يُحتمل ان تشهد اسعار الخام ارتفاعاً جديداً مع بدء التداول في بورصة النفط الدولية غداً الاثنين اذا استمر التوتر في منطقة الخليج في اعقاب الغارات الاميركية - البريطانية على مواقع الدفاعات الجوية العراقية قرب بغداد بعدما تأثرت الاسعار قليلاً جداً بالغارات التي حدثت مساء الجمعة اثر اقفال السوق نهاية الاسبوع. وكانت الأسعار ارتفعت قليلاً لتنهي تراجعاً دام خمسة ايام متتالية بعدما اعلن مصدر خليجي ان منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك تميل الى اجراء خفض آخر في انتاجها اثناء الاجتماع الدوري المقبل في آذار مارس. لندن، نيويورك - "الحياة"، رويترز - ارتفعت اسعار خام القياس "برنت" في بورصة النفط الدولية في لندن 25 سنتاً لتغلق على 26.88 دولار للبرميل بعدما هبطت الخميس الى ادنى مستوياتها في اسبوعين بعد سلسلة مؤشرات اقتصادية تبعث على التشاؤم وقد تكون ايذانا بتباطؤ نمو الطلب على النفط السنة الجارية. وارتفع الخام الاميركي الخفيف في بورصة نيويورك التجارية نايمكس 32 سنتاً الى 29.12 دولار للبرميل. وكان مصدر خليجي مطلع على السياسة النفطية السعودية اعلن الجمعة "ان دول اوبك تميل الى اجراء خفض آخر في انتاجها الشهر المقبل بسبب مخاوفها من ان يؤثر التباطؤ الاقتصادي على الطلب على الخام". وقال المصدر: "ان الخفض مطلوب على الارجح بسبب تراجع الطلب على خامات اوبك خلال الفترة الباقية من العام وارتفاع المخزونات خصوصاً في الولاياتالمتحدة وتوقع ارتفاع صادرات العراق". لكن عودة التوتر الى منطقة الخليج، واحتمال عرقلة الامدادات العراقية اذا تطورت الغارات وطالت مواقع قريبة من منشآت جمع النفط العراقي او تصديره، قد يؤدي الى ارتفاع اسعار الخام بصورة قد تقنع "اوبك" عدم خفض الانتاج في اجتماع آذار. ويتوقع المتعاملون في سوق النفط في بورصة لندن خفض الانتاج في آذار وفي معرض تعليقه على هذا الامر قال تاجر نفط في لندن: "الكل يعرف ان اوبك في طريقها لخفض الانتاج في نهاية المطاف وان اسواق النفط لا تزال تشكك في ان يأتي هذا الخفض الانتاجي الجديد قريباً الشهر المقبل". وفي وقت سابق من الاسبوع قال رئيس "اوبك" شكيب خليل انه لا يرى حاجة في الوقت الراهن لخفض الانتاج في آذار لأن الاسعار قريبة من المستويات التي تستهدفها المنظمة. وخفضت "اوبك" في كانون الثاني يناير المعروض 1.5 مليون برميل يومياً في سوق دولية حجمها 77 مليون برميل يومياً. ويدور سعر سلة خامات "اوبك" الان حول 25 دولاراً للبرميل اى عند منتصف النطاق السعري الذي حددته المنظمة بين 22 و28 دولاراً للبرميل. وتراجعت الاسعار أكثر من ثلاثة دولارات للبرميل منذ ان وصل "برنت" الى اعلى مستوى له في شهرين عندما ارتفع الى اكثر من 30 دولاراً الاسبوع الماضي. وقال متعاملون انه منذ الاثنين، عندما خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب سنة 2001 بمقدار 140 ألف الى 1.5 مليون برميل يومياً لا تشهد السوق سوى مبررات ضئيلة تشجع المتعاملين على الشراء. وأظهرت بيانات كل من معهد البترول الاميركي وادارة معلومات الطاقة، الذراع الاحصائية لوزارة الطاقة الاميركية، ان مخزونات البلاد الاسبوعية من النفط ارتفعت الاسبوع الماضي. وحدد المعهد مخزونات النفط عند 290.74 مليون برميل اي ما يزيد بمقدار ثمانية ملايين برميل تقريباً على مستواها منذ عام. وبعد اجتماعه مع ابراهام سبنسر وزير الطاقة الاميركي الجديد ومسؤولين في وزارة الخارجية الاميركية قال خليل للصحافيين الخميس الماضي ان "اوبك" ملتزمة الوفاء بالطلب الاميركي من البنزين الذي من المتوقع ان يصل الى ذروته في موسم العطلات الصيفية في حزيران يونيو. وكانت اسعار العقود الاجلة للنفط الخام ارتفعت في بورصة نايمكس التجارية للمرة الأولى في ستة ايام مدعومة بانباء تفيد ان "اوبك" تميل إلى خفض آخر في انتاجها عندما يجتمع وزراؤها الشهر المقبل. وفي نهاية جلسة تعامل مختصرة الساعة الواحدة ظهراً بتوقيت نيويورك السادسة بتوقيت غرينيتش، وقبل ورود انباء الغارات ارتفع سعر عقود آذار، التي يحين اجل استحقاقها الثلثاء المقبل الى 29.12 دولار للبرميل بزيادة قدرها 32 سنتاً. وكان عقد النفط الخام لآذار انخفض الخميس 91 سنتاً ليصل اجمالي خسائره في خمس جلسات تداول متتالية اكثر من دولارين. وارتفع سعر عقود الخام لنيسان ابريل عند الاقفال 31 سنتاً الى 29.02 دولار.