كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز – أعلن الحلف الاطلسي (ناتو) أمس، مقتل ثمانية مدنيين في غارة جوية استهدفت عناصر من حركة «طالبان» في ولاية هلمند جنوبافغانستان، وذلك بعد اعتراف الجيش الاميركي بسقوط بين 20 و30 مدنياً وبين 60 و65 متمرداً في غارات جوية نفذت في منطقة بالا بولوك بولاية فرح (غرب) في الرابع والخامس من الشهر الجاري، وتحدثت تقارير السلطات عن مقتل 140 شخصاً فيها. وأوضح الحلف ان الغارة الجوية تلت مهاجمة حوالى 25 متمرداً دورية للحلف، ما دفع الجنود الى طلب مساندة جوية، «في وقت استخدم المتمردون مجدداً مدنيين دروعاً بشرية». وفي شأن التحقيق الخاص بالقصف الجوي الذي استهدف ولاية فرح مطلع الشهر الجاري، أكد الجيش الاميركي ان محققيه «شاهدوا مجدداً اشرطة فيديو صورتها طائرات دعم القوات على الارض، وأظهرت بوضوح دخول متمردين مباني استهدفتها الضربات التي حسمت المعركة». وأوضح الجيش ان عدداً كبيراً من مقاتلي «طالبان» بينهم عناصر غير افغانية تجمعوا في قريتي غانغ آباد وغراني في الثالث من الشهر الجاري وطالبوا قرويين بأموال، ثم اعدموا ثلاثة ممثلين حكوميين سابقين، ما دفع الشرطة والجيش الافغانيين الى اتخاذ قرار ارسال قوات الى المكان، حيث وقعت في مكمن نصبه بين 200 و300 من عناصر طالبان». وطالبت القيادة العسكرية الافغانية الجيش الاميركي بارسال تعزيزات تمثلت في شن سلاح الجو التابع له ضربتين جويتين. ونفذت الاولى مقاتلة من طراز «اف – 18»، واستهدفت مباني تمركز فيها متمردون للسماح بإجلاء جندي افغاني اصيب بجروح. اما الضربة الثانية فنفذتها قاذفة من طراز «بي-1» بالتنسيق مع القوات البرية، واستهدفت مباني اخرى ومساحة مكسوة بالاشجار اختبأ فيها متمردون. ويطالب الرئيس الافغاني حميد كارزاي بوقف الغارات الجوية الاميركية بالكامل، فيما اعلن الجيش الاميركي انه سيعيد النظر في استخدام سلاح الجو، في محاولة لتقليص الاخطار التي يتعرض لها مدنيون. ميدانياً، اعلن الجيش الاميركي مقتل جندي في صفوفه ومدني اميركي في انفجار عبوة مصنعة يدوياً لدى مرور آلية عسكرية اميركية في منطقة تبعد مسافة 35 كيلومتراً من كابول على طريق قاعدة باغرام الجوية. ويسلك الجيش الاميركي غالباً هذه الطريق للتنقل بين العاصمة كابول وقاعدة باغرام، علماً ان الانفجار يؤكد اقتراب مقاتلي «طالبان» من العاصمة، ولانتقالهم من معاقلهم في المناطق الريفية الوعرة جنوبافغانستان وشرقها. على صعيد آخر، أفادت صحيفة «نيويورك تايمز» بأن ذخائر ارسلتها وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) الى القوات الافغانية وصلت الى ايدي مسلحي «طالبان»، ما سمح لهم بمحاربة القوات الاميركية والافغانية لسنوات. وأوضحت الصحيفة ان مخازن الرصاص التي عثر عليها مع مسلحين قتلوا شرق افغانستان الشهر الماضي احتوت طلقات مطابقة لذخائر كانت الولاياتالمتحدة ارسلتها للقوات الحكومية الافغانية. وعلى رغم عدم معرفة حجم الذخيرة التي قد تكون وقعت في ايدي «طالبان»، حذرت الصحيفة من ان الفساد وغياب الانضباط في صفوف القوات الافغانية ساهما في امداد المتمردين، وسط رقابة اميركية وافغانية تقتصر على بعض المناطق. واعتمد «البنتاغون» قاعدة بيانات لتوثيق الاسلحة الصغيرة التي ارسلت الى الجيش الافغاني، في ظل تصاعد الانتقادات بعدم متابعة امدادات الاسلحة اليه. وأعلنت القيادة الانتقالية الامنية المشتركة لافغانستان بقيادة الولاياتالمتحدة والتي تتولى تدريب القوات الافغانية وتزويدها بالسلاح، انها ستدقق في ممتلكات الجيش والشرطة الافغانية، معتبرة ان تسرب الاسلحة الى المتمردين هو «اسوأ السيناريوات». لكن نظام التدقيق لا يطبق على ذخائر الجيش بسبب صعوبة تعقب الاسلحة.