قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن "التشكيك في انعقاد القمة العربية ليس في مصلحة لبنان". وكشف في حديث الى "الحياة" في مكتبه في القاهرة اتصالات بين الزعيم الليبي معمر القذافي والطائفة الشيعية لتسهيل حضوره القمة. وأكد أن تصريحات رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عن تأجيل القمة كانت شخصية ولا تعبر عن القرار الرسمي اللبناني. وعن الوضع الفلسطيني قال إن لقاءات وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز ورئيس المجلس الوطني أبو علاء أحمد قريع "كانت مجرد اتصالات لحلحلة الأمور"، وان أبو علاء أكد له منذ يومين أن "ليست هناك خطة". وتابع ان انقلاب الوضع الدولي بعد 11 أيلول سبتمبر قلب الأولويات. فالقضية الفلسطينية تراجعت وأصبحت الأولوية لمكافحة الإرهاب. وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون لن ينجح في ربط القضية الفلسطينية بالإرهاب. وأعرب عن مخاوفه من ضرب العراق، و"لكن الأمر لم يحسم بعد في الإدارة الأميركية". القمة العربية وعن الجدل القائم حول انعقاد القمة العربية في بيروت في آذار مارس وقول رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إنه من الافضل تأجيلها، قال موسى: "يدهشني أن يكون هناك جدل في لبنان حول انعقاد القمة، هذا ليس في مصلحة لبنان. تقرر عقد القمة بالتفاهم مع الحكومة اللبنانية، وهي قادرة على قيادة العمل العربي باعتبارها عضواً مؤسساً للجامعة العربية، وخلال لقائي الرئيس اميل لحود والرئيس رفيق الحريري كان واضحاً جداً أنهما يتابعان الترتيبات وإرسال الدعوات ومناقشة الأمور المتعلقة بالإعداد للقمة. أما الأخ نبيه بري فكان يتحدث، وكنا في دردشة، وقال رأيه ليس كرهاً بعقد القمة، بل لظروف يراها في المنطقة، وناقشته فيها وقلت له إن الظروف التي يتكلم عنها هي التي تتطلب عقد القمة وليس العكس، ولا أعتقد أن القمم المبرمجة لتعقد في لبنان محكوم عليها كلها بالتأجيل مثل القمة الفرانكفونية". وعن مشكلة حضور القذافي بسبب الخلاف مع الشيعة الذين يتهمونه بإخفاء السيد موسى الصدر قال ان "القمة مهمة جداً بالنسبة الى العمل العربي والقمة الدورية تحمل أهمية معينة ويجب ان تعقد مهما كانت الظروف والاختلافات، ولا أقول الخلافات، والوجود والحضور والمشاركة كفيلة بأن تساهم في حل الكثير من الخلافات، ومع ذلك هناك اتصالات كثيرة لحل هذا الاشكال". وسئل: لماذا لم يتحرك العرب لدعم الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات حين بدأ شارون تطويقه فأجاب: "إذا حكمنا في هذا الموضوع العواطف فكلنا في حال هيجان وغضب وشعور بالأسى. الوضع دقيق والاتصالات كثيرة ولكن هادئة، فالموضوع ليس قرارات رنانة بل عملية إقناع والتفاف وطرح مواقف موضوعية. اعتراف الرئيس الأميركي جورُ بوش بأنه من دون دولة فلسطين لا يمكن حل المشكلة والإطار الذي طرحه وزير الخارجية الاميركي كولن باول والبيان الأوروبي، والموقف العربي الذي تحدد في ثلاث أو أربع نقاط مهمة للغاية، كل هذا لم يأت من فراغ. لم نكن نائمين والتطورات تتم على ضوء محادثاتنا الهادئة سواء مع أوروبا أو مع الولاياتالمتحدة أو بين العرب، وهذا الكلام تبلور في تقدم حقيقي: إن أدبيات القضية الفلسطينية تقدمت أما القضية فلم تتقدم، مهمتنا الآن الربط والتوازن بين الأدبيات والقضية نفسها. ان المسألة هي مسألة دولة فلسطينية والكل يتكلم عنها الآن. لقد عدلت الأمور بعدما بدأت بعض الدوائر الحاكمة والمتحكمة تتكلم على الأراضي المحتلة المتنازع عليها، وتحدث وزير الخارجية الأميركي بوضوح قاطع عن الأراضي المحتلة، أما موضوع المستوطنات فحصل فيه تراجع كونها تتعارض مع قرارات الأممالمتحدة. الكل، بما فيه تقرير ميتشل، يتكلم على ضرورة وقف الاستيطان غير المشروط. هذه الأمور تدل أن هناك عملاً وتحركاً". وعن عدم وجود نتائج على الأراضي، قال "بعد 11 أيلول اختلفت الأولويات، فالقضية الفلسطينية كان لها أولوية كبرى على كل القضايا الأخرى، وفجأة أصبح الإرهاب الدولي هو صاحب الأولوية". واضاف ان "إسرائيل تحاول ربط القضية بالإرهاب الدولي لكن الولاياتالمتحدة لا تربطها، أو إذا كان هناك ربط فهو في نواح معينة وغير مقبول، وطرح شارون لم تقبله أوروبا ولا الولاياتالمتحدة قبلته على علاته، وطبعاً العرب يرفضونه". وعن مواقف بعض الدول العربية غير المساندة لعرفات، قال: "قد يكون هذا صحيحاً ولكن إذا كنت تشيرين إلى الموقف السوري، فقد صرح وزير الخارجية الأخ فاروق الشرع انه على رغم عدم اتفاقهم مع سياسة أبو عمار ليست لديهم خطط لمعارضة سياسته أو تصعيد الأمور ضده، والواقع انهم لم يتبعوا سياسة معينة تضعف الفلسطينيين". وأكد ان لا وجود لوثيقة فلسطينية - اسرائيلية، فمفاوضات بيريز وأبو علاء "كانت لحلحلة الأمور ولا أمل مع شارون الذي يقول: تريدون تسمية الأراضي التي أنتم فيها دولة فسموها دولة، وبيريز يحاول بيع هذا لكنه لن يُباع. وزارني أبو علاء منذ يومين وقال لي إنه لا وجود لخطط بل هناك اتصال سياسي لحل بعض الأمور". العراق وعن احتمال ضرب العراق والمخاوف العربية والفرنسية من هذه المسألة، قال: "كلنا متخوفون من ضرب العراق، ولا نقبل توسيع الحرب. ونعلم أن هناك جدلاً في واشنطن حول الموضوع لم يحسم بعد، وأتابع ما يقوله باول في هذا الشأن، وكلامه مطمئن بعض الشيء، فهو يطرح مسألة منطقية أن الحرب ضد الإرهاب مستمرة والأمور لا تدار كلها إدارة عسكرية. ولم يتحدث معنا أحد عن اتهام العراق بأنه يرعى الإرهاب، وحتى الإدارة الاميركية تحدثت عن بن لادن و"القاعدة" ولم تشر إلى العراق. والإشاعات عن "الانثراكس" نفتها الإدارة الاميركية. وسياستها حيال العراق تدخل تحت عنوان آخر وليس تحت عنوان "الإرهاب الدولي"، وهنا الخلاف: هل هو الحكم في العراق أم أسلحة الدمار الشامل أم تنفيذ قرارات مجلس الأمن أو ما يسمى العقوبات الذكية؟ والواقع ان تغيير الحكم هو من حق الشعوب وليس من حق دول أخرى".