لندن - "الحياة"إذا كانت سينما اورسون ويلز كلها، اشتهرت بكونها سينما ملعونة، وبأن كل فيلم من أفلامها تقف وراءه، انتاجاً وعرضاً، حكاية مأسوية، فإن فيلم "آل امبرسون الرائعون" يعد الأكثر مأسوية بينها. فهو الفيلم الذي حققه ويلز مباشرة بعد إنجازه "المواطن كين" عام 1942. ثم توجه الى البرازيل لتصوير فيلم هناك، فما كان من الشركة المنتجة "أر ك او راديو" إلا ان بدلت جذرياً في توليف الفيلم، ما جعله شديد البعد عما كان يريده له مخرجه، وكذلك عن الرواية الحقيقية التي اقتبس عنها وكانت نالت جائزة "بوليتزر" قبلاً. أورسون ويلز، أنكر فيلمه دائماً، على رغم احترام النقاد له. وظل طوال حياته يعلن رغبته في إعادة تصويره. والحقيقة ان مشاريع عدة قامت في هذا السياق، أبرزها تلك التي كانت تفترض اخراج هربرت روس نسخة معاصرة من الفيلم. لكن المحاولات جميعاً باءت بالفشل. واليوم تبدو محاولة الفونسو آراوو الأكثر واقعية، إذ أن هذا المخرج الشاب الذي سبق أن أثار إعجاباً بفيلمين هما "مثل الماء للشوكولا" و"خطوة في السحب"، أنجز تصوير الفيلم وقد نقل أحداثه الى دبلن، مع حرصه على أن يتبع، حرفاً حرفاً، السيناريو الأصلي الذي صور اورسون ويلز فيلمه انطلاقاً منه. أما البطولة في النسخة الجديدة فهي لمادلين ستو وغرتشن مول وجوناثان مايرز. واليوم إذ يُسأل آرادو عما دفعه الى إعادة تحقيق هذا الفيلم، يقول: "إنني أضع اورسون ويلز في مكانة واحدة مع شكسبير وموليير. من هنا ضرورة العودة الى أعماله وإعادة تحقيقها بين الحين والآخر، في ضوء أحداث عصرنا وأخلاقياته، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بأن تعيد الى الحياة عملاً، مات صاحبه وهو يتمنى أن يعيده الى الحياة بنفسه؟!"