بعد مرور 4 سنوات على الحرب الروسية الأوكرانية، نجحت السعودية في ترسيخ مكانتها كوسيط فعال بين الدول المتحاربة. ومن المقرر أن يستقبل ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، الاثنين، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الرياض، حيث ستجري محادثات بين مسؤولين من واشنطن وكييف بشأن إطار السلام لإنهاء الحرب. وسيكون هذا أول اجتماع رفيع المستوى بين الولاياتالمتحدة وأوكرانيا منذ الخلاف الحاد بين زيلينسكي والرئيس الأمريكي دونالد ترمب، في المكتب البيضاوي، في وقت سابق من هذا الشهر. تأتي هذه المحادثات بعد أسابيع فقط من استضافة الرياض لكبار المسؤولين الأمريكيين والروس في أوسع مشاركة لهم منذ بدأت روسيا حربها في فبراير 2022. دور محوري في الشرق الأوسط وفقا لموقع pressreader، تلعب السعودية دورًا محوريًا في الشرق الأوسط، بدءًا من عملية صنع القرار وإعادة الإعمار بعد الحرب في غزة ولبنان وسوريا، فضلًا عن احتواء إيران ووكلائها. كما أن لديها تاريخًا طويلًا ومشرفًا من الحرب على الإرهاب. وفي ضوء الغزو الأمريكي للعراق، وفشل عملية السلام بين إسرائيل وفلسطين، والحرب الأهلية المدمرة في سوريا، ارتفعت مكانة المملكة بشكل مطرد، وهي القوة الوحيدة في المنطقة القادرة على التنافس مع إسرائيل وإيران وتركيا. وقال إيف أوبان دو لا ميسوزيير، السفير الفرنسي السابق في تونس والخبير في شؤون المنطقة الأوسع نطاقًا: «إن لديها كل عوامل القوة مثل ثقلها الاقتصادي، ومساحتها الشاسعة، وسكانها البالغ عددهم 30 مليون نسمة، والزعامة الدينية للعالم الإسلامي». وأعلنت الرياض، الشهر الماضي، أنها ستزيد إنفاقها الدفاعي إلى ما يقرب من 75 مليار يورو هذا العام، وهو ما يزيد بنحو ثلاثة مليارات يورو عن إنفاق العام الماضي. ويضع هذا التخصيص الإنفاق العسكري في البلاد عند مستوى 7.1% من الناتج المحلي الإجمالي، مما يعني أنها واحدة من الدول الخمس الأولى من حيث الإنفاق النسبي والمطلق على الدفاع. اعتراف دولي دائم ووفقا للموقع، نجحت الرياض منذ فترة طويلة في تحقيق التوازن؛ من خلال تطوير علاقات قوية مع كتل مختلفة من مجلس التعاون الخليجي، فضلًا عن حلفاء رئيسيين مثل الولاياتالمتحدة، وهو ما جعلها تلعب دور الوسيط في الصراع بين روسيا وأوكرانيا. ويقول لويجي ناربون، الذي كان سفيرًا ورئيسًا لوفد الاتحاد الأوروبي إلى المملكة، وسفيرًا غير مقيم للاتحاد الأوروبي في قطر وعمان والبحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت: «بالنسبة لأي دولة، فإن كونها مكانًا لاستضافة محادثات دولية ذات مغزى له قيم سياسية مضافة ضمنية، كما كان الحال تقليديًا في حالة سويسرا». في الواقع، فإن شبكة العلاقات الثنائية التي تمتلكها المملكة تجعلها خيارًا جذابًا عندما يتعلق الأمر بالدبلوماسية العالمية، وفقًا لمايكل هاريس، المحلل من المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) - وهو مركز أبحاث مقره المملكة المتحدة. «لقد التقت الولاياتالمتحدةوروسيا في الرياض لأن عدد الدول التي التقت بها كان كبيرًا جدًا».