داخل صخرة من صخور الوادي العميقة، كانت تختبئ هناك عقرب شريرة ولم يكن لها اي اصحاب، كانت تؤذي جميع المخلوقات، وتعتبر نفسها الاقوى لانها سامة، ولدغتها قاتلة. ذات يوم مرت العقرب بقط يحاول اصطياد سمكة من النهر، ولكنه لم يستطع، فكلما حاول الامساك باية سمكة، ابتعدت عن حافة النهر وغابت، خاف القط من العقرب وهم بالهروب، الا انها نادته: ايها القط الخائب، الا تعرف كيف تصطاد السمك؟ انظر الي وحسب انتظرت العقرب اقتراب سمكة من حافة النهر واستدارت ولدغتها بذيلها بكل قوة، فتقلبت السمكة وتقلبت حتى استقرت ميتة على الرمل. وبكل غرور قالت العقرب: هل رأيت كم انا قوية؟ فرد القط بخوف: اجل، اجل، شكرا لك. وبينما جلس القط بمحاذاة النهر يستمتع باكل السمكة، اطلت والدته برأسها من الماء قائلة: ان هذه العقرب شريرة، ولا احد يسلم من اذاها، وغدا عندما اراها ساعلمها ما هي عاقبة الشر. ولم يصل شر هذه العقرب الى هذا الحد، بل اكثر ففي صباح اليوم التالي وكالعادة، كانت بضع دجاجات تلتقط الحبوب لتطعم الكتاكيت الجائعة، وهناك في السماء كان صقر يحلق باستمرار في محاولة منه لاصطياد احد هذه الكتاكيت طعاما لصغاره، لكن الدجاجة كانت تحرس كتاكيتها بعناية، دون ان يطالهم اي اذى، هنا كان للعقرب الشريرة دورها، فنادت الصقر من بعيد وقالت: صحيح انك تطير عاليا وانت اكبر مني حجما ولكني انا اقوى منك، غضب الصقر لهذا الكلام وطلب منها اثباته، فقالت: حسنا، اختبئ هناك خلف جذع تلك الشجرة وانتظر مني اشارة! ففعل الصقر ذلك، وبينما كانت الدجاجة بعيدة عن عشها، ولان حجم العقرب كان صغيرا، فانها ركضت مسرعة واختبأت في العش دون ان تراها الدجاجة، وقامت بلدغ احد الكتاكيت، وهكذا اطلت برأسها وبغرورها المعتاد صاحت: هيا ايها الصقر تعال وخذ ما طلبت لصغارك، الم اقل لك انني قوية، وان لا احد يستطيع النيل مني. فر الصقر باتجاه ذلك الكتكوت الميت وطار عاليا الى عشة، وكان مسرورا بما فعلته العقرب. لكن الدجاجة قررت ان تنتقم من تلك العقرب عل ما فعلته بالكتكوت الصغير، فقابلتها في اليوم التالي لتقول لها ايتها العقرب السامة، ان كنت تدعين بانك الاقوى فلابد انك تستطيعين القضاء على اي كائن بمجرد لدغة، اليس كذلك؟ اجابت العقرب بثقة: نعم، ومن قال غير هذا؟ ردت الدجاجة: ان هناك سمكة قد لدغتي ابنتها بالامس وهي تدعي بانها اقوى منك سألت العقرب: واين هي من تتحد اني؟ قالت الدجاجة الذكية: انها في النهر، هيا بنا اليها وبكل حماس انطلقتا نحو النهر، حيث كانت السمكة تسبح بهدوء، ولكن هذا المنظر لم يعجب تلك العقرب، فقررت لدغ السمكة، ولانها كانت لا تعرف السباحة، فقد طلبت من الدجاجة ان تمسك لها طرف خيط وتلقي بالطرف الثاني في النهر حتى تصل للسمكة وتلدغها، ففعلت الدجاجة ذلك، ولكن عندما وصلت العقرب الى منتصف النهر، ارخت الدجاجة الخيط، وتعثرت به العقرب ولدغت نفسها وماتت ساقطة في النهر، وارتاحت المخلوقات من شرورها. ربوع الزريع @ من المحرر مرة ثانية نؤكد على قدراتك، وموهبتك.. ونعد الساحة بقاصة للاطفال تتشكل واتمنى ان تؤكدي قدراتك بالقراءة في علم النفس، وكتابات عبدالتواب يوسف.. وآخرين.