ناشد الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى مفتي الديار الاسلامية في فلسطين، الدول العربية والاسلامية الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني في انتفاضة الأقصى، مؤكداً ان الانتفاضة ستستمر على رغم الخسائر التي تلحق بالشعب الفلسطيني. وقال الشيخ صبري في مؤتمر صحافي عقده ليل الاربعاء - الخميس في مركز زايد للتنسيق والمتابعة في أبوظبي، ان استمرار الانتفاضة ليس لمصلحة الشعب الفلسطيني فحسب، بل لمصلحة العالم العربي، لأن لاسرائيل أهدافاً توسعية، فهي "تخطط لضرب الدول العربية المجاورة اذا ما أجهضت الانتفاضة"، وتعمل جاهدة لتحريض اميركا على ضرب الدول العربية في أي وقت، لكن وجود الانتفاضة يمنع اسرائيل من تنفيذ سياستها التوسعية. وفي رده على سؤال ل"الحياة" حول الفتاوى التي أطلقت حول العمليات الاستشهادية في فلسطين وما خلفته من بلبلة في الشارع العربي والاسلامي، قال مفتي الديار المقدسة: "ان تلك الفتاوى جاءت نتيجة ضغوط دولية"، وزاد: "ان أولئك الذين لا يجرؤون على قول الحق عليهم ان يصمتوا لا أن يتقولوا بأقوال تخلق البلبلة". وتساءل المفتي: "من هو المدني ومن هو العسكري. فالقتلى عن المدنيين الفلسطينيين من الاطفال والنساء هم أضعاف مضاعفة من المقاتلين الذين استشهدوا خلال الانتفاضة، وأطفال المدارس تمزقت أجسادهم ونساء حوامل منعن من الوصول الى المستشفيات فماتت الأم والمولود في كثير من الحالات، فلماذا لم تبرز وسائل الاعلام هذه الصور؟". وأكد مفتي الديار المقدسة ان "المقاومة مشروعة ومن يقدم روحه لا يأخذ إذناً من أحد". وزاد: "علينا ان نركز على مشروعية المقاومة ولا يجوز الوقوف في وجه الانتفاضة والجهاد وانما يجب الوقوف بجانبها وتشجيعها". وانتقد الشيخ صبري أداء منظمة المؤتمر الاسلامي في دعم الانتفاضة وفلسطين، وقال: "انها لم تقدم للشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية في القدس الشريف أي دعم أو تأييد ملموس حتى الآن". ووصف الشيخ صبري قرار الادارة الاميركية الأخير بتجميد حساب مؤسسات مالية اسلامية بأنه "جائر وتعسفي وعنصري" وجاء نتيجة لضغط من اللوبي الصهيوني على الرئيس الاميركي جورج بوش ووزيري العدل والدفاع، مؤكداً ان هذه المؤسسات اقتصادية تقدم الدعم والمساعدات للأيتام. ونبه الى ان المخططات الصهيونية والحكومات المتتابعة في اسرائيل ترمي في نهاية الأمر الى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، و"هم يوزعون خرائط ورسومات فيها مخطط لهيكل سليمان، مكان الأقصى، وبما أنهم غير قادرين على تنفيذ مخططهم مباشرة فهم يريدون انتزاع اعتراف من السلطة الفلسطينية لبعض الحق في المسجد الأقصى". واكد ان الهيئة الاسلامية العليا في القدس أصدرت بياناً قبل مفاوضات "واي ريفر" بأن الأقصى فوق الاعتبارات السياسية وفوق المفاوضات ولا تقبل أن يطرح على طاولة المفاوضات. وتطرق الشيخ صبري الى محاولات التهويد التي تعرض لها المسجد الأقصى منذ احتلال القدس عام 1967، وقال ان المسجد الأقصى الذي تبلغ مساحته 144 دونماً الدونم ألف متر مربع "قلعة اسلامية محررة" وان القدس "لجميع العرب والمسلمين وسنكون المرابطين للدفاع عنها" ولا بد من الدعم العربي والاسلامي. من جهة اخرى، أ ف ب، اعتبر مفتي مصر الشيخ نصر فريد واصل ان العمليات الانتحارية التي يقوم بها فلسطينيون ضد اسرائيل "مشروعة". واعلن الشيخ واصل لصحيفة "البيان" الاماراتية في مقابلة معه نشرتها امس ان "العمليات الاستشهادية التي يقوم بها ابناء فلسطين في الأراضي المحتلة لرفع الظلم عنهم والدفاع عن المقدسات الاسلامية وعن الكرامة الوطنية وعن الارض والعرض والاطفال هي عمليات مشروعة". وقال: "لا يستطيع احد ان يقول ان مقاومة الاحتلال بكافة السبل والوسائل غير مشروعة بحال من الاحوال". واستهجن المفتي الانحياز الاميركي لاسرائيل.