بعلوه الشامخ، ولونه البني المميز، وزخرفاته المحفورة والبارزة، ظهر الروشان بجماله الأخاذ، ليضفي روحاً لمدرجات الصلاة، أو ما يعرف بالمصاطب، أو مبنى الخدمات، ضمن مشروع التوسعة السعودية الثالثة ليزيد من جماليات قدسية المكان وشرف الزمان في ليال رمضان حيث صلاة التراويح. ويعتبر الرُوشَان في المسجد الحرام أحد العناصر المعمارية التقليدية في المباني الإسلامية، وهو نوع من النوافذ أو الشرفات الخشبية المزخرفة التي كانت تُستخدم في المباني القديمة، خاصة في العمارة الحجازية، وببناء نوافذ الرُوشَان في المسجد الحرام تعيد عمارة التوسعة السعودية الثالثة إلى منظومة العمارة الضخمة كتخليد للطراز وتعزيز لهذا العنصر الذي لا زال صامداً في ظل متغيرات البناء الحديثة. ملامح الرواشين الجديدة المستخدمة كعناصر بنائية بدت للرياض بتطوير عصري لصناعة الروشان من حيث التصميم والقوة والمتانة مما أضفى فخامة واضحة على الروشان، ويشير مهتمون إلى أن الرُوشَان جزء من العمارة الإسلامية التي زينت بعض المباني المحيطة بالمسجد الحرام، حيث استخدم في بعض البيوت والمباني المطلة على الحرم، ويتميز بتصميمه الخشبي المزخرف، الذي يسمح بمرور الضوء والهواء مع الحفاظ على الخصوصية، وله دور وظيفي وجمالي، إذ أضفى لمسات تراثية على العمارة المكية. وتضفي الرواشين المبنية على نوافذ مدرجات الصلاة لمسات جمالية على المباني المحيطة بالحرم، وتسهم في توفر تهوية طبيعية جيدة، خاصةً في الأجواء الحارة بمكة، كما تساعد على الحفاظ على خصوصية المساحات العلوية مع السماح بدخول الضوء والهواء. جماليات الرواشين في مدرجات الصلاة، جذبت أعداد كبيرة من معتمري العالم من مختلف الدول في قارات الدنيا للتصوير والتوثيق بعدسات هواتفهم المحمولة بالتصوير من أمامها. وحاليًا، لم تعد الرواشين والمصاطب بنفس الاستخدام السابق بعد التوسعات والتطويرات الحديثة للمسجد الحرام، حيث تم تحديث العمارة لتلائم الأعداد الكبيرة من الحجاج والمعتمرين مع الحفاظ على بعض العناصر التراثية في بعض أجزاء الحرم والمناطق المجاورة. ويشير معمرون إلى أن استخدام الروشان على نوافذ البيوت في مكةالمكرمةوجدة يعتبر شواهد واضحة تبين المستوى الاقتصادي لصاحب البيت، فثمة رواشين بتصاميم وألون وأحجام تعطي تصور واضح عن ثراء ملاك المنزل.