات العصيبة". ورداً على سؤال عما اذا صار استئناف الحوار المنتظر جداً مع باكستان امراً ممكناً، اكد رئيس الوزراء الهندي مجدداً على ضرورة توفير "اجواء مناسبة" و"وقف العنف والمجازر". ولا يزال المسؤولون الهنود يشجبون "الارهاب" القادم من باكستان ويتهمون اسلام اباد بتغذية الجماعات الاسلامية الانفصالية التي تنفذ عمليات مسلحة في القسم الهندي من كشمير. وتسببت ولاية كشمير المقسمة الى شطرين منذ تقسيم شبه القارة الهندية في العام 1947 بنزاعات عدة بين القوتين النوويتين. وعلى هامش الاتصال الهاتفي بين فاجبايي ومشرف اعلن الاتحاد الآسيوي للكريكت وهي الرياضة المفضلة لدى الهنود والباكستانيين ان الهندوباكستان قررتا بمشاركة بنغلادش تنظيم مباراة خيرية يخصص ريعها لضحايا الزلزال في غوجرات. وستجرى المباراة الثلاثية في الشارقة من 8 الى 11 شباط فبراير الجاري وسينقلها التلفزيون مباشرة.