زامبوانغا، جولو، مانيلا، باريس - أ ف ب، رويترز - اعلن مفاوض الحكومة الفيليبينية نور ميسواري امس انه فقد الاتصال مع جماعة ابو سياف التي ما تزال تحتجز 21 رهينة في جنوب الارخبيل، فيما جدد احد عناصر الجماعة التهديد بقتل رهينتين اذا لم يوقف الجيش الفيليبيني هجومه. وفي تطور آخر، اعلنت جبهة مورو الاسلامية، ابرز حركة انفصالية اسلامية في الفيليبين، وقف النار من جانب واحد لمدة 48 ساعة خلال عطلة نهاية الاسبوع. وقال ميسواري، الذي كلفه الرئيس الفيليبيني جوزف استرادا مهمة التفاوض مع جماعة ابو سياف، ان الموفدين ما زالوا يبحثون عن الخاطفين الذي غادروا معسكرهم بعد اشتباكات مع الجنود الحكوميين. وطلب من القوات المسلحة عدم السماح للجنود من الاقتراب من الخاطفين لان "ذلك قد يهدد حياة الرهائن" الذين خطفوا في 23 الشهر الماضي من جزيرة ماليزية. وبين الرهائن ثلاثة المان وفنلنديان واثنان من جنوب افريقيا ولبنانية وفرنسيان وتسعة ماليزيين. وفي الايام الماضية وقعت اشتباكات عدة بين المتمردين والجنود الذين حاولوا محاصرة موقعهم في تاليباو على جزيرة جولو. وقال مصدر في الجزيرة ان آخر اتصال بين ممثلي المفاوض والجماعة كان الخميس، الا ان هذه المعلومات لم تؤكد رسمياً. واكد ميسواري انه بحسب معلوماته وزع الخاطفون الرهائن ضمن خمس مجموعات. لكن ناطقاً باسم وزارة الخارجية الفرنسية اكد امس ان الرهائن الاجانب لم يصابوا بأذى وما يزالون محتجزين معاًً، الاّ انه اشار الى ان التقارير التي تلقتها الوزارة "مشوشة وغامضة ومتناقضة احياناً". وكانت فرنسا اوفدت مبعوثاً رفيع المستوى الى مانيلا لحض السلطات الفيليبينية على تفادي اي اجراء من شأنه ان يعرّض حياة الرهائن الى الخطر. وحض وزير الخارجية الفنلندي إيركي توميوجا امس وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي الذين يعقدون اجتماعاً مطلع الاسبوع الجاري في جزر الاوزر على التعبير عن تضامن الاتحاد مع الحكومة الفيليبينية في مساعيها لتأمين اطلاق الرهائن ال21. وهدد رجل ادعى انه احد المسلحين الاسلاميين بقتل رهينتين في مقابلة مع اذاعة محلية. وقال الرجل الذي يُعرف باسم اسكوبار ان جماعة ابو سياف ستنفذ الاعدامات، وربما بحضور صحافيين كشهود عيان، ما لم يوقف الجيش الفيليبيني هجماته. وكانت الاذاعة ذاتها بثت الاسبوع الماضي تهديداً من الجماعة بقطع رؤوس بعض الرهائن. واعلنت الطبيبة نيلسا امين، التي تفقدت الاثنين الماضي الرهائن، عدم التمكن من تسليمهم مساعدات من الاغذية والادوية امس. واضافت ان محاولة جديدة ستبذل في هذا الصدد اليوم. وابلغت امين صحافيين في مستشفى جولو ان صندوقين من الاغذية يحوي كل منهما 12 علبة من الحصص الغذائية والادوية تم تحضيرها لتسليمها الى الرهائن الذين يعانون من الجوع والعطش. ومن المفترض ان تتيح لهم هذه المساعدات تأمين غذائهم ليومين. وعبّرت الطبيبة عن قلقها في شأن الحال الصحية لاثنين من الرهائن، هما الفرنسي ستيفان لوازي الذي يعاني من التهاب خطير في المسالك البولية والالمانية ريناتي وليرت المصابة بمشكلات في القلب وبارتفاع في الضغط. وكانت امين سلمت الرهائن الاثنين الماضي ادوية وبينها حوالى مئة قرص لمعالجة ارتفاع الضغط الذي تعاني منه الرهينة الالمانية. غير ان الرهائن نقلوا الاربعاء الماضي وعثر الجيش الفيليبيني على علب ادوية متروكة. وقدرت الطبيبة عدد المسلحين الاسلاميين بحوالى 300 عنصر لدى زيارتها الرهائن الاثنين الماضي. جبهة مورو في غضون ذلك، اعلنت جبهة مورو الاسلامية وقف النار من جانب واحد لمدة 48 ساعة. وقال نائب رئيس الجبهة للشؤون العسكرية محمد مراد امس ان الهدف من وقف النار الذي يبدأ في السادسة صباح اليوم "اعطاء فرصة للتوصل الى حل سلمي لمشكلة مينداناو". وكانت الجبهة الغت الاحد الماضي المفاوضات المقررة مع الحكومة هذا الشهر، ثم شنت سلسلة هجمات واعتداءات على تجمعات سكنية وعسكرية في مينداناو، اكبر جزر جنوب الفيليبين. وادى الهجوم الى نزوح 100 الف شخص من قراهم. وتعد مينداناو 16 مليون نسمة بينهم 3 ملايين مسلم. وتضم جبهة مورو 15 الف رجل، وهي تقاتل منذ 22 سنة ضد الجيش الفيليبيني الذي يواجه في الغرب من الجزيرة جماعة ابو سياف التي تعد حوالي الف مقاتل.