سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصدر مغربي استبعد الوصول الى اتفاق فلسطيني - اسرائيلي خلال ولاية كلينتون . محمد السادس يبلغ بيريز ان المغرب لن يقبل خطة سلام لا تتلاءم مع رئاسته للجنة القدس
اكد العاهل المغربي الملك محمد السادس لوزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي شمعون بيريز خلال محادثاتهما اول من امس في الرباط ان بلاده لن تقبل بخطة سلام بين الفلسطينيين والاسرائليين لا تتلاءم مع التزاماته بصفته رئيس لجنة القدس. اجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس محادثات مطولة مع وزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي شمعون بيريز الذي وصل الى الرباط مساء الخميس في زيارة غير متوقعة، وغادرها امس. وذكرت مصادر ديبلوماسية ان المحادثات التي تمت في القصر الملكي في الرباط في حضور المستشار اندري ازولاي ووزير الخارجية محمد بن عيسى استمرت زهاء ساعتين. ورجحت المصادر ان يكون العاهل المغربي اجرى مشاورات مع الاطراف المعنية بتطورات ازمة الشرق الاوسط قبل وصول بيريز الى المغرب، مؤكدة ان الوزير بيريز بحث والملك محمد السادس في تفاصيل الاقتراحات الاميركية التي عرضها الرئيس بيل كلينتون لايجاد حل للمأزق الراهن. واشارت ان المحادثات تناولت مختلف التفاصيل المرتبطة بالخطة الاميركية للخروج من المأزق الراهن. واوضح مسؤول مغربي رفض الكشف عن اسمه ان الملك محمد السادس حرص خلال لقائه مع بيريز على تاكيد دعمه الكامل للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، واصراره على بذل كل الجهود لتخفيف التوتر بين الفلسطينيين والاسرائيليين. لكن العاهل المغربي اكد في الوقت نفسه ان المغرب لن يقبل بخطة سلام في الشرق الاوسط لاتتلاءم مع التزاماته بوصفه رئيس لجنة القدس. وقال المصدر ان الوزير بيريز حمل الى العاهل المغربي رسالة من رئيس الوزراء المستقيل ايهود باراك لم يكشف عن مضمونها. لكنه رجح انها تتعلق باخر التطورات المرتبطة بالوضع في الاراضي الفلسطينية وترتيبات تنظيم الانتخابات المرتقبة في اسرائيل وضيق الوقت المتبقي امام الاطراف المعنية بمسلسل السلام. واضاف المصدر ان الوزير بيريز اطلع خلال اجتماعه مع الملك محمد السادس على"اقتراحات مغربية" قد تساعد في حلحلة الوضع على درب استئناف المفاوضات والوصول الى تسوية ترضي الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي. بيد ان المصدر المغربي استبعد امكان وصول الاطراف المعنية الى اتفاق خلال ولاية الرئيس الاميركي بيل كلينتون، وقال ان الفلسطينيين والاسرائيليين يحتاجون مزيدا من الوقت لتجاوز خلافاتهم بشأن الافكار الاميركية المطروحة. وفي ما يتصل بمقاطعة رئيس الوزراء الاسرائيلي قمة شرم الشيخ التي كان من المقرر عقدها اول من امس قال المسؤول المغربي ان "المنطقة تجتاز في الوقت الراهن تجاذبات عنيفة وتوترا متصاعدا"، مخففا من اثر غياب باراك عن القمة المصرية الفلسطينية. ونقل عن بيريز القول لدى وصوله الى الرباط انه يسعى الى استشارة العاهل المغربي حول الاقتراحات المطروحة. لكن مصادر في الرباط توقعت ان يكون المسؤول الاسرائيلي طلب الى المغرب "التدخل" بهدف التاثير على اصوات الناخبين اليهود المتحدرين من اصول مغربية الذي يزيد عددهم على اكثر من 300 الف، واصبح لهم حضور بارز في مراكز القرار وفي الاحزاب السياسية، ما دفع باراك الى ضم اعداد منهم الى حكومته. وتعتبر زيارة بيريز الى المغرب الثانية من نوعها منذ ارتقاء الملك محمد السادس عرش البلاد، اذ سبق له ان شارك الى جانب ايهود باراك وشخصيات اسرائيلية في تشييع جنازة الملك الراحل الحسن الثاني. وكان اللقاء الذي جمعه صيف عام 1986 مع الملك الراحل اثار انتقادات عنيفة ضد المغرب، لكن مراقبين يرون ان كافة اللقاءات التي استضافتها المغرب تمت بطلب من الاسرائيليين. وكانت انباء ترددت عن اجتماع مسؤول مغربي في باريس اخيرا مع وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي، كان من نتائجها معاودة المغرب تحركات في الساحة توجت بزيارة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات الشهر الجار ي. ويقول المغاربة ان تلك الاتصالات مكنت من معاودة اطلاق المفاوضات الفلسطينية-الاسرائيلية الحالية.