لم يحمل الموفد الدولي والعربي الى سورية الأخضر الإبراهيمي جديداً يؤكد انعقاد مؤتمر «جنيف 2» في شأن الأزمة السورية، خلال زيارته بيروت أمس بعد لقاءاته على مدى 4 أيام في العاصمة السورية، وخرج كبار المسؤولين اللبنانيين بانطباع بأن هناك صعوبات ما زالت تعترض طريق انعقاد المؤتمر، فيما تبلغ من رؤساء الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان، المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي تأييدهم عقد المؤتمر وميلهم الى حضوره عندما توجه الدعوة الى لبنان. وإذ نفى الإبراهيمي في بيروت أن يكون سيزور المملكة العربية السعودية، قال في مؤتمر صحافي قصير عقده في السراي الحكومية إنه سينقل ما سمعه الى الروس والأميركيين الثلثاء المقبل (في جنيف) وسائر الدول التي ستشارك في المؤتمر. وعلمت «الحياة» أن من أسباب الحديث عن صعوبات أمام عقد «جنيف 2» أن الفكرة التي كانت طرحت في اطار الاتصالات الروسية – الأميركية السابقة عن حصول المؤتمر بمن حضر من المعارضة السورية إذا كان بعض أطيافها لن يوافق على الحضور استبعدت، وأن الرئيس بشار الأسد أبدى تشدداً حيال المخارج المطروحة لتطبيق البند المتعلق بقيام هيئة انتقالية تنفيذية كاملة الصلاحية، كما نص بيان «جنيف 1» في 30 حزيران (يونيو) 2012، هذا فضلاً عن أن عدم تحديد موعد للإبراهيمي في المملكة العربية السعودية يدل على أن التوافق الإقليمي على اطار المؤتمر ونتائجه المتوخاة، لم يكتمل بعد. وعلى رغم ان الإبراهيمي أعلن أمس أن الحكومة السورية وافقت على المشاركة في المؤتمر من دون قيد أو شرط مسبق، وأكد أنه لم يجد في الدول التي زارها معارضة لفكرة المؤتمر، فإنه لم يخف أن «لكل دولة رأيها ومشاكلها وتخوفاتها وآمالها». كما تفادى الإبراهيمي الإجابة عما إذا كان طرح على الأسد ألا يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة قائلاً: «رأيي غير مهم». وذكّر بأن الهدف هو تطبيق ما نص عليه بيان جنيف – 1» بأن يتوافق الأطراف السوريون على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة... للانتقال الى بناء الجمهورية السورية الجديدة». ونفى الإبراهيمي أن يكون هناك اتصال مع «داعش» (الدولة الإسلامية في العراق والشام) لدعوتها الى المؤتمر، مجدداً الحديث عن تشكيل المعارضة السورية لوفد «مقنع»، معتبراً أن «على من يدّعي تمثيل الشعب السوري أن يدرك خطورة الوضع ويتداعى الجميع الى التعاون مع المنطقة وخارجها لإنقاذ سورية». وإذ ترك الإبراهيمي، الذي يغادر بيروت صباح اليوم الى جنيف، الباب مفتوحاً لاستمرار المشاورات حول موعد انعقاد المؤتمر الذي سيعلنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قال بعد لقائه وزير الخارجية عدنان منصور، إن «من يؤمن بالحل العسكري مخطئ وهناك حل واحد ممكن هو الحل السياسي». وأوضح الرئيس ميقاتي ان «لبنان يؤيد عقد جنيف 2 وسيتخذ قراره بالمشاركة أو عدمها في ضوء توجيه الدعوة اليه لقناعتنا بضرورة حضور أي اجتماع يناقش مستقبل سورية لأننا من أكثر دول الجوار تأثراً بتداعيات النزاع السوري». وتناول كبار المسؤولين مع الإبراهيمي حجم أزمة النازحين وآثارها على لبنان، وإذ قال الإبراهيمي إن لبنان يتحمل الأعباء الكبيرة وسيكون المستفيد الأول من حل الأزمة السورية، فإن ميقاتي ذكّر باجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان، متمنياً خطوات عملية لترجمة هذا الدعم. وعلى الصعيد اللبناني الداخلي، أكد رئيس كتلة «المستقبل» النيابية فؤاد السنيورة أمس، أن الباب لحلحلة الأمور في شأن تشكيل الحكومة هو أن يسحب «حزب الله» مقاتليه من سورية ويلتزم اعلان بعبدا وإطلاق الحوار بين اللبنانيين... وكان النائب في «حزب الله» علي فياض دعا تيار «المستقبل» الى «تجزئة الملفات وعدم ربط تشكيل الحكومة بملفات أخرى عويصة، داخلية أو تتصل بالأزمة السورية». ومن جهة أخرى، تفاعلت لليوم الثاني قضية استدعاء رئيس «الحزب العربي الديموقراطي» علي عيد الى التحقيق في أقوال أحد عناصر الحزب، أحمد محمد علي، عن أنه هرّب المتهم بالضلوع في تفجيري طرابلس في 23 آب (أغسطس) الماضي أحمد مرعي، بناء لطلب عيد. وازاء رفض عيد المثول أمام التحقيق أصدر القضاء العسكري مذكرة بحث وتحر عنه الى مديرية مخابرات الجيش، خصوصاً أن عيد قال إنه لا يثق بفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي. وأوضحت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في بيان لها أمس في شأن قول الأمين العام للحزب رفعت علي عيد إن شخصاً من فرع المعلومات يدعى بسام الحلبي طلب من مطلوبين في القضية المغادرة لأن أمراً سيصدر باستدعائهم للتحقيق، أن لا وجود لأي فرد أو ضابط في المعلومات بهذا الاسم. وأكدت مديرية قوى الأمن أن التحقيق مع المتهم أحمد علي، سائق عيد والذي أقر بأن الأخير طلب منه تهريب مرعي، لم يتم في شعبة المعلومات (في مديرية مخابرات الجيش)، وأنه كرر الاعترافات نفسها أمام المعلومات».