} كشف في لندن أمس أن حكومة توني بلير تتراجع عن معارضتها ضرب العراق، في حين أكد الرئيس صدام حسين أنه لن يرضخ للتهديدات الأميركية، مقللاً من شأنها. وأعلن نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز أن بلاده جاهزة للحرب، وتتمسك برفضها عودة مفتشي الأسلحة "الجواسيس". بغداد، لندن، امستردام، نيويورك - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، اب - أفادت صحيفة "ذي تايمز" البريطانية أمس ان لندن خففت معارضتها لعمل ضد العراق، عندما أصر مكتب رئيس الوزراء توني بلير على أن القرارات المتصلة بالمرحلة الثانية من الحرب على الإرهاب لم تتخذ بعد. وأضافت ان مسؤولين بريطانيين رفيعي المستوى لمحوا، في محاولة لانهاء الحديث عن انفصام وشيك عن واشنطن، إلى أن قدرة العراق على انتاج أسلحة دمار شامل يمكن أن تكون قضية في المرحلة الثانية من المعركة ضد الإرهاب. وزادت أن من الواضح أن أولئك المسؤولين كانوا، من دون دعم عمل عسكري ضد العراق، يتركون الباب مفتوحاً أمام إمكان جعل موقف بريطانيا أقرب إلى موقف أميركا. وكان الرئيس جورج بوش أوحى بأن الولاياتالمتحدة ستوجه اهتماماً قريباً إلى "المرحلة الثانية"، ملمحاً إلى أن بلداناً مثل العراق وسورية، وقواعد تنظيم "القاعدة" في السودان والصومال واليمن، يمكن أن تكون الأهداف التالية. وكان الرئيس صدام حسين دعا العراقيين إلى عدم اعطاء "وزن للتهديدات" الأميركية، مؤكداً أن العراق لن يرضخ لها. ونقلت "وكالة الأنباء العراقية" ليل الاثنين عن صدام قوله خلال استقباله رؤساء العشائر في محافظتي البصرة وميسان: "لا تقيموا وزناً لهذا النوع من التصريحات لأنها كثيرة، فهذا يحكي وذاك يتكلم أو يتقول، لكن النتيجة هي أن أهل الدار هم مَن يقررون كل شيء، وكل ما عدا ذلك يأخذه الهواء، ويذهب ادراج الرياح". وأضاف: "لا اظن اننا نحتاج لأن نحشد إذا سوّلت لأحد ما نفسه الاعتداء على العراق، لأن الحشد موجود، سواء في الايمان داخل الصدور أو في العقل الذي اختبر ضمن الزمن الطويل وتيقن من أن الحق معه". وفي حديث بثته شبكة تلفزيونية هولندية ليل الاثنين، قال طارق عزيز إن العراق مستعد للحرب، رافضاً دعوة الرئيس جورج بوش إلى إعادة مفتشي الأسلحة. وتابع: "اعددنا انفسنا للدفاع عن بلادنا، ولماذا علينا أن نجلب جواسيس المفتشين إلى العراق كي يتجسسوا علينا وعلى المقار التي نعمل فيها ونشاطاتنا العسكرية المشروعة، لمجرد ارضاء السيد بوش أو إدارته؟ إن الاجابة هي لا". وزاد ان كل الأسلحة الكيماوية التي كان العراق يمتلكها اثناء حرب الخليج دمر، وأن بلاده لا تصنع أسلحة جديدة و"لسنا مهتمين بانتاج مثل هذه الأسلحة. إن كل المعرفة الخاصة بانتاج الأسلحة يمكن أن تستخدم للأغراض المدنية في كل الميادين... الميدان النووي والميدان الكيماوي والميدان الجرثومي، وهم الخبراء يفعلون ذلك الآن". وسئل هل يكرر العراق هجماته باطلاق صواريخ "سكود" على إسرائيل، كما فعل أثناء حرب الخليج، فأجاب ان بغداد لم تعد تمتلك صواريخ بعيدة المدى. واستدرك: "نحن قادرون على الدفاع عن العراق على أرضه، وليست لدينا قدرات على تجاوز ذلك، وليست لدينا نية لتجاوزه". في نيويورك، وقع العراق ليل الاثنين مع الأممالمتحدة اتفاق تجديد برنامج "النفط للغذاء" لفترة ستة شهور، يفترض أن تكون الأخيرة قبل اجراء تعديلات جذرية على نظام العقوبات. وأعلن رئيس لجنة العقوبات أنها تدرس اضافة أربعة مراقبين جدد في أحد مرافئ التصدير العراقية، في مسعى لمنع تهريب نفط. وقال اول بيتر كولبي، سفير النروج لدى الاممالمتحدة، ان شركة "سايبولت انترناشيونال بي في" الهولندية التي تفتش شحنات النفط العراقي طلبت مراقبين اضافيين في ميناء البكر. واضاف ان هناك تأييداً واسعاً لإضافة مراقبين آخرين واستخدام جهاز يقيس كميات النفط التي تشحن في الميناء.