} كثفت الطائرات الاميركية غاراتها على خطوط الجبهة الامامية شمال كابول وقرب مزار الشريف، فيما شهدت العاصمة الافغانية ليل الجمعة - السبت موجة من القصف هي الاعنف منذ بدء الضربات. ولم تنج الضواحي السكنية من الدمار، من دون ان تتوافر معلومات عن عدد الضحايا. وأوقف الصليب الاحمر توزيع المساعدات الغذائية لآلاف المواطنين بعد تعرض مقره للقصف. واعترف وزير الدفاع البريطاني جيف هون امس بان الحملة العسكرية في افغانستان ستكون طويلة وصعبة، ولكنه رفض التكهن حول مدتها خلافاً لرئيس الاركان مايكل بويس الذي قدر مدتها من ثلاثة اشهر الى اربع سنوات. كابول، إسلام آباد، لندن - رويترز، أ ف ب - كثفت الطائرات الاميركية امس غاراتها شمال كابول التي تعرضت خلال الليل لموجة قصف هي الاعنف من نوعها منذ بدء الضربات. وتحدث شهود عن عشرة انفجارات على الاقل خلال ثلاث غارات فوق سهل شومالي حيث تتواجه "طالبان" والمعارضة الممثلة ب"تحالف الشمال" المناهض لها. وتركزت الغارات على تلة سيا كو المطلة على قاعدة باغرام الجوية الواقع تحت سيطرة المعارضة. وأسقطت الطائرات 13 قذيفة على الاقل طاولت ست منها مواقع "طالبان" في هضبة ديغازا على بعد حوالى اربعة كيلومترات جنوب خط الجبهة الذي يقع الى جنوب مطار باغرام. وسقطت ثلاث قنابل اخرى في نيازي القريبة، بحسبما افاد الجنرال بابا جان الذي يقود قوات التحالف في الجبهة. وقال الجنرال: "انهم يقصفون الدبابات والقوات والدفاعات الجوية لطالبان". وحلقت الطائرات على علو مرتفع مبتعدة عن مضادات "طالبان" وكان من الصعب رؤيتها وسط اشعة الشمس الساطعة كما لم تسمع اصوات النيران المضادة للطائرات. وتصاعد الدخان فوق تلة سيا كو الواقعة على بعد نحو ثلاثة كيلومترات شرق باغرام. وقال قائد المعارضة مصطفى من على سطح قاعدته المطلة على باغرام: "انها اعنف غارات جوية على هذه الجبهة حتى الآن". وتركزت الضربات الاولى على شوخي وهي معقل ل"طالبان" وتقع على بعد نحو 12 كيلومتراً جنوب شرقي باغرام. وقال مصطفى انه يعتقد بان مقاتلي "طالبان" يتمركزون في شوخي قبل تحركهم صوب الخطوط الامامية ومنها تحت جنح الظلام. كابول وفي الوقت نفسه، عرفت كابول اسوأ قصف ليل الجمعة - السبت اذ ألقت طائرات اميركية اكثر من 20 صاروخاً عليها خلال غارات متتالية. وهزت اربعة صواريخ المدينة في السادسة صباحاً، منهية قصفاً استمر حوالى احدى عشرة ساعة تعاقبت خلاله أسراب الطائرات في سماء كابول. وافاد مراسل "فرانس برس" ان "القصف كان الاعنف الذي شاهدته" منذ بدء الغارات الاميركية قبل حوالى ثلاثة اسابيع. وكانت الموجة الاولى من الغارات على العاصمة بدأت نحو السابعة والنصف من مساء الجمعة حين ألقت الطائرات الاميركية خمسة صواريخ. وسقط الصاروخ الاول في حي واصر اكبر خان السكني ويعتقد بان الهدف كان ثكنة عسكرية مجاورة. وبعد ربع ساعة ادى سقوط صاروخ آخر الى تكسر زجاج مكتب وكالة "فرانس برس" في الحي نفسه، مما ادى ايضاً الى انقطاع التيار الكهربائي. ثم قامت الطائرات الاميركية بإلقاء ثلاثة صواريخ اخرى. وبعد ساعة سمع سكان العاصمة انفجار عدد من الصواريخ اعقبه اطلاق نار قد يكون من المضادات الارضية ل"طالبان". وقال مراسل "فرانس برس" ان "صواريخ عدة انفجرت داخل حدود المدينة". وأصيبت العاصمة بين السابعة والنصف والتاسعة مساء بما بين ثمانية الى عشرة صواريخ. واستمر الطيران الاميركي بالتحليق في اجواء العاصمة حتى الساعة الثالثة من فجرا، وألقى عشرة صواريخ اضافية انفجر اربعة منها في محيط لا يتجاوز خمسة كلم حول حي واصر اكبر خان. وبعد هدوء استمر نحو ثلاث ساعات انفجرت اربعة صواريخ اضافية. وكانت "طالبان" ترد في كل مرة بالأسلحة المضادة للطائرات. غارات في الشمال والجنوب كذلك اغارت طائرات اميركية مجدداً ليل الجمعة - السبت على اهداف في اقليم سامنغان حيث مواقع "طالبان" في خط الجبهة مع "تحالف الشمال" الذي نفذ في الوقت نفسه هجوماً برياً من دون ان يحقق فوزاً، حسبما افاد مسؤول في الحركة. وتركز القصف على وادي دار الصوف، على بعد 70 كيلومتراً من مزار الشريف. وأسقطت 30 قذيفة على الاقل. وافادت وكالة "بختار" ان ملاجئ ل"طالبان" تعرضت للقصف في اقليم كابيسا القريب من كابول من دون اضرار كبيرة. وأصيب اثنان في طالوقان عاصمة اقليم تاخار شمالا عندما قصفت الطائرات الاميركية الجمعة للمرة الاولى هذه المنطقة منذ بدء عمليات القصف. ومن جهة اخرى، نقلت "وكالة الانباء الاسلامية" ان طائرات اميركية شنت غارات عنيفة مساء الجمعة وصباح امس على مدينة قندهار جنوب شرقي وجلال آباد في الشرق وهيرات في الغرب. وقالت الوكالة ايضاً ان ست غارات على الاقل استهدفت مطار هرات منذ مساء الجمعة ما ادى الى سقوط قتيل وستة جرحى. كما نقلت ايضاً ان شخصين قتلا في قندهار. الصليب الأحمر على صعيد آخر، قال مسؤول في اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان اللجنة لم تتمكن امس، من توزيع الغذاء على سكان كابول الجائعين غداة قصف ثلاثة من مستودعاتها في الغارات الجوية. وقال ماريو موسى الناطق باسم اللجنة: "الطعام كان مخصصاً للفقراء المقعدين"، مؤكدا ان المستودعات الثلاثة دمرت تماماً. ولحقت اضرار بالغة بشاحنات محملة كانت واقفة عند المجمع مما عطل اعمال الاغاثة في كابول. وقال موسى: "لدينا خمسة مستودعات دمر احدها في الهجوم السابق وثلاثة يوم الجمعة. وأصبح لدينا الآن مستودع واحد". وذكر ان هذه المستودعات كانت تضم اغذية وأغطية مخصصة لخمسة وخمسين الف مقعد يعتمدون في شكل كامل على مساعدات اللجنة الدولية للصليب الاحمر. وتقول وكالة الاغاثة الدولية ان نحو ربع سكان افغانستان وعددهم 20 مليون نسمة يعتمدون على المساعدات الانسانية بعد ما يزيد على 20 عاماً من الحرب وثلاث سنوات من الجفاف. وكانت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون اعترفت اول من امس بأن طائرات البحرية الاميركية وقاذفات من طراز "بي-52" قصفت خطأ مستودعات تستعملها اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي ومنطقة سكنية بالقرب منها. وقالت ان "الولاياتالمتحدة تأسف جدياً لهذا القصف غير المقصود لمستودعات اللجنة الدولية للصليب الاحمر والمنطقة السكنية". وهذه المرة الثانية التي يتعرض فيها مجمع الصليب الاحمر للقصف منذ بدأت حملة القصف الجوي لأفغانستان. وقالت اللجنة ومقرها جنيف ان شعار الصليب الاحمر كان مرسوماً في شكل واضح على أسطح المباني وان الغارات تنتهك القانون الدولي. حملة طويلة وصعبة وفي لندن، اعترف وزير الدفاع البريطاني جيف هون امس بأن الحملة العسكرية في افغانستان ستكون طويلة وصعبة، ولكنه رفض التكهن بمدتها المحتملة خلافاً لرئيس الاركان مايكل بويس الذي قدر مدتها من ثلاثة اشهر الى اربع سنوات. وأكد هون في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي من سلطنة عمان: "اننا نعترف بالصعوبات العسكرية في هذه العملية ولكن ذلك لا يثنينا عن عزمنا على الانتصار فيها". ويقوم وزير الدفاع البريطاني بزيارة للسلطنة لتفقد الجنود البريطانيين الذين يشاركون في مناورات مشتركة مع القوات العمانية. وقال: "لا اعتقد بانه من الممكن تحديد مهلة" للحملة العسكرية الجارية حالياً، مضيفاً: "لكننا لا نعرف بالتحديد كيف سترد طالبان على عمليات عسكرية متواصلة". وأكد ان "تعصب طالبان قد يمكنهم من المقاومة حتى السنة المقبلة ولكن قد ينهارون ايضاً في يوم من الايام تحت الضغط المتواصل الذي نمارسه عليهم. ان ذلك سيأخذ الوقت اللازم". واعتبر رئيس اركان الجيوش البريطانية الاميرال مايكل بويس الجمعة ان الحرب الدائرة في افغانستان قد تدوم في مرحلتها الاولى ثلاث او اربع سنوات. وقارن بين مكافحة الارهاب ومكافحة الشيوعية خلال الحرب البادرة، مشيراً الى ان التحالف الدولي قد يأخذ خمسين سنة قبل التوصل الى اهدافه. وقال بويس الذي نقلت تصريحاته الصحافة امس ان التدخل في افغانستان يشكل اصعب تحد عسكري بالنسبة الى بريطانيا منذ حرب الكوريتين خلال الخمسينات. وأعلنت الحكومة البريطانية الجمعة تعبئة مئتي عنصر من سلاح البحرية الملكية في منطقة الخليج استعداداً لتدخل بري في افغانستان كما تم وضع 400 آخرين في حال تأهب قصوى في بريطانيا. وبذلك يبلغ عدد القوات البريطانية 4200 جندي بمن فيهم 200 من البحرية الملكية الذين سيبقون في الخليج حتى انتهاء المناورات مع القوات العمانية. مساهمة يابانية وفي طوكيو، ذكرت الصحف اليابانية امس ان طوكيو تعتزم ارسال سفن وجنود الى المحيط الهندي لمساندة الحملة العسكرية التي تشنها الولاياتالمتحدة على افغانستان. وكتبت صحيفة "نيهون كيزاي شيمبون" الاقتصادية ان "المشروع يأتي استجابة لطلب غير رسمي من الولاياتالمتحدة لمساعدتها على نقل المؤن وجمع المعلومات والدوريات العسكرية ومهمات مراقبة". ويفترض ان يعتمد البرلمان الياباني الاثنين قانوناً مناوئاً للارهاب يسمح للسلطات العسكرية المسؤولة عن قوات الدفاع الذاتي الياباني بتقديم دعم لوجيستي للعمليات العسكرية في افغانستان.