يجتمع اليوم وزير الخارجية المصري السيد أحمد ماهر مع وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث في القاهرة للاطلاع على نتائج الاجتماع الأمني الفلسطيني - الإسرائيلي - الأميركي. وكان ماهر اجرى أمس اتصالات هاتفية مع كل من وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز ووزير الدفاع بنيامين بن إليعيزر والسفير الأميركي في القاهرة ديفيد ولش. وصرح ماهر بأنه أعرب لبيريز عن استغرابه من أن إسرائيل "لم تعط لنفسها الفرصة لكي تتدبر الرسالة التي نقلتها اليهم ... لقد طلبت من وزير الدفاع وقف القصف فوراً للمناطق الفلسطينية"، مشيراً إلى أن الجانب الفلسطيني بدأ يتخذ إجراءات لمواجهة الذين يخالفون قرار الرئيس ياسر عرفات بوقف إطلاق النار، داعياً إسرائيل إلى اتخاذ إجراءات مماثلة. ورفض ماهر انتقادات لزيارته إسرائيل، وقال إن "المهم أن يستمع رئيس الوزراء ارييل شارون منا مباشرة إلى موقفنا"، مؤكداً أن مصر لم تقل في يوم من الأيام إنها لن تتصل بإسرائيل في ما يمكن أن يخدم القضية الفلسطينية. وكان ماهر عقد اجتماعاً أمس مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي السيد محمد بن عيسى. وصرح بن عيسى عقب الاجتماع بأن الرئيس حسني مبارك سيزور المغرب بداية العام المقبل لرئاسة الجانب المصري في اجتماعات اللجنة العليا المصرية - المغربية والتي يرأس الجانب المغربي فيها الملك محمد السادس. اما ماهر، فأعلن أن تأجيل مؤتمر وزراء الخارجية العرب في الدوحة لم يكن بسبب أي فُرقة عربية أو خلاف في المواقف وإنما نتيجة أخطاء إجرائية وقعت في الأيام القليلة الماضية أدت إلى التأجيل، في إشارة إلى ميثاق الجامعة الذي ينص على عقد الاجتماع في دولة المقر ما لم يقرر المجلس نقله إلى مكان آخر. وشدد على أن الاجتماع الوزاري سيعقد قريباً في القاهرة. وحذر بن عيسى من الوقوع في مصيدة الانشقاقات والاختلافات التي تؤدي إلى خلافات وأنه يجب تفادي ذلك. وقال: "يجب ألا نلتزم ما نحن غير قادرين عليه"، مؤكداً أن "الوقت الذي نعيشه الآن دقيق وخطير ولا يحتاج إلى المزايدات الكلامية". واستبعد مسؤول فلسطيني أن يكون الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات طلب من الدول العربية الغاء الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية الذي كان من المقرر عقده في الدوحة اليوم بناء على طلب سورية. وقال المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه ل"الحياة"، إن الرد الذي أبلغه عرفات للدول العربية بالتحديد "انني مع الإجماع العربي ومع ما يرونه" ولم يطلب الالغاء، وانه لا توجد ضغوط أميركية على "أبو عمار" ليطلب من العرب الغاء الاجتماع. وأوضح أن الخلاف بدأ بسبب ان الدول المؤيدة لعقده في القاهرة تحججت بأن الجامعة لا تسمح بعقده خارج مقر الجامعة وان مصر تساندها المغرب والأمين العام للجامعة رأوا أن هناك اجتماعين عربياً واسلامياً بينهما 10 ساعات وأنه من الأجدى تأجيله. وقال الأمين العام المساعد للشؤون العربية السفير احمد بن حلي ل"الحياة" إن الاجتماع الوزاري لم يلغ ولم يؤجل وإنما أرجئ الى وقت لاحق يتفق على موعده في الاجتماع التشاوري للوزراء غداً في الدوحة.