استبعد محللون أميركيون إنخفاض أسعار النفط الخام في السنة الجارية ما لم يحدث إنخفاض حاد في الاستهلاك العالمي، وعزوا السبب إلى قرار منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك الأخير خفض الانتاج واستمرار "التوازن الضيق" الذي سجلته مخزونات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الدول الصناعية في العام الفائت. توقعت إدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأميركية أن تحافظ أسعار الصفقات المباشرة لخام القياس الأميركي غرب تكساس الوسيط في السنة الجارية على متوسط يقترب من 30 دولاراً للبرميل. وقالت الادارة في تقريرها الشهري الاخير ان من المحتمل أن تتجه الأسعار إلى الهبوط في وقت ما من السنة المقبلة لتنخفض بمعدل دولار واحد للبرميل. وحسب التقرير، الذي تصدره الادارة في نهاية الاسبوع الأول من كل شهر وتسجل فيه توقعاتها لوضع الطاقة في الولاياتالمتحدة، بلغ متوسط أسعار النفط الخام الذي تستورده المصافي الأميركية في كانون الثاني يناير الماضي 25.25 دولار للبرميل ما يعادل 30 دولاراً للبرميل من خام ويست تكساس مرتفعاً بشكل طفيف عن متوسط الشهر الأخير من العام الفائت. وتعادل كلفة واردات المصافي الأميركية متوسط سلة خامات "أوبك". ويعتقد المتخصصون بشؤون الأسعار في الادارة المذكورة أن قرار "أوبك" خفض انتاجها بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً اعتباراً من أول الشهر الجاري سيبقي الأسعار داخل النطاق السعري المستهدف من قبلها 22 إلى 28 دولاراً للبرميل وغالباً أقرب إلى حده الأعلى في كل من السنة الجارية والمقبلة. وبنى المحللون توقعاتهم على افتراض أن قرار "أوبك" سيخفض الانتاج الفعلي للمنتجين العشرة بنحو مليون برميل يومياً، نصفها من السعودية، مقارنة بشهر كانون الأول ديسمبر الفائت. لكنهم توقعوا في الوقت نفسه إنخفاض الانتاج العراقي بنحو 300 ألف برميل يومياً بسبب ما وصفوه ب"النتائج السلبية للجهود التي تبذلها بغداد لرفع العقوبات واحتمال أن تستمر في السنة الجارية". وأشاروا في المقابل إلى احتمال أن يرتفع إنتاج النفط الخام خارج "أوبك" بمعدل 600 ألف برميل يومياً في السنة الجارية و800 ألف برميل يومياً في السنة المقبلة. وستأتي غالبية هاتين الزيادتين من دول الاتحاد الروسي بينما ستأتي البقية من مناطق أخرى باستثناء بحر الشمال. وتوقع المحللون استمرار نمو الطلب العالمي على النفط الخام على رغم المخاوف المتزايدة إزاء احتمال حدوث تباطؤ تدريجي في اقتصادات الدول الصناعية، لكنهم خفضوا توقعاتهم في شأن حجم الزيادة المتوقعة في عامي 2000 و2001 بنحو 300 ألف برميل يوميا لتستقر عند 1.6 مليون برميل يومياً. وعزوا هذا التعديل إلى احتمال تراجع الطلب في الدول الآسيوية الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي. وعلى صعيد السوق الأميركية أبرز التقرير إنخفاض الطلب على المنتجات النفطية في العام الفائت بنحو 14 ألف برميل يومياً، مشيراً بشكل خاص إلى تقلص الطلب المحلي على الغازولين بنسبة 0.7 في المئة. لكنه توقع في الوقت نفسه ارتفاع صافي الواردات الأميركية من النفط الخام والمشتقات من 10.08 مليون برميل يومياً في عام 2000 إلى 10.67 مليون برميل يومياً في السنة الجارية و10.97 مليون برميل في سنة 2002. وأشار التقرير إلى أن عمليات بناء المخزونات في الدول الصناعية ستكون بطيئة نسبياً في السنتين الجارية والمقبلة، ما سيشكل دعماً للأسعار. وتوقع أن يبلغ متوسط أسعار واردات المصافي الأميركية 26.75 دولار للبرميل في السنة الجارية و26.17 دولار للبرميل في السنة المقبلة مقارنة بمتوسط 27.66 دولار للبرميل في عام 2000.