سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محكمة مانهاتن : الادعاء يعرض فتوى ابن لادن ل "مقاتلة الاميركيين" . شقيق زوجة القائد العسكري ل"القاعدة" : وديع الحاج سافر الى فيكتوريا للتأكد من غرق "أبو عبيدة البنشيري"
عقدت محكمة مانهاتن الفيديرالية في نيويورك جلسة جديدة أمس في قضية تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينياوتنزانيا، بدأتها بنقاش بين القاضي ليونارد ساند ومحامي الدفاع عن المتهمين وديع الحاج ومحمد الصادق عودة ومحمد راشد داوود العوهلي وخلفان خميس محمد. ودافع ساند عن موقف الادعاء في خصوص قراءة ترجمة لفتوى أصدرها اسامة بن لادن في عام 1996 ضد الاميركيين. وقال القاضي ان قراءة الفتوى امام هيئة المحلفين يشرح موقف زعيم تنظيم "القاعدة" من مسألة "المؤامرة لقتل الاميركيين". وجادل المحامون بأن الفتوى لا علاقة لها مباشرة بقضية المتهمين الماثلين امام المحكمة. لكن ساند رفض طلبهم واصر على قراءة الفتوى للمحلفين. وتوالى ثلاثة من المدعين قراءة ترجمة الفتوى التي شدد فيها ابن لادن على ضرورة مقاتلة الاميركيين وطردهم من الاراضي الاسلامية. واشار الى هزائمهم في بيروت وعدن ومقديشو. واشار كذلك الى عمليتي التفجير في الرياض عام 1995 والخبر عام 1996 واشاد بمنفذيهما لكنه لم يتبن اياً منهما. بعدما استمعت محكمة جنوب مانهاتن الفيديرالية في نيويورك في جلستها الصباحية أول من أمس الى شاهد للادعاء العام هو المصري - الاميركي عصام محمد الرضي أبو طارق استدعى الادعاء شاهده الثاني الذي قال ان اسمه اشيف محمد جمعة، من مواليد "سوا" في تنزانيا سنة 1965 وعاش فيها حتى سنة 1982 قبل انتقاله الى نيروبيكينيا ثم عودته الى تنزانيا. وبعدما عدّد الشاهد اسماء اخوته واخواته، بناء على طلب المدعي بول بتلر، عرض الادعاء عليه صورة وطلب منه ان يوضح ما اذا كان يعرف هوية صاحبها. فأجاب أنه يعرف صاحبها وهو "عادل حبيب" المكنى ب"جلال". وقال: "انني أعرفه لأنه متزوج من أختي طاهرة" وهو "مات غرقاً في 21 أيار مايو 1996"، وأوضح ان "جلال" تزوج من أخته طاهرة في حفلة اقامها في منزله في نيروبي سنة 1993، مشيراً الى أن أحداً من عائلة "جلال" لم يحضر حفلة الزفاف. وسأله الادعاء هل كان يعرف ان اسم صهره "جلال" هو "أبو عبيدة البنشيري"، فرد جمعة بالنفي، كما نفى معرفته بأن صهره كان مسؤولاً في تنظيم "القاعدة". ورداً على سؤال من الادعاء ما إذا كان يعرف جنسية "جلال" أجاب أنه كان يعرف ان صهره مصري لكنه يحمل الجنسية الهولندية. وأوضح ان "جلال" كان يعمل في تجارة الاستيراد، ثم عمل في التجارة في المناجم وتصدير الاحجار الكريمة. وأضاف انه عمل مع صهره في شركته "الطاهر بزنس" سنة 1993، وكان دوره محصوراً تسهيل أوراق الشركة في تنزانيا كونه من مواطنيها ويتكلم لغة أهلها، موضحاً انه تلقى 200 دولار راتباً شهرياً من الشركة لخمسة اشهر. وأشار جمعة الى انه لا يعرف كيف كان صهره يموّل شركته التي لم تكن ناشطة. وذكر ان "جلال" اعطاه سيارة "تويوتا" للانتقال بها في عمله بين كينياوتنزانيا، فباعها لأن الشركة لم تكن تعمل، وقرر شراء باص لنقل الركاب. وأضاف ان "جلال" دفع له تسعة ملايين شيلينغ نحو 18 ألف دولار لشراء الباص. وكشف الشاهد تفاصيل حادث وفاة "جلال" أبو عبيدة البنشيري في غرق سفينة كان واياه على متنها في 1996، فذكر ان السفينة كانت معدة لحمل 480 راكباً لكن كان على متنها أكثر من ألف شخص تنقلهم عبر بحيرة فيكتوريا. وأوضح ان السفينة كانت تميل الى جانبها الأيمن خلال إبحارها بسبب خلل في طريقة توازنها على ما يبدو. وأضاف "كنا سبعة اشخاص في غرفة في الباخرة، فيما كان جلال في الغرفة القريبة من سطح السفينة. ووقع الحادث عندما كانت الباخرة تبحر في طريق مستقيم عبر البحيرة، إذ مالت الى جانبها فناديت جلال الذي كان نائماً، فاستيقظ وقال لي: "لا تخف... نم"، وتابع "في تلك اللحظة مالت الباخرة أكثر الى جانبها وبدأ الصراخ يعلو، فيما كانت هناك طريق واحدة للخروج هي عبر الممر كوريدور". وأضاف الشاهد "كان أبو عبيدة داخل الغرفة" في حين كان هو على ظهر الباخرة بعد انقلابها، و"حاول اشخاص سحب أبو عبيدة من الغرفة لكنهم فشلوا. ومددت يدي الى جلال لكن قوة الماء منعتني من سحبه". وأوضح "ان الماء بدأ يغمر الباخرة حتى بلغ نصفها"، فركض الى ظهر السفينة ووجد نفسه في النهاية على جانبها الآخر بعد انقلابها رأساً على عقب. واضاف جمعة انه قفز من الباخرة الغارقة وسبح حوالى 500 متر حتى بلغ اليابسة. وقال ان بعض الاشخاص حاولوا اعادة السفينة الى وضعها بعد غرقها، لكنهم لم ينجحوا بسبب المخاوف من انفجار الهواء داخلها. وأشار الى ان ما لا يقل عن ألف شخص غرقوا، في حين لم يتجاوز عدد الناجين 114. وذكر الشاهد انه أخبر عائلته بالحادث وان جلال لا يمكن ان يكون نجا. واضاف انه طلب من اخته زوجة جلال ابلاغ اصدقائه بغرقه، فجاء شخص اسمه "فضل" يتكلم السواحيلية والانكليزية وبقي في منزله قرابة شهر. وأوضح ان "فضل"، الذي قضى معظم الوقت مع شقيقه اسكندر، كان يذهب الى مكان الحادث لمعرفة هويات الغرقى، لكن لم يعثر على جثة "أبو عبيدة". وأضاف الشاهد انه حصل لاحقاً على شريط فيديو عرض الادعاء على المحكمة جزءاً منه، فأكد انه بالفعل الشريط الذي يتحدث عنه يظهر فيه صحافي محلي أجرى معه مقابلة عن تفاصيل غرق الباخرة. ثم عرض الادعاء علىه صورة شخص فقال انها تعود الى "فضل" الذي جاء الى منزله بعد غرق جلال. وأضاف ان صديقاً آخر ل"جلال" اسمه "وديع" جاء الى منزله بعد اسبوعين من غرق الباخرة، كان يسعى مع "فضل" لمعرفة مكان وجود جثة أبو عبيدة. وقال جمعة انه تحدث بالفعل مع "وديع" عن غرق جلال، وان وديع أخبره انه يعرف صهره من خلال عملهما في منظمة اسلامية يعتقد ان مقرها في نيروبي. فطلب منه الادعاء القول ما اذا كان "وديع" موجوداً في قاعة المحكمة فأشار الى وديع الحاج. بعد ذلك، سأل الادعاء الشاهد عن أموال "جلال"، فأجاب ان صهره اعطاه بعض المال لشراء باصات للنقل وانه أخبر وديع الحاج انه يريد رد الاموال الى عائلة جلال 17 ألف دولار. ثم عرض الادعاء صورة لرسالة، فقال الشاهد انها رسالة من وديع الحاج بخط يده ارسلها اليه. واضاف انه التقى وديع الحاج بعد ستة اشهر من الرسالة، وان شقيقه اسكندر وشخصاً يدعى محمد كرامة "صديق جلال" حضرا اللقاء. وأضاف جمعة ان وديع قال له ان عليه ان يدفع اموالاً الى كرامة لأن الاخير هو ممول "جلال" في تجارته، وطلب منه ان يوقّع تعهداً بأنه مدين بهذه الاموال لمحمد كرامة 9 ملايين شيلينغ. وعرض الادعاء نسخة من هذا التعهد، فأكد الشاهد انه بالفعل التعهّد الذي وقّع عليه، وان وديع الحاج هو الذي كتبه، ووقع عليه كل من وديع الحاج واسكندر محمد جمعة شقيقه كشهود، مضيفاً انه لم يدفع المبلغ لمحمد كرامة، ولم يلتق وديع الحاج بعد ذلك. وسأله الادعاء عن تفاصيل اتفاقه مع الحكومة الاميركية، فأجاب أنها وعدته بحمايته وحماية اهله والعيش في الولاياتالمتحدة. وقال ان عائلته 17 فرداً اتت معه الى اميركا، وان الاميركيين دفعوا نفقات له ولعائلته مقدارها 300 ألف دولار. وذكر ان شقيقه اسكندر وافق ايضاً على الشهادة لمصلحة الادعاء الاميركي. وللمرة الأولى يربط شاهد للادعاء وديع الحاج ب"ابو عبيدة البنشيري". ومعلوم ان قرار الاتهام ضد الحاج يتهمه ب"الكذب تحت القسم" امام المحكمة في شأن معرفته ب "البنشيري" وذهابه الى بحيرة فيكتوريا للتأكد من حقيقة غرقه. وكان وديع قال للمحكمة انه لا يعرف شخصاً باسم "ابو عبيدة" وانه يعرف فقط شخصاً اسمه "عادل حبيب". لكن الادعاء سيجادل على الارجح بأن وديع كان يعرف فعلاً "البنشيري" من خلال عمله سكرتيراً لأسامة بن لادن في الخرطوم. بعد انتهاء الادعاء من استجوابه الشاهد التنزاني جمعة، بدأ محامي الدفاع جوشوا بريتل استجواب الشاهد الذي أقر بأن المحققين الاميركيين لم يتصلوا به سوى في تشرين الاول اكتوبر 1998، اي بعد حصول حادثي تفجير السفارتين في نيروبي ودار السلام. وأن ضبّاط "مكتب التحقيق الفيديرالي" اف بي اي كانوا يريدون استجواب شقيقه اسكندر للاشتباه في انه أجّر شقة الى المدعو "فضل" في نيروبي. ويعتقد الاميركيون ان "فضل"، واسمه الكامل "فضل هارون" من جزر القمر، استخدم الشقة التي استأجرها من اسكندر في العاصمة الكينية لتجهيز القنبلة التي استُخدمت في تفجير السفارة الاميركية في نيروبي. و"فضل" متهم في قضية السفارتين، وهو فار. واضطر جمعة، تحت اصرار المحامي بريتل، الى الاقرار بأنه تحدث الى الاميركيين بعدما خشي على اخيه اسكندر من قضية تأجيره الشقة الى "فضل". لكنه قال انه لا يذكر هل ابلغه اسكندر بأنه "مستاء" من طلب "اف بي اي" التحقيق معه في شأن "فضل". ووصف الشاهد "ابو عبيدة" بأنه كان تقياً وانه حاول دفعه الى التديّن. ورداً على سؤال عن النشاط التجاري لعادل حبيب أوضح جمعة ان التجارة كانت شرعية بالكامل. وسأل المحامي جمعة عن لقائه وديع الحاج ومحمد كرامة وغضب الأخير منه لانه لم يدفع المبلغ الذي استدانه من "جلال" ومحاولة وديع تهدئة كرامة والتخفيف من غضبه، فأكد صحة ذلك،. وذكر الشاهد، تحت ضغط اسئلة الدفاع، انه لا يذكر متى اعطى الاميركيين نص رسالة وديع الحاج، لكنه يعتقد ان ذلك تم بعد لقائه مع ال"اف بي اي" عقب تفجير السفارتين، فعرض المحامي عليه نسخة من الرسالة، وبدا واضحاً فيها انه لم يعط الاميركيين الرسالة إلا بعد فترة طويلة من لقائه الاول معهم في 1998. وسأله المحامي بريتل: "هل نسيت الرسالة ولم تخبر الاميركيين بها في البدء"؟ فأجاب: "لا اذكر. ربما قلت لهم عنها لكنها لم تكن معي في ذلك الوقت وقلت انني سأعطيهم اياها عندما اعثر عليها".