} غزة، القدسالمحتلة، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - جدد الشيخ أحمد ياسين الزعيم الروحي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس أمس الأحد دعوته إلى "هدنة موقتة" مع اسرائيل إذا التزمت الانسحاب الكامل من الأراضي المحتلة في العام 1967، فيما أفتى مفتي القدس الشيخ عكرمة صبري بعدم جواز قبول اللاجئين الفلسطينيين بأي تعويضات مادية، لأن ذلك يتناقض مع "ما ورد في القرآن الكريم والشريعة الاسلامية". وقال الشيخ ياسين للصحافيين: "طرحت قضية الهدنة قبل ثلاث سنوات لوقت محدد وبشروط محددة. أي إذا التزمت اسرائيل التزاماً كاملاً الانسحاب من الاراضي المحتلة العام 1967 وعدم التدخل في الشؤون الفلسطينية". وجاء عرض الشيخ ياسين بعد تسرب انباء من محادثات السلام الفلسطينية - الاسرائيلية في كامب ديفيد تحدثت عن استعداد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك للانسحاب من 90 في المئة من أراضي الضفة وقبول سيادة مشتركة مع الفلسطينيين في اجزاء من القدسالشرقية العربية. وقال ياسين: "نحن نتحدث عن وقف الصراع لمدة معينة وليس انهاء الصراع، وفي مقابل ذلك ان يشمل انسحاباً كاملاً من الضفة الغربية وقطاع غزة وان تزيل اسرائيل كل المستوطنات وان يعود الشعب الفلسطيني الى ارضه ووطنه وان تكون له كامل السيادة على هذه الاراضي وتكون له دولته وعاصمتها القدس، وذلك لفترة زمنية محددة". وأكد أن "المقاومة مستمرة حتى زوال الاحتلال. فالدين الاسلامي يجيز لنا هدنة لزمن محدد وليس صلحاً أبدياً". وجدد ياسين مطالبته الوفد الفلسطيني المفاوض في كامب ديفيد بالانسحاب قائلاً: "نحن نطالب الوفد المفاوض بالانسحاب من هذه المفاوضات، ونحن لسنا بحاجة لهذه المفاوضات". وقال ياسين لوكالة "رويترز" حين سئل عما اذا كان يفكر في وقف لاطلاق النار، فقال انه اذا قبل الاسرائيليون الهدنة في مقابل الانسحاب من الضفة وغزةوالقدس فستكون "حماس" مستعدة لذلك. لكنه حدد شروطاً رفضتها اسرائيل في الماضي، كما اعلن ان "حماس" لن تعترف بإسرائيل قط. وقضت اسرائيل في العام 1989 بالسجن المؤبد على ياسين لتأسيسه حركة "حماس" واصدار أوامر بشن هجمات انتحارية ثم افرجت عنه في العام 1997 في اطار اتفاق مع الاردن بعد ان غضبت عمّان من محاولة اسرائيلية لاغتيال احد زعماء "حماس" داخل أراضيها. وكانت حركة "حماس" نظمت أول من امس تظاهرة شارك فيها نحو ثلاثة آلاف من انصارها في غزة ضد قمة كامب ديفيد مطالبين الوفد الفلسطيني المفاوض بالانسحاب والعودة الى خندق المقاومة. وفي القدسالمحتلة، افتى مفتي القدس أمس بعدم جواز قبول اللاجئين الفلسطينيين بأي تعويضات مادية، معتبراً أن ذلك يتناقض مع "ما ورد في القرآن الكريم والشريعة الاسلامية". وقال صبري في تصريح لوكالة "فرانس برس" ان فتواه تستند الى "فتاوى سابقة اصدرها العلماء المسلمون في ثلاثينات القرن الماضي، وأكدت بشكل قاطع عدم جواز بيع الاراضي في عموم فلسطين، كونها وفق ما ورد في القرآن الكريم والشريعة الاسلامية ارضاً مباركة ووقفاً اسلامياً لا يجوز بيع أراضيها وشراؤها". وتابع صبري في هذا السياق: "واستنادا لذلك فإنه لا يحق للاجئ ان يقبل بالتعويض فقط لأنه سيعتبر بيعاً لأرضه، وهو ما يتناقض مع الدين الاسلامي والشريعة الاسلامية". وأكد صبري ان "اللاجئ الذي لا يريد العودة لا يحق له قبول التعويض مهما كانت الاسباب"، مضيفاً ان "من حق اللاجئ الثابت العودة الى دياره والمطالبة بالتعويض عن الاضرار وعن المأساة التي لحقت به وبأبنائه وأحفاده". وكان مفتي القدس والديار الفلسطينية حذر الجمعة من المساس بالمسجد الاقصى في المدينة المقدسة الذي يعتبر ثالث الحرمين الشريفين في الاسلام. واكد مفتي القدس في بيان: "اننا نفضل الموت والاستشهاد على ان نرى المسجد الأقصى في ايدي المتطرفين". وأضاف البيان: "اذا كان ايهود اولمرت الرئيس الاسرائيلي لبلدية القدس يظن ان الحرم القدسي سيكون مثل الحرم الابراهيمي في الخليل الذي دنسه اليهود بعدوانيتهم فإنه واهم، ونحن نود ان نؤكد لأولمرت واتباعه ان المساس بالمسجد الاقصى سيؤدي لمذابح وبحور من الدماء".