أجمل غابة قصة: زكريّا تامر رسوم: طه الخالدي كان الفيل محبّاً للغابة التي يعيش فيها، فقد كانت جميلة كثيرة الاشجار. وفي احد الايّام كان الفيل يتجوّل في الغابة، فشاهد قطة صغيرة بادية الحزن، فقال لها مُتسائلاً: "لماذا انت حزينة؟". قالت القطّة: "لأنّني احبّ لحم العصافير ولا أستطيع الحصول عليه". قال الفيل: "حاولي اصطيادها". قالت القطّة: "هذا ما أفعله باستمرار، ولكنّني افشل لأنّ العصافير تطير وتهرب منّي". قال الفيل: "لديّ فكرة. لماذا لا تُهاجمين العصافير وهي نائمة في أعشاشها؟". قالت القطّة: "أنا أحاول دائماً تسلّق الأشجار للوصول الى اعشاش العصافير. ولكني لا أنجح وأسقط ارضاً". قال الفيل: "ما دام الحصول على العصافير صعباً، فاقترح عليك نسيان العصافير والتّخلّي عن الحزن خاصّة وأنّك تعيشين في أجمل غابة". فكّرت القطّة قليلاً ثم قالت للفيل: "أنا واثقة بأنّك إذا ساعدتني فإن حزني سيزول". قال الفيل: "أطلبي ما تشائين، فأنا مستعدّ لمساعدتك". قالت القطّة: "أنت تملك خرطوماً قويّاً، فاقتلع الأشجار، وإذا اقتلعت الأشجار فلن تجد العصافير مكاناً تستريح فيه أو تنام، ولن تستطيع ان تطير في الجو باستمرار، فأطاردها وأصيدها بسهولة". قال الفيل: "ما تطلبينه أمر سهل". سارع الفيل إلى اقتلاع الأشجار بينما كانت القطّة تحثه على الاستمرار في عمله، مطلقةً المواء المبتهج. واقتلع الفيل أشجار الغابة، فغدت أرضاً بلا أشجار. وعندما رأت العصافير ما حلّ بالغابة رحلت عنها، فلم تنل القطّة ما كانت تتمنّى الظّفر به. تنبّه الفيل إلى أنّه فقد غابته الجميلة، فوبّخ القطّة، واتّهمها بالحمق، فقالت له: "إذا كان ما طلبته منك عملاً أحمق، فلماذا لم ترفض طلبي وتستخدم عقلك؟". فلم يجاوب الفيل، إنّما صمّم على استخدام عقله وقوّته للحفاظ على ما يحبّه. صادرة عن "دار الآداب للصغار" مروان وجدّه قصة: بيان صفدي رسوم: علي المندلاوي يحبُّ مروان جدّه، ذلك الرّجل العجوز صاحب اللّحية البيضاء... والكفّ الخشنة، وكثيراً ما كان يحلو للجدّ أن يقضي أوقاته مع الأطفال، يحكي لهم الحكايا، ويختبرهم في الدّروس. فقد كان يُذكّرهم دائماً أنّه يتعب كثيراً حتّى تعلّم القراءة والكتابة. وها هو الآن قد كتب على الدفتر كلمةً، وطلب من الأطفال أن يقرأوها، فنظر الأطفال بتمعّن إلى تلك الكلمة، ثمّ صمتوا. ما عدا مروان الذي وقف فخوراً وقال للجدّ: - أنا أقرأها. قال الجدّ: - إقرأ يا مروان. وهنا راح مروان يتهجّى الكلمة حرفاً حرفاً عُ... صْ... فُ... و... رُ. نظر الجدّ بعينين سعيدتين إلى مروان، وقال: - هيّا يا مروان، شدّ آذان إخوتك ورفاقك الكُسالى! لكنّ مروان خجل، وتكلم بهدوءٍ. - الذي يعرف يا جدّي، يعلّم الآخرين... ولا داعي لأن يشدّ أحدنا أذن الآخر. ضحك الجدّ من أعماقه وهو يردّد: - حقاً يا مروان، أنت طفل رائع! صادرة عن "دار الآداب للصغار"