اشتعلت ساحات المسجد الأقصى المبارك بالمواجهات الساخنة بين الشبان الفلسطينيين وعشرات المستوطنين الإسرائيليين أثناء اقتحامهم الجامع القبلي بالمسجد الأقصى برفقة عناصر من المخابرات والوحدات الخاصة بالشرطة الإسرائيلية بهدف إخراج المصلين الذين تقل أعمارهم عن ال 45 عاما خارج المسجد. واتسعت رقعة الموجهات خارج حدود الأقصى لتشمل البلدة القديمة وحي سلون. وانتقلت إلى مدينة بيت لحم ونابلس ورام الله التي أشعلت فيها إطارات السيارات، ورشق الشبان بوابة سجن «عوفر» الإسرائيلي بالحجارة في مشهد أعاد إلى الذاكرة الانتفاضة الأولى، في الوقت الذي كان جثمان مفجر»الانتفاضة الثالثة» الشهيد الأسير عرفات جرادات يوارى الثرى في مقبرة الشهداء في بلدة سعير شمال شرق الخليل. و قال مفتي مدينة القدس الشيخ الدكتور محمد حسين ل» الشرق»: إن «الانتفاضة الثالثة» انطلقت من داخل باحات المسجد الأقصى ولا يمكن لأي شخص أن يتكهن بما تحمله الأيام المقبلة فالمنطقة كلها ستنفجر»، محذراً إسرائيل من مغبة عواقب استمرار جرائمها بحق الفلسطينيين ومدينة القدس، محملاً إياها في ذات الوقت المسؤولية الكاملة عن تفجر الأوضاع. وذكر حسين أن ما تقوم به إسرائيل من اقتحامات داخل المسجد الأقصى يأتي ضمن حملة تصعيد مدروسة تنتهجها إسرائيل ضد المدينة المقدسة، بدءا من الحفريات تحت المسجد ومحيط حائط البراق، ووصولاً لهدم البيوت في أحياء المقدسية انتهاء بإشتعال نيران «الانتفاضة الثالثة» التي ألقي بمسؤولية اندلاعها على الرئيس الأمريكي بارك أوباما بدعمه لسياسة إسرائيل. ويتفق الدكتور عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى مع مفتي القدس بأن «المسلمين متخاذلون» في تعاملهم مع نصرة القدس وقال ل «الشرق»: «القدس ليست للفلسطينيين وعلى كل المسلمين أن يأخذوا موقعهم بالدفاع عنها، وعليهم أن يدركوا أن الوقت حان لينتصروا للأقصى». يرى صبري أن هذه الاقتحامات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، معللاً ذلك بوجود أطماع لدى الإسرائيليين في المسجد الأقصى المبارك، محذراً من تزايد الأخطار المحدقة بالمدينة المقدسة عامة والقدس خاصة، منذراً من النتائج الوخيمة التي ينوي الإسرائيليون تحقيقها بالقدس. وأوضح صبري أنه لا يمكن معرفة ما تحمله الأيام القادمة. وقال: «كل شيء وارد و محتمل ويمكن أن تمتد شرارة الانتفاضة إلى أماكن لن تتوقعها إسرائيل. الفلسطينيون لهم طاقات محدودة ولا يجوز أن يبقى العرب والمسلمون متفرجين علينا ونحن عزّل من السلاح». ولفت صبري إلى أن الحفريات في محيط الأقصى وتحت المسجد مستمرة ولم يتوقف الإسرائيليون عن البحث عن آثار لمعبد سليمان المزعوم ضمن مخطط جلب الإسرائيليين إلى فلسطين وقال: «هيكل سليمان ليس مقدساً لدى اليهود لأنهم يعتبرونه ملكا وليس رسولاً من الله وهذه نقطة مهمة»، في إشارة منه لزيف ادعاءات إسرائيل. تشييع عرفات جرادات (إ ب أ)