باتت الأغنيات المصورة المعروفة شعبياً بإسم "الفيديو كليب"، من العناصر الرئيسية التي يرتبط بها نجاح المطرب أو المطربة. فبعدما كنا نسأل عن مستوى اللحن والكلمات والصوت توسع البيكار ليشمل "الفيديو كليب". ولعل الأهمية المتزايدة للإعلام المرئي وانتشار الفضائيات باتا يحتمان نوعاً من التنظيم الجدي في هذا القطاع الفني، وإخضاعه لمعايير تحافظ على المستوى الفني اللائق. هذا ما يحاول القيمون على "مهرجان الأغنية المصورة" الذي سيقام في 5 نيسان أبريل المقبل إنجازه، وكان المهرجان الأول أقيم في العام الفائت في بيروت أيضاً وأقامته شركة "فير أند أفير" نفسها. ومن الأسماء التي حلق اسمها في هذا المجال المخرج الأردني حسين دعيبس، المتخصص، إذا جاز التعبير في إخراج الأغنيات المصورة. وهو بدأ العمل فيه منذ العام 1994 مغادراً عالم الصحافة والقلم الى عالم النجوم والأضواء. وبات في رصيده اليوم أكثر من 150 أغنية مصورة لأهم الأسماء الفنية في الساحة العربية ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: كاظم الساهر، أصالة، هاني شاكر، نجوى كرم وسواهم. يرى دعيبس في تحليله لانتشار موضة "الفيديو كليب"، أن "الأغنية المصورة لم تنطلق من مدرسة معينة لها روادها، وبالتالي فإن انطلاقتها الفنية حديثة العهد. ومنذ العام 1992 حدثت تطورات عدة أسهمت في انتشار هذه الظاهرة التي ما لبثت أن اتخذت لها ملامح وصار لها وجود في مساحات البث التلفزيوني. من هنا صار من الواجب علينا وضع الأسس والمقاييس لشكل هذا العمل الذي كان ضيفاً علينا وما لبث أن أصبح صاحب البيت!". ويتابع: "ليس من تلفزيون أو مطرب أو شركة إنتاج تتخلى عن الفيديو كليب، وبما أنه لا توجد مرجعية لهذا القطاع وليس من جامعة تدرس هذا الإختصاص وما من معهد للفنون في العالم العربي له دراسات في هذا الإطار، ولا يوجد رواد أو مؤسسون لهذا الفن تمكن الإفادة من خبراتهم. جاءت فكرة "مهرجان الأغنية العربية المصورة" الذي تنظمه شركة "فير أند أفير"، ليرسي نوعاً من التنظيم لهذا القطاع فبتنا نحن كمخرجين نلتقي فيه ونتداول الآراء والأفكار". ويضيف: "وبما أنه لا يوجد أي قانون ينظم هذا القطاع وكي لا يبقى سائباً أقترح أن تكون المهرجانات ملتقى لجميع العاملين في هذا المجال". ورداً على بعض الأصوات التي ارتفعت معترضة على كون بيروت هي المضيفة وليس القاهرة قال دعيبس: "لكل عاصمة عربية مهرجاناتها الخاصة ولا أحد يطغى دوره على دور أحد. ومن يعترضون على استضافة بيروت للمهرجان ليسوا سوى مغرضين. المهم في الموضوع هو أنه صار لنا مجمع عربي نلتقي فيه سنوياً ونتبادل الآراء، لكنني أقترح على القيمين على المهرجان أن يغنوه بالندوات والمناقشات التي تفيد في اكتشاف هوية الفيديو كليب". وعن المستوى غير الجيد الذي يسود بعض الأعمال يقول المخرج دعيبس: "إن "الفيديو كليب" يتطور مع الوقت، فالأغنية المصورة الأولى التي أنجزتها ليست بمستوى الأغنيات الحالية. إذاً أنا استفدت من تجربتي. من المهم في الفيديو كليب أن تكون هناك علاقة بين الأذن والعين". وعن رأيه بالأعمال السائدة يقول: "على رغم الملاحظات التي يطلقها البعض أرى أن النضج الفني يزيد في هذا القطاع. والأمر يحتاج فقط الى تنظيم لذا أنا أقترح على إدارة هذا المهرجان أن تنشئ لجنة لحقوق الملكية الفكرية تقدم اليها الأفكار كي لا يسرقها أحد. وأقترح أيضاً أن تنظم إدارة المهرجان مجلة شهرية توزع الأخبار على المجلات العربية". يشارك المخرج حسين دعيبس في المهرجان الذي سيقام هذه السنة بأغنيتين: "مستقيل" لكاظم الساهر، و"ماهنت يا أمي" لمحمد عبده. وهو في صدد تحضير أغنيتين مصورتين لأصالة وأغنيتين لطلال سلامة. وسيصور قريباً أغنية "إنت العزي" لعبدالمجيد عبدالله.