تعودت غالبية الناس في لبنان على اعتبار ليلة رأس السنة مناسبة احتفالية كبرى تدّخر من اجلها الأموال. واللافت في احتفال اللبنانيين هو ميلهم الى قضائها خارج المنازل، في المطاعم وأماكن السهر التي تحشد معظم الفنانين في سهرات تمتد حتى ساعات الفجر الأولى، إذ غالباً ما لا يظهر مطرب الحفلة إلا بعد منتصف الليل. ويدفع الساهرون أثماناً مضاعفة لبطاقات حضور سهرات رأس السنة ويحيي بعض المطربين اكثر من حفلة في الليلة الواحدة. عن كل ذلك تحدث اربعة من الفنانين اللبنانيين الى "الحياة". قال الفنان راغب علامة: "ان عيد رأس السنة مناسبة جميلة لها وقع مميز لدى كل الناس. وتكمن أهميتها في اننا نودّع خلالها سنة ونستقبل سنة اخرى علّها تكون افضل من سابقتها. وكما جرت العادة يحاول كل واحد منا السهر في هذه الليلة خارج منزله لقضاء سهرة ممتعة مع فنانه المفضل للاحتفال بولادة عام جديد يحمل لنا كل الافراح والسعادة. وعلى رغم اهمية حفلة رأس السنة كمناسبة عامة، إلا أنني لا اعتبر حفلاتي التي أحييها في هذه الليلة بالذات، هي الأفضل، بل على العكس، فربما اقدّم حفلات عامة او خاصة تفوقها اهمية من ناحية التفاعل مع الجمهور او من ناحية الذوق والمستوى". وأضاف علامة: "ان موضوع ظهور نجم السهرة بعد منتصف الليل أمر متعلق بالسياسة التي يعتمدها متعهدو الحفلات لإنجاحها، وذلك من جهة شد الناس للسهر مدة اطول بانتظار الفنان الذي اختاروا الاحتفال معه. ومن جهتي افضّل دائماً الظهور في بداية اي حفل أحييه، لذا أتمنى ان تتغير هذه القاعدة المعتمدة في كل المناسبات". وعن ارتفاع اسعار بطاقات حضور حفلة عيد رأس السنة بالذات، قال علامة: "ان الجميع يدرك تماماً ان اسعار كل المنتوجات ترتفع ايام العيد وكأنها "فرصة" ينتظرها التجار، خصوصاً ان غالبية الناس تضطر الى شراء الحاجيات خلال هذه الفترة، لذلك تجدين بطاقات حضور حفلات رأس السنة أغلى من بطاقات الحفلات العادية، مثلها مثل اي شيء آخر يباع في الأعياد وذلك تبعاً لمتطلبات السوق". باسكال مشعلاني أما الفنانة باسكال مشعلاني فعلّقت على الموضوع قائلة: "ان عيد رأس السنة يعني لي الكثير، إذ ارى فيه الأمل لكل انسان، فبعد ان يكون كل واحد منا قد قضى سنة فيها الكثير من الاحداث الجميلة والحزينة، يتأمل بتفاؤله ان تكون السنة المقبلة افضل. لهذا فأنا كإنسانة احب هذا العيد. اما كفنانة، فينتابني، ربما، شعور بالخوف وأتساءل بيني وبين نفسي هل ستكون هذه السنة سنة خير عليّ وهل سيمكنني المحافظة على نجاحي الفني؟". وأضافت: "بالفعل ان حفلة عيد رأس السنة لها طابع خاص ومختلف عن اي حفلة اخرى، ففيها أحس بفرحة لا توصف حقيقة، خصوصاً أن الجمهور يأتي من كل مكان لقضاء هذه السهرة الطويلة معي بالذات، الأمر الذي يبرهن على مدى علاقتي الجيدة مع جمهوري. فضلاً عن ذلك، ففي هذه الليلة تنقلب المقاييس، إذ يسهر كل العالم حتى بزوغ الفجر من دون تعب او كلل". وبالنسبة الى تقديم الفنان او النجم حفلة او اكثر، فقالت: "انني لا احبذ هذه الفكرة كثيراً، إلا إذا كنت متواجدة ضمن لبنان بحيث يمكنني التنقل بسهولة من منطقة الى اخرى وتقديم حفلتين. اما اذا كنت خارج لبنان، فبالطبع أرفض تقديم اكثر من حفلة في يوم واحد". وحول تقديم الفنان او نجم الحفلة وصلته نهاية السهرة رأت باسكال "ان الجمهور في بداية الحفلة يتناول العشاء على انغام الفرقة الموسيقية ومن ثم يتابع البرنامج مع راقصة او احدى الفرق الاستعراضية الى حين وصول "النجم"، وهكذا نمط برامج كل الحفلات والسهرات اينما كان". وعن ارتفاع اسعار بطاقات دخول حفلات رأس السنة أجابت باسكال: "السبب وبكل بساطة، العيد كونه يوماً غير عادي، ومناسبة عامة وعالمية، تفرض على كل التجار رفع اسعار مبيعاتهم. ونحن كفنانين ترتفع أجورنا بسبب ارتفاع أجور اعضاء الفرقة الموسيقية، هكذا بمنتهى الصراحة". معين شريف أما الفنان معين شريف فكان له رأي مختلف نوعاً ما، إذ اعتبر ان ليلة رأس السنة هي بداية جديدة لانطلاقة مميزة في مسيرة الفنان بحيث يحاول ان يقدم خلالها تجدداً او تطوراً لاستقبال سنة جديدة فيها الحظ السعيد له، وهو كفنان يحشد كل قدراته وطاقاته لتقديم حفلة مختلفة تتبعها نجاحات متتالية في المستقبل، خصوصاً أنه يؤمن بأن كل نجاح يليه أو يلحقه نجاح اكبر. وأضاف انه لا مانع لديه من ان يقدم الفنان اكثر من حفلة في ليلة واحدة لأن هذا الأمر يندرج ضمن نطاق عمل الفنان المهني، ولكن المهم ان يعطي كل نشاطه وحماسته في الاثنين معاً. وختم حديثه بالقول: "ان مناسبة رأس السنة تغطي على كل المناسبات، من هنا يعتبرها الناس مناسبة المناسبات، وثمة جو عام يفرض في هذا العيد الضخم ارتفاع اسعار تذاكر الحفلات وكل المنتوجات والخدمات". رامي عياش اما الفنان الشاب رامي عياش فقد علّق على الموضوع بقوله: "ان اهمية حفلة رأس السنة تكمن في رد فعل الجمهور اثناء الاحتفال بهذه المناسبة، خصوصاً أننا ندرك تماماً اننا نودّع سنة ونستقبل سنة اخرى ربما تكون افضل او أسوأ". وأضاف: "وبالنسبة إليّ كمطرب اعتبر حفلة رأس السنة مثلها مثل اي حفلة اخرى أحييها طوال العام لكوني اعتبر انه من واجب المطرب ان يقدم احلى ما عنده لدى تواصله مع الجمهور في اي زمان او مكان، لذا أراني لا افضّل حفلات رأس السنة على غيرها ولكنني احاول ان اقدّم احدى اغنياتي الجديدة التي لم يسبق لأحد ان سمعها ليشعر الناس بنوع من البهجة والتجدد". اما عن تقديم الفنان وصلته نهاية السهر، فهذا الأمر ربما يكون اضطرارياً ولكنه ليس واجباً، بحيث يمكن للفنان ان يقدم وصلته في بداية الحفلة او في نهايتها، فلا فارق، ولكن المهم ان يعطي الفنان من إحساسه وفنه للجمهور حتى يتفاعل معه بطريقة ممتعة. وفي حال كان لدى الفنان اكثر من ارتباط، فلا مانع من ذلك، طالما انه بإمكانه المحافظة على صوته وجهده". اما عن ارتفاع اسعار التذاكر فقال: "صحيح ان كل الاسعار تتضاعف خلال ايام العيد ومنها اسعار تذاكر الحفلات، لكنني بصراحة ضد هذه الفكرة، وتصوري اني احاول جاهداً مع منظمي الحفل تخفيض الاسعار بعض الشيء، لأن هناك اناساً كثر يحبون السهر مع فنانهم المفضل، ولكن محاولاتي تبوء بالفشل ... من هنا اخضع للأمر الواقع، وأحاول تقديم سهرات خاصة اخرى اقل سعراً ولكن ليس في المناسبات العامة.