اعتقلت السلطات الأميركية أول من أمس، في سياق التحقيق المستمر في تفجير السفارتين الأميركيتين في افريقيا في السابع من الشهر الماضي، الأميركي اللبناني وديع الحاج ووجهت اليه ثلاث تهم بالكذب على السلطات الفيديرالية في شأن علاقته بجماعة "القاعدة" التي يرأسها اسامة بن لادن. كما وجه مكتب المدعي العام الأميركي في نيويورك غيابيا، ضمن السياق نفسه، 14 تهمة الى هارون فاضل الذي يعتقد بأنه من جزر القمر، من بينها تهم بالقتل والتآمر لاستعمال سلاح للدمار الشامل في الهجوم على السفارتين. وكان وديع الحاج اعترف سابقاً بأنه عمل فترة "سكرتيراً خاصا" لأسامة بن لادن. وتتعلق اثنتان من التهم الثلاث بنفيه الى السلطات السنة الماضية وهذه السنة معرفة ابو عبيدة البنشيري، أحد كبار اعوان بن لادن، الذي توفي غرقاً في كينيا. فيما تدور التهمة الثالثة على نفيه معرفة محمد صادق عودة الذي كانت السلطات الأميركية تسلمته من كينيا واتهمته رسمياً بالتورط في التفجيرين. وكان عودة قال للمحققين الأميركيين ان الحاج، الذي يعرف ايضاً باسم عبدالصبور، "مسيحي لبناني اعتنق الاسلام وكان في القضية التي حدثت في تنزانيا"، وأنه كان الشخص الذي اوعز الى عودة بالذهاب الى تنزانيا السنة الماضية في مهمة وراءها ابن لادن. وكشفت الاتهامات الموجهة الى الرجلين الخميس في محكمة مانهاتن الاتحادية في نيويورك بعد ان اعتقل احدهما الحاج وهو من سكان تكساس وعرضت السلطات الاتحادية مليوني دولار مكافأة لمن يرشد إلى الثاني. وتعتقد السلطات الأميركية بأن المتهم فاضل خبير في المتفجرات وانه يعرف ايضاً باسم هارون فضل وعمره بين 24 و27 عاماً، من مواطني جزر القمر. وقد اتهم في لائحة تتضمن 14 تهمة صدرت في 28 آب اغسطس الماضي. ويتهم رويترز الادعاء فاضل باستئجار فيلا قرب نيروبي يقال انه صنعت فيها القنبلة، وانه عضو نشط في تنظيم "القاعدة". وهو متهم أيضاً بقيادة شاحنة "بيك آب" بيضاء ارشدت مركبة ثانية محملة بالمتفجرات الى السفارة يوم الانفجار في السابع من آب اغسطس. وهو ثالث مشتبه به يوجه اليه الاتهام في نيويورك عن دوره في انفجار نيروبي الذي أودى بحياة 253 شخصاً منهم 12 اميركياً وجرح اكثر من 5000 شخص، وقتل عشرة اشخاص وجرح عشرات آخرون في انفجار متزامن استهدف السفارة الأميركية في دار السلام. وقالت ماري جو هوايت المدعية العامة الاميركية في مانهاتن في مؤتمر صحافي ان فاضل "عنصر رئيسي" مزعوم في تنظيم "القاعدة". وزعمت انه مسؤول عن اعداد تقارير لخلية "القاعدة" في كينيا نُقلت الى اسامة بن لادن وكبار معاونيه.