مانيلا - أ ف ب، رويترز - بعد شهر تماماً على تسلمها السلطة، اعلنت الرئيسة الفيليبينية غلوريا ماكاباغال ارويو وقفاً لاطلاق النار من جانب واحد، مع جبهة مورو الاسلامية للتحرير وهي الحركة الرئيسية للانفصاليين المسلمين جنوب البلاد. وجاء الاعلان في مؤتمر صحافي عقدته امس، اعربت خلاله عن "الامل في ان يستمر وقف اطلاق النار لفترة طويلة جداً كي تنطلق محادثات السلام". وطلبت ارويو من الجبهة ان "تبدي موقفاً ايجابياً فى الاتجاه نفسه". وعلى رغم ان قرارها وقف النار يعتبر تحولاً مفاجئاً عن السياسة التي كان ينتهجها سلفها جوزيف استرادا، استقبلته الجبهة بحذر، خصوصاً وان استرادا الذي نحي في 20 كانون الثاني يناير الماضي، كان يفضل اعتماد الخيار العسكري. وبعد دقائق فقط من اعلان الرئيسة الفيليبينية، قال الناطق باسم جبهة مورو عيد كابالو لإحدى شبكات التلفزيون: "سنحترم هذا الامر وستكون محادثات السلام فى صلب اهتماماتنا"، لكنه اكد ان الجبهة "لم تتلق بعد اتصالاً رسمياً" في هذا الشأن، من دون ان يوضح ما اذا كانت ستتخذ خطوة مماثلة. وتقاتل هذه الجبهة منذ اكثر من 20 عاماً، لاقامة دولة مستقلة في جنوب الفيليبين حيث تعيش الاقلية المسلمة. ويأتي قرار ارويو بعد اسبوع واحد من تعيين عدد من المفاوضين فى محادثات السلام مع المتمردين المسلمين وكذلك مع المتمردين الشيوعيين. واشارت ارويو الى ان وقف اطلاق النار لا يتعلق سوى بجبهة مورو، من دون ان تشير الى جماعة "ابو سياف" التى احتجزت عدداً من الرهائن العام الماضي، ولا تزال تحتجز رهينتين:اميركي وفيليبيني. ورداً على سؤال عن الاعمال العسكرية المحتملة من جانب الانفصاليين خلال وقف النار، اكدت ارويو انه "ستكون هناك ردود فعل متوازنة بهدف الحفاظ على السلام والامن". وأكدت مجدداً ان الحكومة لن ترضخ لمطالب الجبهة التي تشترط انسحاب الجيش من مخيمات اجتاحها خلال الهجوم العسكري السنة الماضية، قبل البدء بأي مفاوضات. وأكدت الرئيسة الفيليبينية ان الامر يعتبر فقط نقطة انطلاق للمفاوضات، معربة عن املها في ان لا تؤخر مطالب الانفصاليين عملية الانفتاح. وسيمكن قرارها اكثر من 200 الف شخص شردهم القتال من العودة الى ديارهم. وكان وقف لاطلاق النار بين مانيلا والجبهة سقط في نيسان ابريل الماضي، وتبادل الطرفان الاتهامات بعدم احترامه. ورد الرئيس استرادا في حينه، بشن هجوم عسكري اسفر عن الاستيلاء على مخيمات الجبهة. ودفع هذا الهجوم العسكري الجبهة الى قطع كل الاتصالات مع مانيلا واعلان الجهاد ضدها. وتقول الشرطة ان الجبهة مسؤولة عن خمسة اعتداءات اوقعت 22 قتيلا واكثر من 100 جريح في مانيلا في 30 كانون الاول ديسمبر الماضي.