بيروت - "الحياة" - سجلت أمس سلسلة مواقف لبنانية من اللائحة الأميركية المتعلقة بتجميد أرصدة منظمات بينها "حزب الله"، باعتبارها منظمات "ارهابية". واعتبر الحزب هذه الخطوة "مزحة سمجة"، واصفاً أميركا بأنها ارهابية. وأكد رئىس المجلس النيابي نبيه بري ان "المقاومة اللبنانية بكل عناوينها الوطنية والاسلامية هي نتيجة للعدوانية والاحتلال الاسرائىلي المستمر لأجزاء من الاراضي اللبنانية، والمطامع الاسرائىلية في مياهنا، وهي ليست ارهاباً. لذلك فإن محاولة احراج لبنان وسورية او اخراجهما أمر مستحيل، والأمر الدولي الذي استصدر في حق طالبان وتنظيم القاعدة لا يمكن ان ينطبق على المسميات الكفاحية للشعبين اللبنانيوالفلسطيني". وتابع بري في افتتاح المؤتمر الثاني لجمعية كشافة الرسالة الاسلامية ان "الطائرات والدبابات الاسرائىلية التي عجزت عن كسر مقاومة الشعب اللبناني واندحرت امام بطولات ابنائنا، ستعجز عن احتواء انتفاضة الشعب الفلسطيني ومقاومته، وعن تجريده من حلمه بالدولة ومن حقها في الدفاع عن نفسها. ان حمامات الدم التي يرتكبها رئىس الوزراء الاسرائىلي آرييل شارون وعمليات السحق المنظمة للمدن والبلدات والقرى والمخيمات الفلسطينية وسكانها، لا يمكن ان تسقط الاساسين اللذين يشكلان جوهر القضية الفلسطينية، وهما حق العودة والقدس". واذ أكد رفضه توطين الفلسطينيين، منتقداً الدول العربية التي "تستمر في اغماض عيونها وسد آذانها عما يجري في فلسطين"، قال: "انهم يلهوننا بأفغانستان تماماً مثلما وعدونا في العراق وفي ايام ثورة الشريف الحسين ضد الدولة العثمانية، ان نأخذ وحدتنا واستقلالنا، في وقت كانت وعود بلفور تحت الرماد تعطى للاسرائىليين". اما وزير العمل اللبناني علي قانصو فوصف التصنيف الاميركي للبنان باعتباره بلداً "ارهابياً" بأنه "اعتداء سافر على اهم مقومات صمودنا، أي المقاومة، ويعني ذلك ان عملية الخلط بين المقاومة والارهاب ما زالت قائمة في ذهن الادارة الاميركية". ورأى ان الكلام على التمايز بين الموقفين الاميركي والاسرائىلي هو "في غير محله، بل هناك تطابق كامل"، داعياً الادارة الاميركية الى "معاودة النظر في هذه السياسة"، آملاً بأن تتداعى الدول العربية الى عقد قمة تدرس التطورات خصوصاً الموقف الاميركي. ولاحظ ان "الكلام على لائحة جديدة اميركية تضمنت اسماء بعض المنظمات التي صنفتها بأنها ارهابية، تزامن مع اتهامات اطلقها رئيس حكومة العدو آرييل شارون ضد سورية، ومع تصريح الديبلوماسي الاميركي ديفيد ساترفيلد الذي صنف الانتفاضة ارهاباً". واستنتج ان ذلك "دليل اضافي على ان الادارة الاميركية تستمد معاييرها دائماً مما هو في مصلحة العدو الاسرائىلي". الخنجر اليومي نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم اعتبر ان "عظمة المقاومة في لبنان انها دخلت الى كل بيت وقلب وضمير وحاضر ومستقبل في عالمنا العربي والاسلامي، ولم تعد مجرد قتال على جبهة، بل اصبحت الرمز والخنجر اليومي". وزاد: "عندما اعلنت أميركا الدولة المتجبرة والارهابية والمتسلطة على العالم، ان المقاومة هي ارهاب وقفت الانظمة والشعوب العربية والاسلامية وصرخت بأعلى الصوت معلنة ان المقاومة هي الشرف، وكلنا متمسكون بها". ودعا الى تعريف واضح للارهاب "عندما لا يكون مرتبطاً بأي جهة منحازة، تحديداً الادارة الاميركية، ستعلن انظمة العالم وشعوبه ان اسرائىل دولة ارهابية، تقف على رأس لائحة الارهاب، بالتالي يوجد اجماع عالمي على عدوانها وارهابها وايذائها الاطفال والنساء من دون رحمة". ووصف الاعتراض الاميركي على "وجود عنف فلسطيني ضد الصهاينة" بأنه "بلا قيمة"، وتساءل عن حدود الدولة الفلسطينية التي تحدث عنها الرئىس جورج بوش ومستقبلها وصلاحياتها. وعلق النائب في "حزب الله" عمار الموسوي على اللائحة الاميركية الجديدة قائلاً ان "قضية تجميد الارصدة مزحة سمجة، ونحن لم نقاتل اسرائىل بالمال بل بارادة قوة واتكال على الله". وأضاف في احتفال نظم في بعلبك: "الادارة الاميركية تعتبر كل من يقاتل اسرائىل ارهابياً". ولم يصدر بعد اي موقف رسمي عن "حزب الله" من قضية تجميد الارصدة.